메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

KF Features

2023 AUTUMN

ثقافة السوق الجديدة..تبادل وتواصل بين المنتج والمستهلك

باتت سوق المزارعين ذات الطابع الحضري تجذب الانتباه، حيث يمكن للمستهلكين عند التسوق وشراء المواد الغذائية التفاعل مع المزارعين؛ منتجين وبائعين، فعلى وجه الخصوص تأخذ سوق مارشيه@، التي تديرها منظمة مارشيه لسوق المزارعين، زمام المبادرة في نشر نوع جديد من ثقافة السوق وترسيخها لأكثر من ١٠ سنوات، فجعلت المنتجين والبائعين والمستهلكين يتفاعلون معًا.
1KENN0494-1.png

فعالية “أرت إن مارشيه” التي أقيمت في ساحة أمام المسرح الوطني الكوري في مايو ٢٠٢٣. تنظّمها منظمة مارشيه لسوق المزارعين بالتعاون مع المسرح منذ عام ٢٠٢١.


2KENN0615.png

لافتات تعلن عن ساعات عمل سوق مارشيه@، وأشياء ترمز إلى السوق. تباع فيها محاصيل مزروعة بطريقة الزراعة المستدامة.

في الربيع والخريف يتدفق المتسوقون إلى الساحة الكائنة أمام المبنى الرئيس للمسرح الوطني الكوري الذي يقع في جانغتشونغ-دونغ بسيول، ثالث كل يوم سبت من كل شهر، حيث يشترون أنواعا مختلفة من الخضراوات والأطعمة ويستمتعون بمشاهدة عروض تقام على مسرح مؤقت في وسط الساحة. إقامة هذه السوق هي فعالية من فعالية “أرت إن مارشيه” التي تقيمها منظمة مارشيه لسوق المزارعين بالتعاون مع المسرح الوطني الكوري منذ عام ٢٠٢١.

تدير هذه المنظمة سوقا حضرية “مارشيه@ ” يشارك فيها مزارعون وطهاة وفنانو حِرف يدوية لبيع بضائع مختلفة. كما تفتح متاجر مؤقتة بالتعاون مع العديد من العلامات التجارية التي تدعم الغرض التأسيسي للمنظمة، إلى جانب المسرح الوطني الكوري. وفي عام ٢٠١٩ قامت المنظمة بإجراء برنامج تعاون احتفاءً بالذكرى الخمسين لافتتاح المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر.

وفي سوق مارشيه@ تنتشر ثقافة سوق جديدة تقوم على التفاعلات الشخصية، حيث ينشغل كل من الطرفين بالتواصل مع الآخر؛ فينشغل المزارعون، الذين يجلبون محاصيلهم إلى السوق، بمشاركة تجاربهم مع المستهلكين من جهة، وينشغل المستهلكون بشرائها وطرح الأسئلة عليهم من جهة أخرى.

 

تفاعلات شخصية

3KENN0459.png

تطمح مارشيه@ إلى أن تتجاوز كونها مكانا لبيع وشراء السلع، وتهدف إلى إنشاء مساحة نابضة بالحيوية حيث يمكن للباعة والمستهلكين التواصل من خلال الحديث والتواصل الوديّ.

تقول إحدى المتسوقات، وهي ربة منزل تقيم في جونغنو-غو بسيول، “السوق جذابة بشكل خاص لمجرد التمكن من شراء الخضار التي يحصدها المزارعون في الصباح، وتأتي طازجة إلى وسط المدينة بعد الظهر”، وتضيف “ربما لهذا السبب يكون للطعام نكهة استثنائية. علاوة على ذلك، يمكن الحصول على نصائح مفيدة مثل وصفات الطهي المميزة أو طريقة الحفاظ على المكونات”.

لكن مزايا السوق لا تتوقف عند هذا الحد، فسوق مارشيه@ لا تهدف إلى توفير مساحة للتعامل التجاري المباشر بين المنتجين والمستهلكين فقط، بل تُمكّنهم أيضا من بناء الروابط وتعزيز الثقة بينهم من خلال التواصل الودي.

وتقول مسؤولة في مارشيه لسوق المزارعين إنه “نظرا لأننا نعيش في عالم توجد فيه منصات متنوعة فإن تقديم المحاصيل إلى المستهلكين بأيدي المزارعين له مغزى في حد ذاته. كما تُوفّر السوق للمتسوقين والمنتجين فرصة للحوار ولتبادل الأسئلة والأجوبة بشكل مباشر”.

هذا النوع من السوق ليس مفيدا للمستهلكين فقط، بل مفيد للمنتجين أيضا، لأنهم يشعرون بالإنجاز الكبير من خلال تقديم المحاصيل التي حصدوها بعناية وجلبوها بأنفسهم إلى العملاء بشكل مباشر.

ويقول أحد المزارعين المشاركين في هذه الفعالية “نصنع ونبيع الحمص أو الصلصات النباتية المصنوعة من الفاصوليا المحلية”، مضيفا “أعتقد أنها ذات قيمة كبيرة للغاية لأننا لا نستطيع أن نحظى بفرصة لمقابلة العملاء بغير هذا المكان”.

قيم المجتمع

4KENN0617.png

تقدّم “أرت إن مارشيه” عروضا فنية. يستمتع الزوار بأداء فرقة هوآ للروك المكونة من أربعة أعضاء.

تم إطلاق مارشيه@ في أكتوبر 2012 في هيهوا-دونغ بسيول على يد ثلاث نساء كنّ يزرعن

خضراوات على سطح البيوت لأنهن لم يستطعن مغادرة المدينة. ذات يوم وهنّ يتبادلن أحاديث خفيفة بشأن الهجرة إلى الريف للزراعة، والتعامل المباشر مع المزرعة، والزراعة الطبيعية، توصلن إلى فكرة فتح هذه السوق. لم يحلمن بفتح سوق لبيع وشراء البضائع فحسب، بل كان حلمهن توفير مكان يتم فيه التواصل الاجتماعي والتبادل بين الناس أيضا. ويجمع اسم السوق بين “marché ”، وهي كلمة فرنسية تعني السوق، وعلامة “@” التي يرمز إليها “at” الإنجليزية، وهو حرف جر يضاف أمام اسم المكان، وتعني “السوق التي يمكن فتحها في أي وقت وفي أي مكان”.

وعلى مدى أكثر من ١٠ سنوات، نمت مارشيه@ لتصبح سوقا كبيرة وحيوية إلى حد ما، حيث يقوم المزارعون من جميع أنحاء البلاد بإحضار الخضراوات التي زرعوها في حقولهم والأطعمة التي صنعوها في بيوتهم لبيعها للمستهلكين. تُفتح هذه السوق ثاني كل يوم أحد من كل شهر، باسم “سوق المزارعين” في حديقة مارونيه في هيهوا-دونغ وهي منطقة مزدحمة بالشباب ومكان انطلاق فكرة مارشيه@ أيضا، حيث تجذب العديد من الشباب الذين يرغبون في التمتع بثقافة السوق الجديدة. بالإضافة إلى ذلك فإن “سوق الخضار” التي تهدف إلى بناء علاقات وثيقة مع المواطنين في حياتهم اليومية، تُفتح بانتظام في سوغيو-دونغ وسونغسو-دونغ بسيول. وتطبع السوق كل موقع تُفتح فيه بجوّها ومحتواها المميّزين، لكن تشترك جميع أسواقها بخاصية رئيسة واحدة، تلك هي أن الناس يجتمعون في السوق ويتبادلون الأحاديث بنشاط حاملين حقائبهم المختلفة الأشكال والألوان للتسوق.

5KENN0452.png

تتبع مارشيه@ المبدأ ضرورة مشاركة المزارعين والمنتجين في السوق بوصفهم باعة لضمان حصول المستهلكين على شرح مباشر للسلع منهم.

وساهمت البرامج المتنوعة أيضا في النمو المستمر لمنظمة مارشيه لسوق المزارعين، ففريق إدارة المنظمة المسمى بـ”صديقات مارشيه” يعمل بنشاط على تعزيز القيمة الحقيقية للزراعة من خلال تشغيل السوق، وكذلك التخطيط لمختلف الأنشطة، بما في ذلك إصدار منشورات للتعريف بأساليب زراعة المحاصيل وعلاقاتها بالتربة والحيوانات والنباتات المحيطة بها، وتنفيذ برامج سفر المواطنين إلى مختلف المزارع لتبادل الأحاديث مع المزارعين، وتنفيذ برامج أخرى تربط بين المزارعين والطهاة والمواطنين.

تقول إحدى صديقات مارشيه “نولي اهتماما لوظيفة السوق الأصلية التي كانت محفلا لبناء العلاقات المجتمعية، بحيث نسعى إلى بناء الروابط وتشجيع التواصل بين المواطنين من خلال بيع وشراء المواد الغذائية والحاجيات التي تشكل أساس الحياة. هذه هي نقطة البداية لحياة جديدة”.

في عام ٢٠١٧ أصدرت مارشيه لسوق المزارعين تقريرا عن الاستدامة بعنوان “الكلمات تصبح بذورا”. وقالت في ذلك الوقت “القوة الدافعة وراء جهودنا هي “الاتصال”، موضحة “نسعى إلى إقامة محفل يربط بين المناطق الحضرية والريفية، ويتحدث فيه الناس عن الطعام الذي يمثل مركز الحياة، والنظام البيئي المحيط بالطعام، وغيرهما”.

 



برامج جذابة

6KENN0474.png

يقوم معظم مرتادي سوق مارشيه@ بإحضار أوعية لتعبئة الأطعمة والمشروبات التي يشترونها من السوق، إلى جانب أكياس التسوق المعتادة.

يمكن القول بأن القيمة التي تهدف إليها منظمة مارشيه هي اكتساب محبة الآخرين ودعمهم إلى حد ما، حيث لا يجلب الأشخاص الذين يتمتعون بزيارة سوق مارشيه@، حقائب تسوقهم فحسب، بل أوعية لتعبئة المشروبات والأطعمة أيضا. وهناك ثمة إجماع من الكثير من الزوار على أن “أكبر ميزة لمارشيه@ هي الموقف المتمثل في عدم استخدام المنتجات ذات الاستعمال الواحد ومحاولة تقليل النفايات البلاستيكية”. بالإضافة إلى ذلك فإن عدد الناس الذين يولون اهتماما لعلاقة استهلاكهم بالنظام البيئي وتأثيره عليه يزداد باستمرار.

تم إنشاء سوق المزارعين الحضرية كبديل لحل المشكلات المختلفة التي يسببها الإنتاج الضخم. وهذا هو السبب وراء قيام هيلينا نوربيري هودج، مؤلفة كتاب “المستقبل القديم: التعلم من لاداخ (Ancient Futures: Learning from Ladakh)” بإنشاء “لوكال فيوتيورس(Local Futures)”، وهي منظمة غير ربحية. وتقول في كتابها إن استعادة النظام الزراعي المحلي أمر ضروري لإنعاش الاقتصاد المحلي والمجتمع المحلي، ولهذا يجب تشجيع ودعم زراعة أصناف عديدة من المحاصيل في المزارع الصغيرة حتى يمكن استهلاكها داخل المنطقة.

ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من الناس الذين يجدون سوق المزارعين غير مألوفة أو غير مريحة. لكن الحقيقة المؤكدة هي أن المحاصيل المتنوعة للمزارع الصغيرة لا تزال غير مقدرة القيمة بشكل صحيح. وفي هذا الصدد يعدّ ظهور سوق المزارعين التي تشبه السوق التقليدية والنمو المستمر لها خبرا سارا ومرحبا به. فأسواق المزارعين بأشكالها المختلفة تنتشر في طول البلاد وعرضها، لكنها في كثير من الحالات لا تزيد عن كونها فعاليات تقام لمرة واحدة أو في فترات متباعدة. ولضمان انتشار هذه السوق واستدامتها، فمن الضروري مضاعفة الجهود لنقل مختلف الموضوعات المتعلقة بالزراعة على شكل برامج رائعة وتصميمات جذابة. هذه هي معادلة نجاح مارشيه@.


هان جي-إن مستشارة العلامة التجارية
لي مين-هي مصورة فوتوغرافية

전체메뉴

전체메뉴 닫기