한국국제교류재단

يولي كثير من الناس اهتماما كبيرا للأماكن التي يتمّ فيها تصوير المسلسلات الدرامية المشهورة، لأنها تذكّرهم بالمشاهد الجميلة في المسلسلات التي يحبونها، مما يجعلها وجهة سياحية مفضلة لدى الكثير من السياح.

جزيرة بيني في مدينة تشونغ جو عند هطول الثلج. تم تصوير مسلسل "هبوط طارئ للحب" في هذه الجزيرة التي تشكلت بشكل طبيعي على الروافد الوسطى والعليا لنهر نامهان. يعيش ٨٦٥ نوعا من الحيوانات والنباتات في هذه الجزيرة، منها ١٥ نوعا مهددا بالانقراض، فحددتها وزارة البيئة كمحمية رطبة.
© forfood.tistory.com

تحتاج جميع مشاهد المسلسلات الدرامية إلى الأماكن التي تجري فيها أحداثها. ويُعد اختيار أماكن مناسبة للتصوير من المهام الحاسمة لإنتاج المسلسلات الدرامية، لأن الأماكن تلعب دورا هاما في سرد القصص الدرامية. كما أن تصوير المسلسلات الدرامية في الأماكن الحقيقية يساهم في تقليل كلفة الإنتاج التي ترتفع بشكل عام بسبب إنشاء أماكن تصوير اصطناعية. إن الأماكن الجيدة تخلق أجواء مناسبة للمشاهد وتترك ذكريات لا تُنسى في قلوب المشاهدين لدرجة أن الأماكن العادية التي تظهر في المسلسلات الدرامية الكورية تصبح وجهات سياحية جذابة لدى معجبيها في أرجاء العالم.
قبل عام ٢٠٠٠، كانت المسلسلات الدرامية الكورية تقتصر على أنواع محددة، وكانت محتوياتها متماثلة بعضها مع بعض، وقصصها مبتذلة بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، لم تكن تقنيات التصوير تصل إلى مستوى عالٍ آنذاك. مع ذلك، حظيت المسلسلات الدرامية الكورية بشعبية واسعة في شتى أنحاء العالم، مما جعل المنتجين والمخرجين يولون مزيدا من الاهتمام للجمال البصري للمسلسلات الدرامية ويهتمون اهتماما كبيرا بإيجاد مواقع جميلة تتناسق مع المشاهد الدرامية.
يبذل مديرو مواقع التصوير جهودا جبارة لإيجاد مواقع جذابة مثيرة للاهتمام ومناسبة لأنواع المسلسلات الدرامية وقصصها، ويسعون إلى اكتشاف أماكن جيدة تجعل المشاهدين ينغمسون في القصص التي تسردها المسلسلات الدرامية، مُتوخين من ذلك أن تترك المواقع التي يجدونها انطباعا مُحببا في قلوب المشاهدين وتبقى عالقة في أذهانهم حتى بعد انتهاء عرض المسلسل.
قبل كل شيء، تُعد المواقع من العناصر الأساسية الدرامية التي تشجع على انغماس المشاهدين في المسلسلات الدرامية، فإذا ما أصبح مسلسل ما مشهورا، يأخذ كثير من مشاهديه في البحث عن مواقع تصويره عبر الإنترنت، ثم يقومون بزيارتها مع أصدقائهم أو أفراد عائلاتهم ويلتقطون فيها الصور ويحمّلونها على مواقع التواصل الاجتماعي.

تغير الأماكن
حظيت ثلاثة مسلسلات كورية بشعبية خلال السنوات الأخيرة، وهي: مسلسل "العفريت" و"السيد المشرق" و"هبوط طارئ للحب"، وهذه المسلسلات جميعا تتسم بأنها تسرد قصة حب جميلة، وتتعدى الحدود الزمانية والمكانية التي كانت في الماضي تعيق وصول المسلسلات الدرامية الكورية إلى المشاهدين حول العالم.
تبدأ قصة مسلسل "العفريت" بحادث وقع قبل ٩٠٠ عام، حيث يُقتل بأمر من الملك الجنرال "كيم سين" الذي كان يلعب دوره الممثل "غونغ يو"، فيصبح كائنا يعيش حياة خالدة، لكن يظل السيف الذي قتله مغروسا في صدره، ولا يتمكن من أن يتخلى عن هذه الحياة الخالدة إلا بأن تنزع عروسه السيف من صدره.
المشهد الأكثر شهرة في هذا المسلسل الدرامي هو ذاك الذي تستدعي فيه عروس العفريت "جي وون-تاك" التي قامت الممثلة "كيم غو-وون" بلعب دورها، العفريت وتلتقي به لأول مرة. تم تصوير هذا المشهد على شاطئ بحري صغير، اسمه شاطئ يونغ جين الواقع في مدينة غانغ رونغ. هناك لا شيء استثنائي في هذا الشاطئ العادي إلا أنه اجتذب كثيرا من السياح بعد نجاح هذا المسلسل الدرامي، حيث يأتي بعض السياح وهم يرتدون أوشحة حمراء حاملين باقات من الزهور، كما فعلت البطلة في المشهد، ويلتقطون صورا تذكارية في موقع التصوير هذا.

سُرادق "مانهيو" الواقع في مدينة آندونغ، هو أحد مواقع تصوير مسلسل "السيد المشرق". ويُقال إن "كيم غي-هيونغ" الذي كان موظفا حكوميا في مملكة جوسون بنى هذا السرادق كمكان استراحة وقراءة لسنواته الأخيرة. أصبح هذا السرادق مشهورا بعد بث المسلسل لدرجة أن السياح يصطفون في طوابير على الجسر أمامه لالتقاط الصور.
© شركة هونغ للتواصل

معنى جديد
يعطي نجاح المسلسلات الدرامية معنى جديدا لمواقع تصويرها. ويُعد مسلسل "السيد المشرق" خير مثال على ذلك، فهذا المسلسل الذي تدور أحداثه خلال فترة الاحتلال الياباني لكوريا (١٩١٠-١٩٤٥م)، يحكي قصة حب بين امرأة من عائلة نبيلة اسمها "غو إي-سين" لعبت دورها الممثلة "كيم تي-ري"، وضابط في مشاة البحرية الأمريكية "يوجين تشوي" الذي لعب دوره الممثل "إي بيونغ-هون"، بالإضافة إلى قصة الكوريين الذين ضحوا بحياتهم لتحقيق استقلال كوريا من الحكم الاستعماري الياباني.
يتميّز مسلسل "السيد المشرق" بجماله البصري، ويرى بعض النقاد الفنيين أن مشاهده على درجة عالية من الجمال حتى بدت وكأنها لوحات فنية. وجرى تصوير هذا المسلسل في مواقع تصوير اصطناعية بُنيت في مدينة نونسان الواقعة في محافظة تشونغ تشونغ الجنوبية إلا أن بعض المشاهد صُورت في مواقع حقيقية خلابة. فعلى سبيل المثال، تم تصوير المشهد الذي يستمتع فيه البطلان براحة على متن قارب، على النهر أمام سُرادق غوسان الواقع في مدينة آندونغ. وهذا السرادق هو موقع حقيقي بُني في القرن السادس عشر، وأُدرج ضمن قائمة التراث الثقافي التابعة لبلدية محافظة غيونغ سانغ الشمالية، ومنظره وراء النهر خلاب للغاية. وبعد بثّ المسلسل أخذ هذا الموقع يجتذب كثيرا من السياح.
كما جذب البيت القديم الذي تعيش فيه البطلة "غو إي-سين" أنظار المشاهدين، وهذا البيت الذي يظهر في المسلسل هو بيت "إيلدو" القديم الذي يقع في قرية هام يانغ، وأُدرج ضمن قائمة التراث الفولكلوري الوطني. كان يعيش في هذا البيت في عصر مملكة جوسون أحفاد العالم الكونفوشيوسي "جونغ يو-تشانغ" (١٤٥٠-١٥٠٤م)، وما زال محافظا على مظهره الأصلي بفضل الإصلاحات والترميمات التي أجريت له. ويمكننا في هذا البيت القديم أن نعيش أجواء مملكة جوسون التي كانت البطلة "غو" تعيشها.

الجمال الباقي
ثمة حواجز أمام الحبيبين في مسلسل "هبوط طارئ للحب"، والحواجز هنا ليست الوقت ولا الاحتلال الياباني، بل إنها الواقع المظلم الناتج عن انقسام شبه الجزيرة الكورية. يجذب هذا المسلسل الدرامي كثيرا من المشاهدين، مما يؤدي إلى ازدياد اهتمامهم بمواقع تصويره بشكل طبيعي، مثلها في ذلك مثل المسلسلين اللذين ذكرتُهما سابقا. وبشكل خاص يتساءل المشاهدون عن مكان القرية الكورية الشمالية الخيالية التي تدور فيها معظم الأحداث في الحلقات الأولى من المسلسل.
غالبا ما تبني فرق إنتاج المسلسلات الدرامية مواقع تصوير خاصة بها في الأراضي التي تقدمها الحكومات المحلية. وقد أنشأ فريق الإنتاج لمسلسل "هبوط طارئ للحب" مواقع تصوير في قريتي تيآن وهوينغ سونغ أيضا، إلا أنها هُدمت ولم يبقَ منها شيء الآن. مع ذلك، يمكن للمشاهدين أن يتذكروا هذا المسلسل بزيارة جزيرة بيني الواقعة في مدينة تشونغ جو، حيث تخرج البطلة "يون سي-ري" التي لعبت الممثلة "سون إي-جين" دورها، في نزهة إلى هذه الجزيرة مع حبيبها "ري جونغ-هيوك" الضابط الشمالي والأصدقاء الشماليين. قرر فريق الإنتاج تصوير هذا المشهد في هذه الجزيرة لأنها خالية من الأشياء الاصطناعية وتبدو كأنها على نهر في كوريا الشمالية. وهذه الجزيرة الصغيرة التي تبلغ مساحتها حوالي ٩٢٠ ألف متر مربع، تشكلت على نهر نامهان بتراكم رمال النهر، وتتسم بأرضها الرطبة الجميلة التي تعيش فيها أنواع مختلفة من الأحياء البرية التي تواجه خطر الانقراض، وأعلنتها وزارة البيئة الكورية محمية رطبة في نهاية عام ٢٠٢١. وقد يعيش المشاهدون مشاعر خاصة في هذه الجزيرة لأن الممثليْن "سون إي-جين" و"هيون بين" تزوجا في الواقع في أوائل عام ٢٠٢٢.
إن جزيرة بيني مثال حيّ يدل على الكيفية التي يتمّ فيها تحديد موقع التصوير الدرامي، حيث يقوم مديرو مواقع التصوير بجولات تشمل كل أرجاء كوريا الجنوبية لاختيار مواقع مثالية للتصوير. ولحسن الحظ، تتمتع كوريا الجنوبية بوفرة المواقع التاريخية والطبيعية ذات المناظر الخلابة وتوفر بيئة مثالية تشجع على الإبداع.
في بعض الأحيان، تصبح الأماكن العادية للغاية وجهات سياحية جذابة بعد نجاح المسلسلات الدرامية. وكلما كان المسلسل أفضل، ازداد عدد الزوار للأماكن التي تُصور فيها. وكلما كانت القصة أجمل، بقيت الأماكن عالقة في أذهان المشاهدين مدة أطول. وبالتأكيد فإن المشاهدين لا يريدون زيارة الأماكن التي كانت مسرحا للمشاهد الدرامية المروعة، بل إنهم يسافرون إلى المواقع التي كانت مسرحا للمشاهد الجميلة فيتذكرونها مدة طويلة حتى عودتهم إلى منازلهم، لأن هذه المواقع تحتضن القصص الجميلة التي يريدون مشاركتها بعضهم مع بعض.

غابة أشجار البتولا في بلدية إينجي في محافظة غانغ وون عند هطول الثلج. تُعد هذه الغابة وجهة سياحية بيئية مشهورة وتشكلت بزراعة حوالي ٧٠٠ ألف شجرة بتولا على مدار٢٠ عاما منذ عام ١٩٧٤. كما أنها مشهورة كموقع لتصوير الأفلام والمسلسلات الدرامية، ومنها مسلسل "مملكة" (٢٠٢٠م).
© منظمة السياحة الكورية