بدأت الأسواق التقليدية في كوريا تشهد نموا في أواخر القرن السابع عشر مع تطور التجارة، في البداية كانت هذه الأسواق متنقلة وتُقام في أيام محددة ومناسبات معينة، ولكنها معالتجارة، في البداية كانت هذه الأسواق متنقلة وتُقام في أيام محددة ومناسبات معينة، ولكنها مع مرور البلاد بمرحلة التحديث أصبحت ثابتة في مكان معين ودائمة كما هو عليه الحال في الزمن الحاضر. أود هنا التعريف بالأسواق التقليدية المشهورة في كوريا التي يمتد تاريخها إلى عشرات السنين وحتى مئات السنين، وما زالت قائمة تحافظ على خصائصها.
أدوات مطبخ تباع في محل يقع في سوق نامدايمون في وسط سيول. افتتحت السوق في القرن الخامس عشر والآن تجذب ٣٠٠ ألف زائر يوميا. يباع حوالي ١٧٠٠ نوع من البضائع في ما يقرب من ١٠ آلاف محل في السوق، بما في ذلك المنتجات الغذائية والخضراوات والمأكولات البحرية والملابس والزهور والأدوات اليدوية
© منظمة سيول للسياحة
لقد فقدت الأسواق التقليدية قدرتها التنافسية مع ظهور محلات السوبر ماركت ومراكز التسوق الإلكترونية، لكنها تبحث الآن عن طريقة لاستعادتها من خلال في الماضي كان يتحدد أسماء الأسواق الكورية اعتمادا على موقعها أو قرب موقعها من المكاتب الحكومية، وكانت أيضا تُصنّف أنواعها بحسب أيام إقامتها وانعقادها، فمنها السوق الثابتة الدائمة التي كانت متاحة يوميا في المكان نفسه، ومنها السوق المفتوحة بشكل منتظم في يوم محدد من الأسبوع أو الشهر أو في موسم أو مناسبة محددة.
من المكاتب الحكومية، وكانت أيضا تُصنّف أنواعها بحسب أيام إقامتها وانعقادها، فمنها السوق الثابتة الدائمة التي كانت متاحة يوميا في المكان نفسه، ومنها السوق المفتوحة في المجتمع الزراعي الذي كان فيه الاكتفاء الذاتي ممكنا، لم يكن الطلب على السلع مرتفعا، لذلك كانت الأسواق المنتظمة أكثر شيوعا من الأسواق الدائمةـ وكانت السوق الأكثر شيوعا من بين الأسواق المنتظمة، هي السوق التي تقام مرة كل خمسة أيام.
لم تكن معظم الأسواق تقتصر على تداول سلع معينة، فكان للمتسوقين الحرية في الاختيار من بين مجموعة واسعة من البضائع والمواد الخام فيها.
لم تكن معظم الأسواق تقتصر على تداول سلع معينة، فكان للمتسوقين الحرية في الاختيار من بين مجموعة واسعة من البضائع والمواد الخام فيها. وكانت هناك أسواق أخرى مصممة وكانت هناك أسواق أخرى مصممة خصيصا لتداول سلع معينة، مثل المواشي والحبوب والحطب والأعشاب الطبية، وأبرزها سوق ياك ريونغ سي المشهورة بالأعشاب الطبية التي افتتحت في دايغو في القرن السابع عشر وما زالت تعمل حتى الآن.
ليس من المعروف على وجه اليقين متى ظهرت السوق لأول مرة في كوريا، فكتاب “تاريخ الممالك الثلاث (١١٤٥)”، يشير إلى أن الملك سوجي، الملك الحادي والعشرين لمملكة شيلا، أصدر أمرا في عام ٤٩٠ بإنشاء سوق دائمة في عاصمة المملكة غيونغجو. ووفقا لذلك فإنه يمكن ملاحظة أن السوق كانت موجودة في ذلك الوقت أو قبل ذلك. وفي أوائل عهد مملكة جوسون (١٣٩٢ إلى ١٩١٠)، أدت القيود المفروضة على التجارة إلى الحد من تطور الأسواق. ولكن في القرن السابع عشر، مع تداول العملة في جميع أنحاء المملكة وتطور التجارة والصناعة، بدأت السوق في الانتعاش. ووفقا لموسوعة “إم وون غيونغ جيه جي” التي كتبها سو يو-غو (١٧٦٤ إلى ١٨٤٥)، وهو باحث “سيلهاك” الذي يعني العلم العملي في عهد مملكة جوسون، بشأن سياسات الاقتصاد الزراعي، فقد كان هناك أكثر من ألف سوق مفتوحة بانتظام في جميع أنحاء المملكة في أوائل القرن التاسع عشر.
مع عصر التحديث في كوريا ازدادت الأسواق الدائمة في كل أنحاء البلاد، وتجاوز عدد هذه الأسواق ٧٠٠ سوق، في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، في أعقاب النمو الاقتصادي السريع وارتفاع دخل الأسرة، فحلت محل الأسواق غير اليومية التي كانت تنعقد بانتظام. وحسب تقرير “وضعية الأسواق التقليدية على الصعيد الوطني” الذي نشرته خدمة المشروعات الصغيرة والأسواق في عام ٢٠٢٢، فإنه يوجد في كوريا حوالي ١٤٠٠ سوق تقليدية الآن، بما في ذلك الأسواق الدائمة والأسواق المنتظمة. لقد فقدت الأسواق التقليدية قدرتها التنافسية مع ظهور محلات السوبر ماركت ومراكز التسوق الإلكترونية، لكنها تبحث الآن عن طريقة لاستعادتها من خلال تحديث مرافقها وإصلاح أساليب تشغيلها بما يتماشى مع العصر.
سوق نامدايمون
أصبحت سوق دونغدايمون أكثر حداثة مع إنشاء مراكز التسوق الكبيرة، بما في ذلك دوتا مول وميغليوري، في التسعينيات من القرن الماضي. صنفتها أدوات مطبخ تباع في محل يقع في سوق نامدايمون في وسط سيول. افتتحت السوق في القرن الخامس عشر والآن تجذب 300 ألف زائر يوميا. يباع حوالي 1700 نوع من البضائع في ما يقرب من 10 آلاف محل في السوق، بما في ذلك المنتجات الغذائية والخضراوات والمأكولات البحرية والملابس والزهور والأدوات اليدوية
© منظمة سيول للسياحة
المشهورة في كوريا، تأسست في أوائل القرن الخامس عشر بوصفها سوقا يديرها مسؤولو مملكة جوسون. ثم توسعت بشكل كبير مع تدفق التجار من المناطق المحلية لبيع بضائعهم منذ تقع سوق نامدايمون في نامتشانغ-دونغ بسيول، هي إحدى الأسواق التقليدية المشهورة في كوريا، تأسست في أوائل القرن الخامس عشر بوصفها سوقا يديرها مسؤولو مملكة جوسون. ثم توسعت بشكل كبير مع تدفق التجار من المناطق المحلية لبيع بضائعهم منذ القرن السابع عشر. وفي أواخر عصر مملكة جوسون أصبحت واحدة من الأسواق الثلاث الرئيسة في هانيانغ؛ اسم سيول القديم. تعد سوق نامدايمون الآن من أكبر الأسواق الشاملة وأكثرها تداولا للسلع في كوريا، حيث يمكن شراء كل البضائع اللازمة في الحياة اليومية، بما في ذلك أدوات الطبخ والسلع المنزلية والأدوات اليدوية والمواد الغذائية والأطعمة، وحتى الهدايا التذكارية. وعلى وجه الخصوص هناك عدد كبير من محلات ملابس الأطفال حيث يتجمع التجار من كل أنحاء البلاد لشرائها. سوق نامدايمون معروفة بأنها نقطة سياحية جذابة يزورها العديد من السياح الأجانب الذين يرغبون في التعرف على السوق الكورية التقليدية.
سوق دونغدايمون
تم تشكيل المنطقة التجارية لسوق دونغميو المتجولة في الثمانينيات من القرن الماضي. وتباع فيها بضائع متنوعة، منها الملابس المستعملة أدوات مطبخ تباع في محل يقع في سوق نامدايمون في وسط سيول. افتتحت السوق في القرن الخامس عشر والآن تجذب 300 ألف زائر يوميا. يباع حوالي 1700 نوع من البضائع في ما يقرب من 10 آلاف محل في السوق، بما في ذلك المنتجات الغذائية والخضراوات والمأكولات البحرية والملابس والزهور والأدوات اليدوية
© منظمة سيول للسياحة
إلى تشونغ غيه ٨-غا بطول حوالي كيلومترَيْن. بدأت هذه السوق باسم سوق باي أو غيه التي ازدهرت في القرن الثامن عشر، حيث كان يتجمع الباعة من كل أنحاء البلاد ليبيعوا تضم سوق دونغدايمون أسواقا تقليدية ومراكز تسوق كبيرة تمتد من جونغنو 5-غا إلى تشونغ غيه 8-غا بطول حوالي كيلومترَيْن. بدأت هذه السوق باسم سوق باي أو غيه التي ازدهرت في القرن الثامن عشر، حيث كان يتجمع الباعة من كل أنحاء البلاد ليبيعوا خضراواتهم. وخلال الحرب الكورية اتخذ النازحون من هذه المنطقة مستقرا لهم وشكلوا سوقا للملابس من خلال تحويل إمدادات الإغاثة إلى ملابس لبيعها. وفي أوائل الستينيات من القرن الماضي تم فتح سوق بيونغهوا التي تتعامل مع المنسوجات والملابس، وفي عام 1970 افتتحت سوق دونغدايمون الشاملة لبيع الأقمشة وإكسسوارات الملابس وغيرها من مواد الملابس وحتى لوازم الزفاف. وفي عام 2002 تم تحديد هذه المنطقة “منطقة سياحية خاصة بالأزياء في دونغدايمون” لتصبح مركزا للأزياء في كوريا حيث تتعايش الأسواق التقليدية ومراكز التسوق الحديثة.
سوق دونغميو المتجولة
تعد سوق تونغإن في منطقة سوتشون السكنية التي تقع في غرب قصر غونغبوك، سوقا تقليدية نموذجية تقع في الأزقة. هناك حوالي ٧٠ محلا تباع تم تشكيل المنطقة التجارية لسوق دونغميو المتجولة في الثمانينيات من القرن الماضي. وتباع فيها بضائع متنوعة، منها الملابس المستعملة والتحف والأثاث المستعمل والكتب القديمة. تظهر الصورة متجر ألعاب مليئا بالتماثيل والألعاب التي يعود تاريخها إلى عقود من الزمن، والتي تجذب المرتادين الشباب الذين يرغبون في الاستمتاع بالثقافة القديمة.
© منظمة سيول السياحة
بسيول، والذي كان جنرالا مشهورا في عصر الممالك الثلاث في الصين. ويسمى هذا المكان “دونغميو” اختصارا. في سوق دونغميو المتجولة التي أُنشئت على طول جدار دونغميو، يتم سوق دونغميو المتجولة
إن “دونغ غوان وانغ ميو” هو ضريح مخصص لتكريس “غوان أو” في سونغإن-دونغ بسيول، والذي كان جنرالا مشهورا في عصر الممالك الثلاث في الصين. ويسمى هذا المكان “دونغميو” اختصارا. في سوق دونغميو المتجولة التي أُنشئت على طول جدار دونغميو، يتم تداول السلع المستعملة مثل الملابس والأحذية والتحف والمواد المتنوعة. في الماضي كان يزورها كبار السن بشكل رئيس، لكنها برزت مؤخرا بوصفها منطقة جذابة جديدة للشباب الذين يرغبون في اقتناء الأزياء الفريدة. يقال إنه تم تشكيل أول سوق هنا في الفترة من بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر حيث كانت سوقا صغيرة لبيع الخضار. وتم تشكيل المظهر الحالي للسوق في الثمانينيات من القرن الماضي، وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين توافد الباعة من سوق هوانغهاك-دونغ المتجولة القريبة على هذه السوق بعد أن فقدوا متاجرهم بسبب مشروع ترميم جدول تشونغ غيه المائي، مما أدى إلى ازداد حجم سوق دونغميو بشكل كبير.
سوق تونغإن
تتكون سوق سومون الواقعة في جنوب شرق مدينة دايغو، من حوالي ٤ آلاف محل الآن، وكانت مشهورة بالأقمشة. وفي هذه الأيام تكتسب سوق سومون تعد سوق تونغإن في منطقة سوتشون السكنية التي تقع في غرب قصر غونغبوك، سوقا تقليدية نموذجية تقع في الأزقة. هناك حوالي 70 محلا تباع فيها الأطعمة وغيرها. يستمتع المرتادون الشباب بنظام السوق المبتكرة باستخدام “يوب جون”، وهي العملة النحاسية، ليملأوا صندوق الغداء الخاص بهم.
© منظمة السياحة الكورية
في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. بعد توقف الحرب الكورية افتتحت محلات وأكشاك حول السوق وازدهرت مع ارتفاع عدد السكان بسرعة في المنطقة المحيطة بها. تشتهر سوق تقع سوق تونغإن في منطقة سكنية قريبة من قصر غيونغبوك بسيول، وأُنشئت في أوائل الأربعينيات من القرن الماضي. بعد توقف الحرب الكورية افتتحت محلات وأكشاك حول السوق وازدهرت مع ارتفاع عدد السكان بسرعة في المنطقة المحيطة بها. تشتهر سوق تونغإن بنظامها المبتكر الذي يسمح للزوار بملء صندوق مقدّم لهم بأطعمة متنوعة من السوق، حيث يقومون أولا بالحصول على العملة النحاسية المسماة بـ”يوب جون” التي تشبه العملة المستخدمة في عصر جوسون، ثم يمكنهم شراء الأطعمة باستخدام هذه العملة. كما أن “طوكبوكّي الزيتي” هو أحد أطعمة السوق المشهورة، وهو كعك الأرز المقلي المتبّل بصلصة الصويا ومسحوق الفلفل الأحمر.
سوق جاغالتشي
على الواجهة البحرية في جنوب مدينة بوسان، ثاني أكبر مدينة في البلاد والمركز اللوجستي البحري في البلاد أيضا. وتباع في هذه السوق أنواع مختلفة من المأكولات البحرية، تعد سوق جاغالتشي أكبر سوق للمأكولات البحرية في كوريا، وبُنيت هذه السوق على الواجهة البحرية في جنوب مدينة بوسان، ثاني أكبر مدينة في البلاد والمركز اللوجستي البحري في البلاد أيضا. وتباع في هذه السوق أنواع مختلفة من المأكولات البحرية، أهمها الأسماك الحية والمحار والمأكولات البحرية المجففة. وتوجد هنا مطاعم الأسماك النيئة، حيث يمكن تناول الأسماك الطازجة التي تُباع في السوق، سواء أكانت نيئة أو مطهوة. ليس هناك سجل دقيق يؤرخ لبداية إقامة هذه السوق، غير أنه من المعروف أن الصيادين في الماضي أقاموا أكشاكا مؤقتة على الشاطئ المغطى بالحصى المعروف باللغة الكورية باسم “جاغال” لبيع الأسماك التي يصطادونها باستخدام قوارب صغيرة. وأصبحت السوق دائمة في أوائل العشرينيات من القرن الماضي، وافتتحت مجددا كسوق رسمية في السبعينيات من القرن الماضي. وأصبحت “جاغالتشي” المليئة بالحيوية موضوعا مفضلا للفنانين.
سوق سومون
تتكون سوق سومون الواقعة في جنوب شرق مدينة دايغو، من حوالي 4 آلاف محل الآن، وكانت مشهورة بالأقمشة. وفي هذه الأيام تكتسب سوق سومون الليلية التي تُفتح أيام الجمعة والسبت والأحد، شعبية كبيرة.
© مكتب منطقة جونغ-غو في مدينة دايغو متروبوليتان
الثلاث في شبه الجزيرة الكورية، إلى جانب سوق بيونغ يانغ وسوق غانغ غيونغ، في أواخر عصر مملكة جوسون. في البداية كانت سوقا منتظمة تقام مرتين في الشهر، ثم في العشرينيات كانت سوق سومون في دايغو بمحافظة غيونغسانغ الشمالية من أكبر الأسواق الثلاث في شبه الجزيرة الكورية، إلى جانب سوق بيونغ يانغ وسوق غانغ غيونغ، في أواخر عصر مملكة جوسون. في البداية كانت سوقا منتظمة تقام مرتين في الشهر، ثم في العشرينيات من القرن الماضي أصبحت دائمة. يقال إن هذه السوق التي تباع فيها الأقمشة بشكل رئيس، ولا سيّما الحرير وقماش القنب والقطن، ساهمت في تطوير صناعة المنسوجات في البلاد. وفي السنوات الأخيرة اكتسبت السوق الليلية التي افتتحت في المكان نفسه في عام 2016، شهرة كبيرة، حيث يصطف أكثر من 80 كشكا على طول شارع يبلغ طوله 350 مترا لبيع أنواع مختلفة من الأطعمة والسلع إلى جانب العوامل الجذابة المختلفة مثل العروض الموسيقية. ويظهر مشهد السوق الليلية في الدراما التلفازية “ما خطب السكرتيرة كيم؟ (2018)” التي تم إنتاجها استنادا إلى رواية ويب تحمل العنوان نفسه.