메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Interview

2023 SUMMER

سوندوبو الطبق المثالي

سوندوبو هو نوع من التوفو الطري ذي المذاق والقوام الخفيف المميزين، ويتمتع الكوريون به لنكهته الناعمة وفوائده الصحية المتعددة. غالبا ما يُستخدم لعمل الحساء الساخن الذي يظل يغلي بقوّة حتى عند إحضاره إلى المائدة.

إن سوندوبو ججيغاي طبق ممتاز يحافظ على النكهة الفريدة لكل مكون إضافي. ويتغير الاسم والطعم بحسب المكونات الإضافية مثل "باجيراك سوندوبو" و"ججامبونغ سوندوبو" و"كيمتشي سوندوبو".

إن القوام الخفيف والنكهة المحايدة لسوندوبو، وهو نوع من التوفو الطري الذي يصنع من فول الصويا، يجعلانه شريكا مثاليا لأطباق اللحوم والخضراوات وأنواع الحساء المختلفة المليئة بالنكهات الفريدة. قد يبدو سوندوبو بمفرده بسيطا ومتواضعا إلى حد كبير. ومع ذلك، فإن كل هذا يتغير لحظة إضافته إلى الحساء ليدخل في طور جديد من حياته، فيعطي مذاقا جديدا ومتعة حارة لذيذة غنية بالتوابل. إن سوندوبو ججيغاي، وهو الاسم الكوري لحساء التوفو الطري، طبق من أشهر أنواع الحساء الكوري يقدّم جانبه كيمتشي ججيغاي ودوينجانغ ججيغاي.

ومثلما يعرف العَدَس بأنه لحم الفقير في البلاد العربية، فإن التوفو في كوريا، يُعرف أيضا بأنه "لحم الحقول"، في إشارة إلى أنه طعام الفلاحين والفقراء، نظرا لاحتوائه على كمية عالية من البروتين، إذ لم تكن اللحوم، بمختلف أشكالها، في متناول معظم الأسر قبل أن تصبح كوريا دولة صناعية ومزدهرة، لذلك كان حساء التوفو الطبق المفضل، عند معظم الكوريين، للحصول على البروتين والأحماض الأمينية للمساعدة على عملية الهضم.

بالنسبة إلى أولئك الذين يعرفون كيفية عمل التوفو، قد تبدو خطوات عمل سوندوبو مألوفة، فللحصول على التوفو نغلي حليب فول الصويا ونضيف إليه الماء المالح ونستمر في تحريك الحليب وتقليبه، حتى تبدأ بروتينات الصويا في التخثر والتجبّن. وما إن يبدأ حليب الصويا بالتخثر والتحوّل إلى قطع ناعمة حتى يأخذ بالانفصال عن الماء، ثم نبدأ بسحب خثارة الصويا الحريرية الناتجة مع الماء الموجود فوقها لعمل سوندوبو. لعمل التوفو العادي، تتم إضافة المادة المُتَجَبّنة في هذه الخطوة ليكون قوام خثارة الصويا صلبا نسبيا.


إضافة التوابل
للتمتع بالنكهة اللطيفة الأصلية لسوندوبو يجب أن تتناوله ساخنا وتمضغه ببطء. هناك أشكال مختلفة من سوندوبو ججيغاي، والشكل الأكثر شيوعا لهذا الطبق هو التوفو الطري الذي يطفو في مرق حار مصنوع من مسحوق الفلفل الأحمر. يُغلى الحساء ويُقدم ساخنا ومن شدة غليانه يصل إلى مائدة الطعام ولا يزال يُسمع صوت بَقْبقته.

تساعد خثارة الصويا البيضاء الرقيقة على التخفيف من حدة طعم الفلفل الأحمر فتجعل النكهة معتدلة ولذيذة. وبفضل القوام الناعم الحريري، تبدو خثارة الصويا وكأنها تذوب في الفم مثل الحلوى الشحمية المعروفة باسم البودنغ.في كثير من الأحوال يتم إضافة البيض أو المأكولات البحرية إلى هذا الحساء لاستكمال النكهة اللذيذة. بالنسبة لمدينة سيول عادة ما يتم إضافة البيض والمحار الصغير إلى سوندوبو ججيغاي. ويتميز هذا الطبق بنكهة مميزة تعكس الأذواق المحلية في أماكن أخرى.

منطقة غيونغسانغ هي المكان الذي يمكن فيه للذوّاقة وعشاق الطعام اختبار تحملهم للمذاق الحار، فمن الشائع أن يُقلى البصل الأخضر ومسحوق الفلفل الأحمر معا بالزيت، فيصبح مذاق الزيت حارا حِرّيفا، ثم يضاف الخليط؛ البصل الأخضر ومسحوق الفلفل الأحمر والزيت، إلى حساء سوندوبو ججيغاي قبل غليه. الحساء الناتج هنا يكون ذا نكهة أكثر كثافة ومذاق حار ولاذع بشكل إضافي. ويعتبر زيت الفلفل الحار أيضا عنصرا أساسيا في دايغو، وهي رابع أكبر مدينة في كوريا، حيث يُعد زيت الفلفل الحار ضروريا لسوندوبو ججيغاي، وكذلك هايجانغّوك وهو حساء يفضله الكثيرون بعد ليلة من الإفراط في المشروبات الكحولية.تشتهر منطقة جولا التي تطل على الساحل الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة الكورية بالمأكولات البحرية المملحة والمخمرة. وغالبا ما يستخدم جيوت الجمبري(سايووجيوت) في إعداد الحساء، ويتم تقديمه في نسخة مالحة ولذيذة من سوندوبو ججيغاي المصنوع من الكوسا الصيفية. وتشتهر محافظة تشونغتشونغ الواقعة على الحدود الشمالية لمنطقة جولا بحساء "ججاغيوري"، وهو حساء قد يخطئ بعضهم الفهم، ويظنّ أنه قلي سريع. ولكنه في الحقيقة حساء يُغلي كثيرا فينقص المرق ويصبح كثيف القوام، وعند الأكل تُوضع كمية منه على الأرز ويُخلط معه..

ليس دائما حارا
هناك أيضا نسخة صافية؛ أي خالية من الإضافات من حساء من سوندوبو ججيغاي، لأولئك الذين لا يريدون فقدان رِقّة مذاق التوفو. ويعتبر كثير من الناس أن المكان الأصلي لهذا الطبق هو غانغنونغ، وهي مدينة تقع في محافظة غانغوون على الساحل الشرقي من شبه الجزيرة الكورية.

في غانغنونغ، يشتهر سوندوبو الذي يباع في قرية تشودانغ لكون فول الصويا من مصادر محلية، حيث يتسم هذا الطبق بنكهة الجوز المميزة، وقوام فول الصويا الأصلي. ويرجع السبب في ذلك إلى فول الصويا الذي يُزرع في تربة خصبة في محافظة غانغوون، والمياه المالحة النقية التي تستعمل في عمل التوفو التي تُجلب من البحر الشرقي القريب. وعلى الرغم من أنه ليس ناعما ولا حريريا مثل سوندوبو العادي، فإن العديد من الكوريين يفضلون نسخة غانغنونغ ويعتبرونها طبقا ممتازا جدا.

ويُعزى إلى هيو يوب (١٥١٧ - ١٥٨٠م) فضل اختراع طبق سوندوبو في قرية تشودانغ، وكان هيو يوب هذا باحثا ومسؤولا حكوميا في مملكة جوسون وعاش في القرن السادس عشر، وأثناء خدمته في منصب حكومي في غانغنونغ، أعجبه مذاق مياه البئر في ساحة المكتب، فطلب من طباخه أن يستخدم مياه البئر والمياه المالحة من البحر القريب لعمل التوفو. واسم "تشودانغ"، في تعبير تشودانغ توفو وقرية تشودانغ، هو في الواقع الاسم المستعار لـهيو يوب.

في غانغنونغ لا تزال تعمل العديد من المطاعم التي تقدم سوندوبو بالطريقة التقليدية. في الواقع، أصبح تشودانغ سوندوبو علامة تجارية خاصة لبعض الأنواع التي تم تطبيقها على الآيس كريم ومثلجات سوندوبو.

مطاعم لافتة للنظر

إن سوندوبو الطري خفيف القوام وسهل الهضم. ولا يؤدي إلى عسر الهضم حتى لو تناولت كمية كبيرة منه، كما أنه يحظى بشعبية كبيرة في الحِمْيات الغذائية لأنه غني بالبروتينات.

يمكن العثور على العديد من المطاعم في كوريا التي تستخدم السوندوبو بطرق غير تقليدية، فعلى سبيل المثال، تبيع دونغهوا غاردن في غانغنونغ حساءَ المأكولات البحرية الحار بسوندوبو المسمى "ججامبونغ سوندوبو". أما ججامبونغ فهو طبق المعكرونة الكوري الحار مع مزيج من مكونات المأكولات البحرية، ويرجع أصله إلى طبق صيني تقليدي. وأضاف دونغهوا غاردن السوندوبو إلى الطبق التقليدي، حيث إن الكمية السخية من المأكولات البحرية في هذا الطبق هي مكافأة إضافية. لقد تحول هذا المطعم إلى واحد من أكثر المطاعم رواجا في كوريا، ويتضح ذلك من الطوابير الطويلة من الناس الذين ينتظرون دورهم على البوابة كل يوم.

أما غانغنونغ سوندوبو جانغ كالغوكسو، فهو مطعم يمكن أن يتخيل المرء ماذا يبيع عندما يسمع اسمه. فالمطعم متخصص في كالغوكسو؛ طبق ساخن من المعكرونة المصنوعة بشكل تقليدي وتقطّع يدويا بالسكين، بالإضافة إلى سوندوبو. هذا الحساء مليء بالتابِلَيْن الكوريين التقليديين؛ دوينجانغ أي معجون فول الصويا وغوتشوجانغ أي معجون الفلفل الأحمر. ولا يكاد التابلان ينقعان في مرق حار، وتضيف إليه المعكرونة المقطعة المسطحة مع السوندوبو والكوسا وفطر الشيتاكيه، حتى يسري في جسمك الدفء الذي يَمُدُّك به الحساء الغني المذاق من الداخل إلى الخارج. ويوصي المطعم زبائنه بتناول المعكرونة قبل البدء في تناول السوندوبو الناعمة والرقيقة.

يوجد في سيول أيضا العديد من المطاعم التي تقدم مجموعة متنوعة من سوندوبو ججيغاي، وعلى سبيل المثال، يقدمه مطعم أوبال سيكدانغ بلحم الخنزير المفروم الناعم. ومطعم غيوبوغي سيكدانغ المتخصص في لحوم الخنزير المشوية لديه أيضا سوندوبو ججيغاي الخاص بلحم الخنزير، والذي يتم تقديمه في شكل جيونغول كبير، أي وعاء ساخن على الطريقة الكورية، لثلاثة إلى أربعة أشخاص. ويقدّم الطبق في قدر ضخم مليء بلحم الخنزير والسوندوبو، ويتم طهيه على المائدة ويُؤكل عندما يغلي بشدة.

إن طبق السوندوبو عادي ولكنه غني بالنكهة، ومتواضع لكنه فيّاض بالخصائص. قد يكون السوندوبو ججيغاي هو الطبق الكوري المثالي، فقد بدأ في الآونة الأخيرة في اجتذاب انتباه محبي الطعام في أماكن مختلفة من العالم. اليوم، يجد هذا الحساء القرمزي اللون المليء بالتوفو الطري والمغذي طريقه إلى القوائم الطعام وموائد الآكلين حول العالم.

يتم تتبيل سوندوبو ججيغاي بالتوابل الحارة الحمراء بشكل عام، ولكن في قرية تشودانغ في غانغنونغ في محافظة غانغوون، يمكنك الاستمتاع بالسوندوبو الطري نفسه دون أية توابل خاصة.



هوانغ هاي-وون  رئيسة تحرير، إدارة خدمات الأغذية  
لي مين-ه  يمصور فوتوغرافي  

전체메뉴

전체메뉴 닫기