한국국제교류재단

تعتبر أولجيرو منطقة ترمز إلى تاريخ الهندسة المعمارية في سيول. فمع تطور المنطقة إلى منطقة تجارية وصناعية وسط سيول في أوائل القرن العشرين، تم إنشاء المباني ذات الطراز الغربي. بقي بعضها حتى الآن. وفي ثمانينيات القرن الماضي تم تنفيذ مشروع إعادة تطوير هذه المنطقة بنشاط بحيث تتركز العمارات الشاهقة العصرية فيها اليوم.

تشير أولجيرو تحديدًا إلى طريق مكوّن من 6 حارات يبلغ طوله الإجمالي حوالي 3 كم. يمتدّ من الشرق إلى الغرب في جونغ-غو وسط سيول. يبدأ هذا الطريق من مدرسة هانيانغ التقنية الثانوية في سيندانغ-دونغ، وينتهي بحديقة عامة أمام هوان غو دان، وهو مذبح في عصر الإمبراطورية الكورية (1897 - 1910). استنادًا إلى المرافق الأكثر شهرةً، يمتد من دونغدايمون ديزاين بلازا، وهو مجمع ثقافي، إلى قاعة مدينة سيول. وفي الشمال يتدفق جدول تشونغ غاي بالتوازي مع أولجيرو، أما في الجنوب فيقع ميونغ-دونغ، وهو مركز للتسوق والسياحة في سيول. عندما يقول مواطنو سيول “أولجيرو” فإنهم عادة ما يقصدون هذا الطريق والأحياء المحيطة به، بما في ذلك بانغسان-دونغ، وساليم-دونغ، وإيبجونغ-دونغ. إن أولجيرو معروفة بأنها منطقة تجارية رئيسة في سيول، وتخلق مشهدا معماريا يتّصف بمزيج من المباني العتيقة وورش العمل القديمة ذات الأسطح الأردوازية والمباني الشاهقة الأنيقة. نشأ هذا المشهد الفريد من تاريخ أولجيرو.

منطقة متعددة الأنماط

تعود أولجيرو إلى عهد مملكة جوسون(1392 - 1910) حيث كان ينتمي شارعها الأصلي إلى ميونغتشول-بانغ، وهي منطقة إدارية تشكّلت بعد تعيين سيول عاصمةً. كان قريبا من القصور الملكية فأصبح بين عشية وضحاها شارعا مركزيا للمدينة.

وشهدت أولجيرو ازدهارا أكثر في نهاية عصر جوسون والاحتلال الياباني. في عام 1909 تم افتتاح غوانغ تونغ غوان، وهو مكتب فرعي من طابقين على الطراز الغربي لبنك دايهان تشونيل، عند مدخل أولجيرو. أُعلن هذا المبنى الذي يخدم عملاء بنك أوري الآن، نُصبًا تذكاريّا لمدينة سيول عام 20

في عام 1925 تم الانتهاء من بناء استاد غيونغسونغ، الذي أُعيدت تسميته فيما بعد باستاد سيول ثم استاد دونغدايمون، في الموقع الذي يشغله دونغدايمون ديزاين بلازا الآن. وفي العام التالي اُفتتحت قاعة مدينة سيول السابقة. بعد أن انتقلت حكومة مدينة سيول إلى مبنى آخر يقع في غرب أولجيرو في عام 2012 تحوّلت هذه القاعة إلى مكتبة. نتيجة لذلك تم تثبيت المرافق الكبيرة السالف ذكرها في طرفَيْ أولجيرو.

بدأت المباني ذات الطراز الغربي بالظهور في أولجيرو في أوائل القرن العشرين. ففي عام 1928 تم بناء المقر الرئيس لشركة غيونغسونغ للطاقة الكهربائية(شركة كوريا للطاقة الكهربائية حاليًا) عند مدخل ميونغ-دونغ. في ذلك الوقت كان مبنًى شاهقا جدا يتكون من 5 طوابق ويتمتع بأول تصميم مقاوم للزلازل والحريق حتى إنه زُوِّد بمصعد. انتشر هذا النمط المعماري الغربي إلى أماكن أخرى في أولجيرو. تم إنشاء مجموعة من المباني التجارية الخرسانية المكونة من طابقين أو 3 طوابق في فترة ما بين الثلاثينيات والستينيات من القرن الماضي. ما زالت العديد من المباني تتجمّع جنبًا إلى جنب بين أولجيرو 3-غا وأولجيرو 5-غا من الأجزاء الواقعة وسط منطقة أولجيرو. تفصل بين كل مبنيَيْن من مبانيها فجوات يبلغ عرضها أقلّ من 50 سم فقط. وبالإضافة إلى ذلك فإن هناك العديد من المباني التي تم تشطيب واجهاتها الخارجية بالبلاط، وهي مادة خارجية تُستخدم بشكل نادر هذه الأيام، لذا تُعتبر هذه المباني من الآثار المعمارية التاريخية في حد ذاتها. وفي أولجيرو 3-غا من السهل ملاحظة التناقض الواضح بين المباني المنخفضة المغطاة بالغبار وباين إيفينيو، وهو مبنى مكاتب زجاجي مكون من 25 طابقا تم بناؤه عام 2011. إن أولجيرو عبارة عن مزيج من المباني التي تختلف سنوات بنائها وأنماطها المعمارية وارتفاعاتها عن بعضها البعض. يمكن أن يُطلق عليها متحف الهندسة المعمارية الكورية في العصرين الحديث والمعاصر.

أول مجمع سكني تجاري

حققت كوريا الجنوبية نموا اقتصاديا مكثفا بعد الحرب الكورية. كانت منطقة أولجيرو في طليعة هذا الاتجاه واستمر دورها إلى اليوم. يُعدّ سيوون بلازا، أول مجمع سكني تجاري في كوريا، مبنى رمزيّا لهذه المنطقة. صمّمه كيم سو-غْن(1931- 198)، وهو شخصية بارزة في الهندسة المعمارية الكورية الحديثة. تم بناء سيوون بلازا على مراحل من عام 1966 إلى عام 1968. تكوّن في البداية من 8 مبان تحمل معظمها أسماء شركات البناء الخاصة بها، بقي منها 7 مبان بعد أن تم هدم أول مبنى، وهو هيونداي مول، في عام 2009.

يمتدّ سيوون بلازا على مسافة كيلومتر واحد من جونغميو إلى اتجاه جبل نام. تطورت الطوابق السفلية لهذا المجمع إلى محلات تجارية يمكن فيها العثور على الآلات والأدوات والأجزاء الكهربائية والإلكترونية وحتى الأجهزة المنزلية. وكانت الطوابق العلوية تضمّ شققا راقية مجهزة بتدفئة بالبخار وأحواض استحمام ومصاعد كانت نادرة في المساكن الأخرى في ذلك الوقت. وسرعان ما أصبح المجمع الذي احتوى أيضا على ملعب داخلي للغولف وساونا للسكان، أحد معالم سيول، حتى إن مقولة كانت شائعة أنك “إذا زرتَ سيوون بلازا فقد رأيت سيول بأكملها”. أما المبنى الذي أنشأته شركة دايليم فيوضّح الأسلوب المعماري للمهندس كيم. يتكوّن هيكل المبنى الخارجي من الطابق الأرضي، وسطح للمشاة، والجزء البارز وسط المبنى، والطوابق العلوية. يمكن دخول المبنى من خلال صعود الدرج ذي الشكل الفريد في الطابق الأرضي، ويحيط بالطابق الثالث سطح للمشاة ويمكن دخول المبنى عن طريق مدخل آخر في هذا الطابق أيضا. تدعم الأعمدة الخرسانية الرفيعة السطحَ للمشاة والجزء البارز وسط المبنى، مما يعزّز المظهر الفريد للهيكل. وتم تزيين النتوء في وسط الواجهة الأمامية للطوابق العلوية بشظايا فخارية، وذ

لك يستحضر الجمالية الخام للنزعة الوحشية الجديدة التي كانت شائعة آنذاك في المملكة المتحدة.

ناطحات سحاب فريدة

في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حدث تحوّل ملحوظ بين قاعة المدينة ومحطة مترو أنفاق أولجيرو 1-غا. إذ تم بناء سلسلة من الفنادق الكبيرة الراقية وبجانبها مجموعة من مباني البنوك، مما أدى إلى تكوين شارع مالي يبدأ من غوانغ تونغ غوان في الشمال وينتهي إلى المقر الرئيس لبنك كوريا في الجنوب.

ومبنى أولجي هانكوك الذي تم الانتهاء من إنشائه في عام 1986، هو مبنى مكاتب تمثيلي في تلك الفترة يتكون من 20 طابقا فوق الأرض و4 طوابق تحت الأرض. تم تركيب جدار زجاجي في واجهته الأمامية يسمى “جدار ستائري” لإضفاء مظهر عصري على الهيكل، واكتمل من خلال تشطيب الزوايا بالجرانيت لزيادة الثبات. وتم دفع الجزء الأوسط من المبنى إلى الداخل لإنشاء مساحة على شكل شرفة، مما أضفى عليه مظهرا جريئا ولافتا للنظر. تقع هذه المساحة في الطابق العاشر ويطلق عليها “سكاي بلازا”، وهي مفتوحة لجميع المواطنين وتُستخدم للراحة أو للعرض.

تبلغ المسافة بين محطتَيْ أولجيرو 1-غا وأولجيرو 2-غا مئات الأمتار فقط، ولكن مع تسارع إعادة التطوير بعد العقد الأول من القرن الحادي والعشرين امتلأت هذه المنطقة بمجموعة من المباني الشاهقة الزجاجية والفولاذية. من بين هذه المباني تجدر الإشارة إلى برج فيروم الذي اكتمل بناؤه في عام 2010. يعتمد هذا الصرح المكون من 28 طابقا فوق الأرض و6 طوابق تحت الأرض على شكل سداسي ويتضمن أشكالا منحدرة جريئة لتعزيز المظهر العصري، بحيث تختلف مظاهره الخارجية فيما بينها حسب اتجاه النظر. تنعكس المباني المجاورة للبرج على واجهاته الزجاجية بشكل واضح، مما يخلق مشهدا مذهلا. ويسهل التعرف على هذا البرج من بعيد بفضل سطحه المنحدر ويساهم في تشكيل ناطحات السحاب غير العادية في هذه المنطقة.

ويمكن العثور على معالم معمارية أخرى في حدود جنوب منطقة أولجيرو أيضا. تشمل كاتدرائية ميونغدونغ ذات الطراز القوطي التي تم بناؤها عام 1898، وكنيسة يونغناك المشيخية، وهي أول كنيسة بروتستانية في كوريا تم بناؤها عام 1950. وفي شمال أولجيرو يقع المقر الرئيس لشركة هانهوا الذي تم تحديثه عام 2019. يعدّ من المعالم الرئيسة التي تطلّ على جدول تشونغ غاي، ويعزز وفرة العمارات المختلفة في هذه المنطقة. تلعب أولجيرو دورها التراثي في سيول بشكل مستمر من خلال إعادة تنظيم هندستها المعمارية لتناسب احتياجات المدينة.