موكبو مدينة ميناء وكانت قاعدة للاستعمار خلال فترة الاحتلال الياباني، تحتضن آلام كوريا في التاريخ المعاصر. بالطبع يمتلك الكوريون مشاعر خاصة لهذه المدينة. ومن قمة جبل يودال، الجبل الصخري بمنظره المتألق الشامخ على ارتفاع 228 مترا فوق سطح البحر، ينحدر وسط المدينة في جو قديم مع البحر وراءه.
يتجه قطار المساء نحو موكبو. تمر القرى مسرعة أمامك تحت ضوء المساء خارج النوافذ، وتتألق فيها أضواء القرى تحت قطرات المطر كزهور باللون الأزرق. هل توجد قصة حزينة وجميلة وغامضة كتلك التي ترويها أضواء القرى.
في قطار المساء
بدأتُ أول رحلة لي عندما في الثامنة من عمري. وبفضل تلك الرحلات القصيرة، تعرفتُ هو دافئٌ وجميل ذلك العالم الذي تدل عنه أضواء القرية، ثم أصبحتْ أضواء القرية تلك تمنحني قوة لأتمكن من أن أطوف العالم من مكان إلى آخر.
كان والدي رحّالا، واعتاد كل موسم أو ما يقارب على زيارتنا في المنزل. أحببت زيارته من داخل قلبي، وذلك بفضل الهدايا التي كان يجلبها. أحضر لي في إحدى المرات مجموعة من أقلام التلوين، وفي أخرى كتابا مصورا، وفي مرة أخرى، أهداني علبة مليئة بالحلوى. إلا أن تلك الأيام التي كان والدي يزور المنزل فيها، كان والداي يتشاجران. تشاجر أبي وأمي في تلك الليلة كثيرا، فتركتُ المنزل وبدأتُ في المشيء. عندما وصلت القرية عند غروب الشمس، واقتراب موعد الظلام، شاهدت الأضواء المنيرة تنبعث من المنازل.
وعندما نظرت عميقا إلى تلك الأضواء، شعرت بالدفء المتغلغل داخل قلبي الصغير يشق طريقه خارج جسدي. ذلك الحين نادى شخص: "من أين أنت؟" كان الرجل يمر على دراجته. قضيت ليلتي في منزله. وعلى نحو يثير الدهشة، كان منزله مليئا بالكتب المصوّرة. لم أحصِ عدد الكتب التي قرأتها في تلك الليلة.وتمكنتُ في الصباح التالي من التجول في أرجاء المنزل. كان سقف منزله من القرميد مع أحواض الزهور في الفناء. وبدا نبات الفراولة يتسلق الجدران حول الساحة. عندما أخذ الرجل يروي زهوره من العلبة، ظهر قوس قزح صغير بين قطرات المياه المتساقطة مثل شكل النودلز.
"دموع موكبو" أول أغنية أصدرتها لي نان يونغ ضربتعلى أوتار حساسة داخل قلوب الكوريين الذين كانوايعانون تحت الاستعمار الياباني. وبهذه الأغنية، أصبحتلي نجمة تحظي بعشق الشعب الكوري في أنحاء البلاد.تبين الصورة غطاء ألبوم مختارات من الأغاني عام1971 تحت عنوان: "أفضل أغاني لي نان يونغ".
دموع موكبو
موكبو مدينة مرفئية في أقصى الجنوب الغربي لشبه الجزيرة الكورية، ويبلغ عدد سكانها 240 ألف نسمة. وعندما افتتحتْ كوريا موانئَها عام 1897، سارعت اليابان لإدراك أهمية هذا المرفأ، فاتخذت موكبو موقعا مثاليا يتيح سهولة الوصول للخارج إلى محافظة جوللا التي تمثل مخزن قمح لكوريا. ولهذا عندما احتلت اليابان كوريا بالقوة عام 1910، أصبحت موكبو نقطة الوصل بين السكة الحديدية وشبكة الطرقات الخاصة بالبلد. يمتد الطريق الوطني رقم 1 من الجنوب إلى الشمال من موكبو إلى شينويجو عبر سيول، ويمتد الطريق الوطني رقم 2 من الغرب إلى الشرق من موكبو إلى بوسان. وعلى طول هذين الطريقين والسكة الحديدية، كانت تُنقل البضائع الكورية إلى اليابان. ونظرا إلى الدور الجوهري الذي لعبته موكبو في تاريخ نهب اليابان لكوريا خلال فترة الاحتلال. وصف الشاعر كيم سون وو في شعره الجروح التي خلفها التاريخ على مدينة موكبو:عشرات الإبر توخز قلبهاالدمية لم تعرف الألم
عاجزةً عن إراقة قطرة دم لفك ألمهاأذرعٌ تتأرجح جيئةً وذهاباً من مرفأ موكبو
اخترتُ ألا أعاني من الألم، وألا أغلق قلبي أمام أحد،وإنما عشقت بشغف، وأُتْرَكُ بعيداً
رحل آخر قارب منها ليخترق جسدي.- من "مرفأ موكبو".
تاريخ "متألم وغير قادر على حب أحد هو مصير مدينة موكبو خلال فترة الاحتلال. من الطبيعي أن تُولد أغاني البشر في رفقة تلك المأساة في الحياة. هناك في موكبو أغاني ومُغنُّون احتضنتهم روح المدينة؛ ومنهم المغنية "لي نان يونغ" (1916-1965)، المولودة في موكبو، فقد كان أول ظهور لها عام 1935 في أغنية تحمل اسم "دموع موكبو". ذابت تلك الأغنية في قلوب الكوريين في تلك الفترة، ذلك أنها ساهمت في تلطيف حزنهم وآلامهم بعد ضياع أمتهم. خلال أداء تلك الأغنية بصوت حزين تخرج من الأنف برفقة الأوكرديون، شاهد الناس القدر الحزين لكوريا وأفعال التاريخ فيها. فقد أحسّ الناس في هذه الأغنية المميزة للفتاة البالغة من العمر 19 عاماً بالمرارة الأبدية والقصص الخالدة لألحان بانسوري التقليدية.
أغنية البحّار تتلألأوأمواج سامهاكدو تضرب الأعماقأطراف ثوب العروس الجديد تتبلل
دموع الفراق أو آلام موكبو.- من "دموع موكبو".
يقع متحف موكبو للتاريخ المعاصر في فرع شركةأورينتال كولونازيشن السابق في "موكبو". تظهر الشوارعحول هذه المنطقة شاهداً على تاريخ موكبو بصفتها مدينةمرفئية استُخدمت كقاعدة أساسية لاستغلال اليابان لكورياخلال فترة الاستعمار.
"أن تعشق بشغف وتموت سعيداً بعشقه". لم يكن هذا شيئًا متاحًا لشعب في ذلك الوقت ولأمة مُحَطَّمة. حياة لا يمكنك أن تحلم بمصيرها. بالنسبة لتلك الفتاة على الرصيف، الانفصال شيء مؤلم ومُحزن على نحو لا يمكنك وصفه. بدا إمكانية اللقاء من جديد بعيدا وأحلام بعالم جديد بعيد، وأطراف ثيابها تتبلل بالدموع.
عندما يتحدث شعب موكبو عن "لي نان يونغ"، يذكرون معها المغنية الفرنسية "إديث بياف" (1915-1963). فقد كانت المغنيتان معاصرتين. لم تظهرا فقط في الوقت ذاته تقريباً، وإنما اشتهرتا معاً في إلهام وتسكين أرواح أبناء وطنهما. وإن بدتْ الأغنيتان الشهيرتان لإديث بياث هما "لو فيين روز" وأغنية "هيمن آلامور"، كانت أغنيتا "لي نان يونغ" الشهيرتان هما "دموع موكبو" و"موكبو المرفأ". وهناك على منحدرات جبل يودال المطل على المدينة، يقف تمثال "لي نانيونغ".
يقع قبر المغنية لي نان يونغ تحت شجرة الكريب ميرتلفي حديقة لي نان يونغ بجزيرة سامهاكدو.
ليلة صيفية في "ميدان السلام"
بالنسبة لبعض الأشخاص، عندما تقع كافة المرافئ في نهاية البر فإن هذا يعني أن المرفأ هو نقطة الانطلاق لبداية جديدة. هنا الحلم الجديد لمدينة موكبو، التي اعتُبرت سابقاً مركزاً للمرارة والاستغلال.
كيم دي جونغ (1924 - 2009)؛ لا يوجد كوري لا يعرف هذا الاسم. ولد كيم لعائلة من المزارعين في جزيرة هاويدو على شاطئ موكبو، ويمثل أحد أكثر الشخصيات المعارضة سياسياً في العالم في القرن السابق. تعرض للسجن ست مرات، ووُضِع تحت الإقامة الجبرية خمسًا وخمسين مرة، وقضى عشر سنوات من عمره في المنفى. وعندما أمرت الحكومة العسكرية الجديدة بحكم الإعدام عام 1980، ثم عرضتْ له الإعفاء عنه إذا وعد بالتعاون معها، صرح كيم: "إني خائف من الموت، ولكن إن ساومتُ الآن لإنقاذ حياتي، سأموت للأبد في التاريخ وفي قلوب الشعب. ولكن إن مُتُّ الآن، سأعيش حياً في تاريخ البلاد ولدى شعبي". تلك العبارة المؤكدة حتى في وجه الموت حفظتْها قلوب الشعب الكوريّ. انتُخب كيم داو جونغ عام 1997 رئيسًا، ونال جائزة نوبل للسلام عام 2000 لجهوده في المصالحة بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. يمكن الاطلاع على حياة كيم داي جونغ بكل من معاناته وإنجازاته، في الردهة التذكارية لحصول كيم داي جونغ على جائزة نوبل للسلام في جزيرة سامهاكدو السابقة.
يأتي المساء نقياً ومنعشاً في هادانغ. يوجد أطفال على ألعابهم وشُبان منشغلون في التقاط صور لأنفسهم، وبائعون يقدمون غزل البنات بألوانه المختلفة، وأشخاص مصطفون أمام عربات الوجبات الخفيفة، وبائعو الورد، وهناك من يقفون أو يجلسون على حاجز المياه يتحدثون، وأناس آخرون يصطادون السمك ويستمعون إلى صوت الأمواج من البحر. يبدو أن جميع سكان موكبو قد نزلوا إلى هذه الساحة. الأضواء بأعداد لا تُحصَى والموسيقى تُسمع في كل مكان. إنها النافورة الراقصة. هناك وسط البحر، ترتفع نوافير المياه الكبيرة الملونة ثم تتساقط بأنغام الموسيقى. عندما تشعر بوحدة الحياة، ما عليك سوى ركوب قطار المساء، والانطلاق إلى محطة موكبو لتتمشى بين الزحام في ميدان السلام. فأصوات الضجيج المشبعة بدفء الإنسان قد تكون الدواء للروح الوحيدة.
وأنا أتجول عبر الساحة التي تزدحم بالنشاط، أخذت أفكر بالزمن الذي عاش فيه "لي نان يونغ" و"كيم داي جونغ". في هذه الساحة بالقرب من البحر مع أصوات الأمواج خلفها، يومًا ما حَلُمَ بها أشخاص فقدوا وطنهم، وتهجروا بلا مأوى.
فها هو السلام الذي تمناه ذلك السياسي الجريء الذي صمد حتى بمواجهة الموت يُعرض أمام عيني. هناك ينتشر عبير إنسان فوق يأس شديد بعد التغلب على ضياع الوجهة والألم والمعاناة لتحقيق حلمه. في تلك الليلة الصيفية في مرفأ موكبو، كانت النجوم تغطي السماء.
عندما تشعر بوحدة الحياة، أقترح أن تركب قطار المساء إلى محطة موكبو لتتمشى بين جموع الناس في ساحة ميدان السلام. فذاك الضجيج المشبع بدفء البشر قد يكون دواء لروح تشعر بالوحدة.
مجمعة تاريخية عبر بلدة كابتاوي الثقافية
بلدة كاتباوي الثقافية تمنح زوارها الجدد إلى موكبو مذاق سعادة السفر على الأقدام. يتألق في هذه المجمعات الثقافية والفنية، تَجَمُّعُ المتاحف والردهة التذكارية والمعارض الفنية: متحف التاريخ الطبيعي في موكبو، متحف بضائع السيراميك في موكبو، معرض الآثار البحرية المُرافِق لمعهد الأبحاث الوطنية للميراث الثقافي، قاعة أدبيات موكبو، قاعدة نامنوغ التذكارية، قاعة موكبو للثقافة والفنون، مركز موكبو للإرث الثقافي غير الملموس. عندما تتجول في هذا المجمع على مدار أربعة أيام، وتسمع صوت الأمواج، يمكنك أن تشعر بأفكارك تنمو بعمق في تاريخ هذه المدينة.
تُقام حفلة موكبو المرفئية كلصيف منذ عام 2006 في ميدانالسلام والمنطقة المحيطة بجزيرةسامهاكدو.
تحتضن ردهة نامونونغ التذكارية معرضًا منظمًا لألواح الطبقة المثقفة من الكوريين من المدرسة الجنوبية التي بدأت من القرن التاسع عشر حتى أواخر منتصف القرن العشرين.نامنونغ، الاسم المستعار للفنان "هو كون" (1908 - 1987) هو حفيد ووريث أسلوب الجد "هو ريون" (1808 - 1893)، وهو الشخصية الرئيسية من المدرسة الجنوبية وقدَّرَه الخطاط الشهير "كيم جونغ هي" على أنه يمتلك "أسمى مكانةٍ شرق نهر أبروك". يعرض المتحف أعمال الجد "هو ريون" ووالده، "هيو هيونغ"، وطلابه. ومن بينها أكثر ما أُفَضِّلُه وهو أعمال أخ نامونغز "هو ريم" (1917 - 1942)، والذي توفي في سن الخامسة والعشرين. هناك لوحتان من رسومه في المتحف: "الرجل العجوز يبيع الدجاج" (1940)، و"قمة الجبل" (1941)، واللتان تصوران أشخاصًا عاديين خلال فترة الاحتلال والجبال التي تتسم بلون دافئ وخطوط ناعمة. يحدّد الطابع المميز لأعمال الفنان بعمق رؤيته للعالم. لقد عشتُ وقتا قيّما بمجرد رؤية هاتين اللوحتين. ومن الجدير بالاهتمام الانطلاق في رحلة إلى موكبو. وشخصيا، أعتبرهما أفضل أعمال الفترة الانتقالية في فن الرسم الكوري، ففيهما استخدم الرسام التقنيات الغربية الحديثة وأضفى عليهما روح رسوم الطبقة المثقفة من جوسون.
أما بالنسبة لأولئك الذين يعشقون المغامرة والسفر، ينبغي عليهم زيارة المتحف البحري الوطني. يحتفظ المعرض الثاني بالآثار المحتفظ بها من السفينة التجارية لعائلة يوان المالكة (ويُدعى حطام سفينة سينان) التي غرقت عام 1323 في بحر سينان، قبالة شاطئ موكبو. ويحتوي المعرض أيضاً على آثار استُرِدَّتْ من السفينة تَعرِض لنا كيف عاش البحارة على متنها في تلك الأوقات. وفي المعرض الثالث المجاور، يستطيع الزائر الاطلاع على تطور السفن حول العالم. فإنه من الرائع أن تتابع آثار الرحالة منذ عصر الاكتشاف في القرن الخامس عشر. قاد المستكشف الصيني زهينغ هيي، الذي عاش في زمن الأمبراطور يونغلي من أسرة مينغ الحاكمة (1360- 1424) مجموعة من 62 أسطول حول العالم. وخلال بعثاته السبعة بين عام 1405 و1433، سافر إلى العديد من البلدان في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، وتواصلت رحلاته حتى في عمره الكبير لتنتهي حياته أخيراً في البحر، في وفاة اعتُبرتْ الأنسب لمستكشف عظيم. يحمل كلٌ منا في أيدينا شبكة الحياة. وحلم المستكشف في مغامرته وهو إلقاء تلك الشبكة في المياه الواسعة والغامضة والمجهولة حيث لم يصلها أحد، يستحق الاحترام في كافة العصور.
كُتّاب موكبو الأربعة
الموقف الثاني هو قاعة آداب موكبو، بعد متحف الأدوات السيراميكية في موكبو. لقد أنجبتْ هذه المدينة المرفئية العديد من الكتاب الذين تفتخر بهم كوريا، تُوفر قاعة الآداب هذه حياة هؤلاء الكتاب وأعمالهم للزوار وهم: الأديب بارك هوا سونغ (1904-1988)، وكاتب المسرح تشا بوم سوك (1924 - 2006) وكيم أو جين (1897 - 1926)، والأديب الفرنسي والناقد الأدبي كيم هيون (1942 - 1990). وما تركت معرض كيم هيونغ حتى حان موعد الإغلاق. أصدر كيم 240 عملاً خلال حياته، وهناك سبب يدفع الكوريين إلى حب أعمال هذا الرجل الذي لم يكن شاعرا ولا روائيا. وإنما كان ناقداً شغفه أعماله التي كان يكتب عنها. لم يكن يتعامل مع أعماله بمجرد نصوص يعمل على تحليلها، وإنما هي مواضيع تعبر عن شغف عظيم. عندما كان يضم هذه النصوص إلى مجموعة قراءته الهائلة، كان يتعمق فيها ليكشف ما تحلم النصوص، وخلال ذلك، كان يكشف عن إخلاصه بنفسه.
"كلما ابتعدت عن نفسك أكثر، اقتربت أكثر. إنها مفارقة في سر الوجود البشر." (من "قصة رحلة كيم هيون". 1975)
"القراءة بصورة غير صحيحة تعني أن تقرأ وفي ذهنك مبدأ مختلف. بل إنها طريقة مختلفة للقراءة تتيح لك إبداع شيء جديد" (من "البحث عن موطن الرجل"، 1975)
يعرض معرض كيم هيون في قاعة موكبوالأدبية المخطوطات والآثار التي تركها كيمهيون ( 1942 - 1990 )، الناقد الأدبي الذيعشق الكلمات المكتوبة.
"هل الشائعة التي تقول الأيام الجيدة ستعود تعني حقاً أن الأيام الجيدة ستعود؟ أم أنَّ هذا مجرد حلم كاذب؟ سؤال يتردد وأنا أحلل العالم من حولي وأفسره". (من "التحليل والتفسير". 1988)
إن التجول في مكان يعيش في التاريخ هو هدية خاصة يتيحها السفر. هناك أوقات تصبح فيها الحياة هي نفسها مصدر الإيحاء. وهذا ما تعنيه موكبو بالنسبة لي.
يقع الميناء في نهاية اليابسة، ويُستخدم كنقطةالانطلاق إلى مكان آخر بالنسبة لبعضالأشخاص.