وأفضل ما يمكن أن يحدث للكوريين هو التوحيد. فأصبح إنشاء موطن لطيور الكركي في نهر إمجين، المكان الذي ألقت فيه الحرب ظلالها، والدعاء بعودة الطيور كل عام، يمثل شكلاً من الطوطمية بالنسبة لنا
العرضُ الفني المسمَّى "الأحذية المطاطية الطائرة للسلام"- والذي يُعرض في طريق المتحف الطبيعي للمنطقةالمنزوعة السلاح على جانب نهر إمجين في باجو –يَستخدِم الأسلاكَ الشائكة على طول خط المراقبة المدنيةكمكان العرض. وذلك يعبر عن قلوب الناس الذين تطأأقدامهم على الأرض الشمالية بتعليق أزواج الأحذيةالمطاطية المصطفَّة نحو الشمال أعلى السياج وداخلهاالزهور. أعدّ هذا العمل الفني "سونغ يون كوي" و"يانغسي هون" بالاشتراك كما اُختِير كعمل رائع في مسابقة2010.
"هذا ليس شعرا"
عندما كنا نرتاد المدرسة الثانوية، كنا نجتمع مرتين في الأسبوع لنتناقش عن الشعر. في تلك الأيام، كنا نقرأ أحدث الإصدارات عن شعراء معروفين ونتناقش فيها مرة. وفي مرة أخرى، كنا نقرأ ونتحدث عن الأشعار التي ما كتبناها. وكان من المستغرب أننا في تلك الفترة، كنا نعتقد أن أعمالنا أجمل بكثير من أشعار رأيناها في مجلات أدبية. اتسمتْ نقاشاتنا لأشعارنا بالحدة أكثر مما كنا نتحدث عن الأشعار المنشورة. واعتدنا أن نقول "هذا ليس شعرا" عندما نعمل على تحليل أعمال بعضنا البعض مهما كان النص الشعري جميلا أو عميقا.
وفي أحد الأيام، قرأ أمامنا أحد الأصدقاء شعره. كان قد اشتغل على كتابة ذلك الشعر بكل شغف أكثر من أي وقت مضى. إلا أنني أخبرته: "هذا ليس شعرا. إنه سخيف. تنبعث منه رائحة الأشعار الجاهزة. قل لي ما الذي يجعل منه شعرًا؟" بدأ حينها صديقي يبحث عن شيء في حقيبته، ثم سحب منها سكينا عسكريًا. في تلك الليلة التي سبقت نقاشنا، وبعد أن بذل روحه لكتابة هذا الشعر، اشترى سكينا من السوق القديمة في مدينة كوانغجو. بالنسبة له هذا شيء مستحق. وقطع على نفسه عهدا أنه إذا سمع أي شخص هذا الشعر وقال هذا ليس شعرا، لن يكون صديقه بعد اليوم.
فهربنا بسرعة خارج الصف. تبعنا صديقي وهو يمسك سكينه. وبعد أن رأى مجموعة من الناس طالبين يجريان يلاحقهما طالبٌ آخر بالسكين، فأبلغوا الشرطة وجاء ضابط الشرطة فاعتقلنا وسحبنا إلى مخفر الشرطة.

اُفتتح طريق الدوريات العسكرية الذيكان يَمنع دخولَ وخروج المدنيين منذعام 1971 أمام العامة باسم الطريقالطبيعي لنهر إمجين منذ 45 عاما.يمكن لمن يحجز مسبقا أن يمشي ويتمتعبالمناظر وراء الأسلاك الشائكة العسكريةبرفقة جولات سياحية ذات مواعيد محددةحصريا.
"لماذا كنت تلاحق صديقيك بالسكين ؟" سأل الضابط.
"قالا إن شعري ليس شعرا."
لم يفهم ضابط الشرطة هذا الكلام فسأله مجددا. "لماذا كنت تلاحق صديقيك بالسكين؟"
"قالا إن شعري ليس شعرا بل هراء".
هز ضابط الشرطة رأسه، وحينئذ دخل معلم الصف. قدم له الشرطي التقرير الذي كتبه للتو.
"هل من المعقول أنه لاحَقَ صديقيه بالسكين لأنهما قالا إن شعره ليس شعرا؟
قرأ المعلم تقرير ضابط الشرطة ببطء وجاوبه برد قصير.
"نعم، إنه معقول"
وبعد تعهُّدٍ بالحماية من المُعلِّم، أُطلِق سراحُنا من مخفر الشرطة، وواصلنا كتابة الشعر حتى تخرجنا في المدرسة.
اُعتبر مكان إرساء عبّارة في نهر إمجينموقعا هاما على الطريق من هانيانغ(سيول اليوم) إلى أويجو قرب نهرأمنو(يالو) في أقصى الشمال علىالحدود مع الصين.
الطريق المؤلم على جانب النهر
وهاهم الأصدقاء مَن يمشون معي على جانب النهر. وبعد أكثر من أربعين سنة، جعلت أوقاتُنا من أحد أصدقائي طبيبا، بينما أنا وصديقي الآخر، ندرّس الشعر في الجامعة. تمامًا مكانةُ الشاعر لا تضاهِي الطبيب. قبل سنتين، وقعت المأساةُ كبيرة في المياه الكورية. غرقتْ العبارة سيول، وراح ضحيتها 304 أشخاص. ومن بينهم 250 طالبا من المدرسة الثانوية، كانوا في رحلة مدرسية. كان صديقي الطبيب يكتب الشعر لكل روح من الغرقى كل ليلة، وقد أكمل أشعاره البالغ عددها 304. بعد انتهاء شغله في معالجة مرضاه طوال اليوم، كتب الأشعار وهو يقاوم الحزن المطلق في عتمة الليل وأكمل كتابه. وسوف يتم إصدار كتابه هذا الخريف.
أما صديقي الآخر فقد أصدر قصيدة شعرية ملحمية تحمل عنوان "نهر إمجين" عام 1986. تحكي القصيدة عن قصة شاب اسمه كيم ناك جونغ في العشرينات. عبر نهر إمجين نحو كوريا الشمالية في شهر يونيو عام 1955، ثم عاد إلى كوريا الجنوبية في شهر يونيو العام التالي.
في عام 1954 فور انتهاء الحرب الكورية، وضع هذا الشاب خطة للتوحيد، أُطلق عليها اسم: "خطة عمل لمجتمع الشباب المستقل نحو التوحيد". تدعو تلك الخطة الشباب تحت سن العشرين إلى إيجاد مجتمع لا تمييز فيه بين الجنسية الكورية الجنوبية أو الشمالية، ويعمل الجانبان الجنوبي والشمالي على مساعدة هؤلاء الشباب لإدارة المجتمع بحكم ذات. عندما تلقى نظام لي سونغ مان في كوريا الجنوبية خطة التوحيد، وصف النظام كيم بأنه مجنون وأن الخطة لا تتسم بالواقعية. مواجها خطر الموت، عبَرَ كيم نهر إمجين وسلّم خطة التوحيد هذه إلى كوريا الشمالية.
يمكن أن نرى من أعلى منصة الرؤيةالخاصة بالمرصد في حديقة إمجينغاك،على بعد 7 كم من خط الحدودالعسكرية، يرى جسرَ الحرية فوق نهرإمجين الذي يصل بين الجنوب والشمال،وكذلك جبال وحقول كوريا الشمالية. تقعحديقة إمجينغاك على بُعد مسافة 53 كمعن سيول و 22 كم عن كيسونغ.
إلا أن الرد الذي حصل عليه من كوريا الشمالية لم يكن مختلفاً.اتهمه النظام الكوري الشمالي بأنه جاسوس وأعاده إلى الجنوب، وهناك حُكم عليه بخمسة أحكام بالإعدام وقضى حياته في السجن طول 18 سنة.
يتدفّق نهر إمجين بهدوء يحمل التاريخ المأساوي الذي اخترق حياة الشاب. اُفتتح هذا الطريق الذي نسلكه أمام العامة في شهر مارس من هذا العام، ويُعرف باسم الطريق الطبيعي لنهر إمجين. يمتد الطريق على مسافة 9.1 كم من حديقة إمجينكاك حتى مستنقع يولكوك. تتفتح على الطريق أزهار لم أشاهدها من قبل. ويعرف صديقي الذي كتب "نهر إمجين" أسماء النباتات أكثر مما أعرفها، فهو أفضل رفيق عند مشي هذا الطريق. نمشي على الطرف الجانبي للأسلاك الشائكة الفاصلة بين الكوريتين. النسيم لطيف، والنهر يعكس لون السماء بلون أزرق لا يمكن أن يكون أكثر زرقة من هذا.
وبعد المشى مسافة كيلومترين تقريبا، نصل إلى بعض التشكيلات الفنية على طول الأسلاك الشائكة. وتأسر إحدى القطع الفنية عيني بالتحديد. وهو تشكيلة من الأحذية المطاطية البيضاء العالقة أعلى الأسلاك. بدا أن هناك المئات من أزواج الأحذية. وداخل كل زوج من الأحذية، تفتحتْ زهرة برية ببراعم جديدة. تشبه قلوب أشخاص يشتاقون أن تطأ أقدامهم أرض كوريا الشمالية حيث يتعذر عليهم زيارتها. شعرنا بقلوب كل شخص يمشي على طول نهر إمجين تتألم وتتألم.
أطلقت الإذاعة الكورية بتاريخ 30 يونيو عام 1983 حملة تهدف إلى مساعدة الناس في البحث عن أهلهم وأقاربهم أولئك الذين تسببت الحرب بإبعادهم عن بعضهم الآخر. وفي غضون 453 ساعة و45 دقيقة من البث المباشر على مدار 138 يوما لغاية 14 نوفمبر من العام ذاته، تمكن 10189 شخصًا من الالتقاء بأهلهم المنفصلين مجددا. أُدرج أرشيف البث على ذاكرة السجل العالمي لليونيسكو عام 2015. وظل البث المباشر بمثابة تسجيلات حية عن المأساة المؤلمة وآلام الحب التي تسبب بها الإنسان ولا يمكن أن يصفه أي عمل أدبي.
"لم أعتقد أنني سأعيش حتى أرى اليوم."
وطأت أقدامنا نحن الثلاثة أراضي كوريا الشمالية في شهر أبريل عام 1999. وذلك بعد إعلان عن افتتاح السياحة إلى جبل كومكانغ في شهر نوفمبر عام 1998. عندما وصل القارب إلى ميناء جانغجون عند الفجر وأنزل مرساته، لم أستطع التفكير بأي شيء أقوله. امتدت الأراضي الشمالية أمامنا باللون البني حتى الجبال والقوارب والمباني جميعها باللون ذاته. وعندما دخلنا إلى مبنى الجمارك لإتمام إجراءات الهجرة، دقت قلوبنا عما يمكننا أن نقول للترحيب بأهالي أرضنا الشمالية. حاولنا أن نفكر في بعض التعابير الترحيبية، ولكن لم نجد العبارة المناسبة بالضبط التي نستخدمها. أخيرا، تحدثت إلى الرجل الذي أخذ أوراق دخولي قائلا: "لم أعتقد أنني سأعيش حتى أرى هذا اليوم". أومأ برأسه باقتضاب.
ارتسم خدَّا دليلتنا إلى قمة كوجونغ على جبل كومكانغ باللون الوردي. وكنت أود أن أبدأ بالحديث معها، إلا أنني تذكرتْ التحذيرات التي تمنع الحوار مع الدليل. تمتمتُ لنفسي وراء ظهر الدليلة "أزهار الأزاليا جميلة كما أنها ملونة بأحمر الشفاه." وأجابتني "إنها جميلة، أليس كذلك؟". كانت هي البادئة بمحادثتنا، وتتابع السؤال والجواب. "ماذا تعمل يا رفيقي؟" "أكتب الشعر." لم أذكر في حياتي أنني تحدثتُ عن مهتني بهذه المشاعر التي تمتلئ بالعواطف. قالت لي "استمرْ في كتابة الشعر الجيد كثيرا". لا أتذكر أيَّ عبارات الوداع أفضل من هذا الحوار المقتضب.

لوحة "الفصيل"، بالمقياس الكبيربقلم الفنان "هان سونغ-بيل"،والموجودة على طريق المتحفالطبيعي في المنطقة المنزوعةالسلاح، تُصور اللوحة مشهداًتخيله جندي من كوريا الجنوبية،وهو يمدُّ يديه إلى جنرال منكوريا الشمالية يقف ويداه وراءظهره كأنه لا يبدو على وجههأية عواطف، أثناء تغيير لافتةعلى جناح كوريا الشمالية"بانمونغاك" إلى "تونغ إيلغاك"، أو"جناح الوحدة".
وبعد مسافة 7 كيلومترات تقريبيا على طول طريق النزهة مشيا، وصلنا إلى مكان إرساء عبّارة نهر إمجين. اُعتبر هذا المكان في عهد مملكة جوسون موقعا هاما على الطريق من هانيانغ (سيول اليوم) إلى أويجو. وفي حقبة الممالك الثلاث، شكلتْ مكان التقاء للحدود بين كوكوري وبايكجي وشيلا وكان موقع المعارك الكبرى. وخلال الحرب الكورية، كانت هي المنطقة الاستراتيجية الهامة حيث كان جنود من الجنوب والشمال يتقدمون ويتراجعون ويتناوبون على احتلال هذه المنطقة.
وبعد مسافة 7 كيلومترات تقريبيا على طول طريق النزهة مشيا، وصلنا إلى مكان إرساء عبّارة نهر إمجين. اُعتبر هذا المكان في عهد مملكة جوسون موقعا هاما على الطريق من هانيانغ (سيول اليوم) إلى أويجو. وفي حقبة الممالك الثلاث، شكلتْ مكان التقاء للحدود بين كوكوري وبايكجي وشيلا وكان موقع المعارك الكبرى. وخلال الحرب الكورية، كانت هي المنطقة الاستراتيجية الهامة حيث كان جنود من الجنوب والشمال يتقدمون ويتراجعون ويتناوبون على احتلال هذه المنطقة.
المرصد عند خط الجبهة ومستنقع السلام
توجهنا في اليوم الثاني من رحلتنا إلى مرصد تايبونغ في إقليم يونتشون حيث يرتفع مسافة 264 مترًا عن نهر إمجين، ويبعد 65 كم عن سيول، و140 كم عن بيونغيانغ. يُسمح للشخص بدخول المرصد فقط بعد التحقق من هويته. ويتضمن المجمع كنيسة للمجددة وللكاثوليك وقاعة للبوذيين. لفتْ أنظارَنا نصبٌ تذكاري للجنود الشباب في فرقة الدبابة في الحرب الكورية. في الفترة التي كنا فيها نعشق مناقشة الشعر في المدرسة الثانوية، كان صبية آخرون في عمرنا يقودون الدبابات إلى جبهات العدو. ظهر جزء من كلمة محفورة على النصب التذكاري من المنشودة الخاصة بفرقة دبابات الشباب "نتقدم متحدين كالفولاذ/ نحن الفرقة 57، فرقة دبابات الشباب". وقفنا نصلي بصمت على أرواح أولئك الجنود الأبطال الذين استشهدوا دون أي ذكر لأسمائهم وعددهم. وأوصلنا خطواتنا بعدها إلى مكان أمام النصب التذكاري لأرواح 36940 جنديا أمريكيا حارب تحت لواء الأمم المتحدة وقتل في تلك الحرب. هناك أحلام ل36940 جنديًا بجعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه وضحوا بحياتهم. ودُفنتْ عند أسفل جبل فوق شِبه الجزيرة الكورية. كيف بوسعنا نحن الأحياء أن نعيش حياة تستحق تضحيتهم تلك؟
ودخلنا مبنى المرصد. من هنا، يمكن رؤية مراكز حرس كوريا الشمالية. تبعد الخطوط الحدودية العسكرية الفاصلة بين الكوريتين 800 متر فقط، ويبعد أقرب مركز حرس 1600 متر فقط، ولهذا داخل منطقة منزوعة السلاح، تعتبر هذه البقعة فعليا خط الجبهة
تتفتح الأزهار البرية وتملأحديقة أهوار السلام على طولنهر إمجين بإقليم يونتشون.اُفتتح معرض "يونكانغ" الذييمكن رؤيته من مسافة وراءالحديقة في شهر مايو فيهذا العام، بعد تحويل قاعةالمعرض الأمني سابقا إلىالمرفق الفني الأول داخلالمنطقة الخاضعة للسيطرةالمدنية. ينسدل على الجدارالخارجي للمبنى التشكيل الفني"أبواب السلام" للفنانَيْن "هانسونغ-إيل" و"جو سانغ-كي".
تحمل الرياح الرائحة الثقيلة للزهور البريّة. أمشي على طول ضفة النهر برفقة أصدقائي. كنا ندرس في نفس المدرسة الثانوية في أوائل السبعينات. شاركنا نحن الثلاثة ذات النظرة المستقبلية إلى الحياة. هي أننا نكتب الشعر. عندما أفكر فيها، أكاد لا أصدق أننا قررنا في عمر السابعة عشرة أو الثامنة عشرة أن نعيش ونعمل بكتابة الشعر لكسب قوتنا.
وسط جو من المصالحةبين الجنوب والشمال، فُتحالطريق البحري للسفر تجاه، جبل كومكانغ عام 1998وفُتح الطريق البري عام2003 حيث كان من الممكنللكوريين السفر إلى جبلكومكانغ عبر طريق البحر.
يختلف المنظران الممتدان على جانبي نهر إمجين المتدفق نحو الجنوب والشمال اختلافا تامًّا. تتجلى الجبال والحقول في الجانب الشمالي باللون البني المحمر، وغابت عن الرؤية أية غابات أو أشجار. لم أدرك أن تلك الأرض الخلاء هي في الواقع حقول ذرة حتى أخبرنا أحد الحراس العسكريين بذلك. إنه مؤلم. ما شعور الأشخاص الذين يزرعون الذرة على خط الجبهة؟ قيل لنا إنه من الممكن رؤية عمال كوريين شماليين في المزارع بأم العين في يوم مشرق. إلا أن في يوم زيارتنا، لم نتمكن من رؤيتهم، بل رأينا قرية أوجانغ دونغ في كوريا الشمالية بلمحة غامضة. امتد أمامنا سهل اسمه نوريكوجي. وقد أطلقت 4500 رصاصة في أعلى منطقة تمتد لمساحة 1 متر مربع خلال الحرب الكورية مما تسببت بخفض ارتفاع السهل بمسافة خمسة أمتار.
بعد النزول من المرصد، توجهنا مباشرة إلى مستنقع السلام على حافة نهر إمجين. وهناك مئات من طائر الكركي ذي الرأس الأحمر تقضي الشتاء في هذه الحديقة التي صنعها الإنسان. يطلق عليه اسم "هاك" في كوريا، وتتميز هذه الطيور بلون الجسم الكامل البيضاء مع رقعة من اللون الأحمر وراء عنقها. يَعتبر الكوريون الكركي طائرا مباركا ويُعدُّ طوله 140 سم وعرض جناحه 240 سم ويزن الطائر 10 كيلوغرامات. يُعتقد أن مجيء هذه الطيور يشير إلى أن شيئا جيدا سيتحقق. وأفضل ما يمكن أن يحدث للكوريين هو التوحيد. فأصبح إنشاء موطن لطيور الكركي قرب نهر إمجين في المكان الذي ألقت فيه الحرب ظلالها، والدعاء بعودة الطيور كل عام نوع من الطوطمية.
هناك في ذلك المستنقع، وَضَعَ مكتبُ إقليم يونتشون "علبة بريد تستخدم طيور الكركي البطيئة". تصل أيُّ رسالة تكتبها اليوم بعد سنة وكأنها إيماءة إلى الانتظار سنةً كاملةً بكل صبر حتى عودة طيور الكركي العام المقبل. أو ربما، هي تعبير عن أمل الشعب المنشود بأن السلام سيتحقق في غضون سنة. سَحَبْتُ بطاقة بريد، وبدأت أفكر ماذا سأكتب فيها. خطرت في بالي كلمات الدليلة الأخيرة على جبل كومكانغ. فكتبتُ، "استمر في كتابة الشعر، حتى يأتي اليوم الذي نتحد فيه".