메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Focus

2022 SPRING

كلمات كورية في قاموس أكسفورد الإنجليزي

بعد آخر تحديث لقاموس أكسفورد الإنجليزي الذي يُعتبر من أهم القواميس الإنجليزية في العالم، أصبح عدد الكلمات التي يحتوي عليها القاموس ويعود أصلها إلى اللغة الكورية أكثر من الضعفين، وهذا يشير إلى أن مكانة الثقافة الكورية في العالم ترتفع بشكل غير مسبوق.

أُدرجت ٢٦ كلمة كورية جديدة في الطبعة الحديثة لقاموس أكسفورد الإنجليزي في سبتمبر عام ٢٠٢١. ويشير ذلك إلى ارتفاع مكانة الثقافة الشعبية الكورية في العالم نتيجة للنجاح الكبير الذي تحققه منتجات الثقافة الشعبية الكورية، ومنها كي-بوب والأفلام والمسلسلات التلفزية والأزياء العصرية والأطعمة الصحية.

كان قاموس أكسفورد الإنجليزي يحتوي على ٢٤ كلمة من أصل كوري فقط حتى النصف الثاني من عام ٢٠٢١، إلا أن هذا القاموس الذي يُعد أكثر القواميس الإنجليزية موثوقية أضاف على قائمته ٢٦ كلمة كورية جديدة دفعة واحدة، إذ لم يسبق لهذا القاموس أن اختار هذا العدد من الكلمات من لغة أجنبية واحدة في عام واحد.

وتصف الدكتورة دانيكا سالازار، المسؤولة عن تحرير قاموس أكسفورد الإنجليزي ذلك، بأنه "ديباك"، وهي كلمة كورية تعني "أمرا رائعا جدا" أو "حدثا ممتعا غير متوقع". وتضيف "يمكن أن نلاحظ جميعنا مدى الإقبال على الثقافة الشعبية الكورية ويمكن الشعور به ليس في الأفلام والموسيقى والموضة فحسب، بل في لغتنا الإنجليزية أيضا، فمن الطبيعي إضافة الكلمات والعبارات ذات الأصل الكوري بمناسبة تحديث قاموس أكسفورد".

في الحقيقة فإن معظم الكلمات الكورية الجديدة المدرجة معروفة بين معجبي الثقافة الشعبية الكورية الذين يتلقونها كجزء من الثقافة الشعبية الكورية منذ أكثر من ١٥ عاما، فتسربت هذه الكلمات بشكل طبيعي إلى محادثاتهم وكتاباتهم باللغة الإنجليزية. وهناك احتمال كبير لإدراج مزيد من الكلمات ذات الأصل الكوري في قاموس أكسفورد الإنجليزي بسبب الازدياد المستمر لشعبية محتويات الثقافة الكورية في أرجاء العالم.

الازدياد التدريجي
يمكن القول إن قاموس أكسفورد الإنجليزي يستمر بتوسيع نطاقه اللغوي الذي كان مقتصرا على اللغات الأنجلوسكسونية والنورسية والفرنسية النورمانية واليونانية واللاتينية. والآن، يحتوي القاموس على حوالي ٦٠٠ ألف كلمة يستخدمها الناطقون باللغة الإنجليزية في مختلف أرجاء العالم.

لم تصدر أول نسخة كاملة من قاموس أكسفورد الإنجليزي إلا بعد مرور ٤٩ عاما على بدء تأليفه. وكانت الطبعة الأولى من القاموس تتكون من ١٢ كتابا وتحتوي على حوالي ٤١٤ ألفا وثمانمائة كلمة وأكثر من ١.٨٢ مليون جملة، إلا أنها لم تتضمن أي كلمة يعود أصلها إلى اللغة الكورية.

لقد أُدرجت الكلمات ذات الأصول الكورية في هذا القاموس لأول مرة عام ١٩٣٣ حيث صدرت الطبعة الإضافية له، وفيها كلمتان كوريتان فقط، هما "كوريان" و"كوريانيز". ومع مرور الوقت، أُضيفت إلى القاموس بعض الكلمات ذات الأصل الكوري. وعلى سبيل المثال، أُدرجت فيه عام ١٩٧٦ست كلمات، هي: "غيسينغ" (النساء اللواتي كن ينتمين إلى الديوان الملكي أو الحكومات المحلية وكن يعملن في مجال الغناء والرقص في الحفلات الكبيرة) و"هانغول" (نظام الكتابة الكوري الأصلي) و"كيمتشي" (طعام كوري تقليدي مصنوع من الملفوف الصيني والفلفل الحار وغيرهما من المواد المتنوعة عن طريق التخمير) و"كونو" (لعبة كورية تقليدية) و"ميون" (اسم وحدة إدارية) و"ماكولي" (نوع من المشروبات الكورية التقليدية)، وسبع كلمات عام ١٩٨٢، هي: "سيجو" (نوع من القصائد الكورية التقليدية) و"تايكوندو" (فن القتال الكوري التقليدي) و"وون" (اسم العملة الكورية) و"يانغ بان" (اسم الطبقة الاجتماعية الحاكمة في العصور القديمة) و"ري" (اسم وحدة إدارية) و"وون مون" (اسم آخر لنظام الكتابة الكوري التقليدي) و"وندول" (نظام التدفئة الكوري التقليدي). ونتيجة لذلك، وصل عدد الكلمات ذات الأصل الكوري في الطبعة الثانية من القاموس التي صدرت عام ١٩٨٩ إلى ١٥ كلمة.

بعد مرور ١٤ عاما على ذلك، أُدرجت كلمة جديدة، وهي كلمة "هابكيدو" (فن القتال الحديث). وبعد ذلك، ظهرت سلسلة من الكلمات المختصرة التي يأتي مُصَدّرة بحرف "كي" الإنجليزي في بدايتها. وكلمة "كي-بوب" خير مثال على ذلك. وظهرت هذه الكلمة في مجلة بيلبورد الموسيقية في أكتوبر عام ١٩٩٩ حسبما ذكر قاموس أكسفورد، وأضافها القاموس إلى قائمته في عام ٢٠١٦. كما أن القاموس يقول إن كلمة "كي-دراما" ظهرت لأول مرة عام ٢٠٠٢ في جريدة "دي ستريت تايمز" السنغافورية.

وقد أدى ازدياد حضور الثقافة الشعبية الكورية في العالم إلى إدراج المزيد من الكلمات ذات الأصل الكوري في قاموس أكسفورد ، ومن هذه الكلمات؛ "بيبيمباب" (طعام كوري وهو أرز مخلوط مع الخضراوات المتنوعة واللحم) عام ٢٠١١، "سوجو" (نوع من المشروبات الكحولية الكورية التقليدية) و"ويبتون" (نوع من القصص المصورة يتم نشره على الفضاء الإلكتروني) عام ٢٠١٥، "دوينجانغ" (صلصة كورية تقليدية مصنوعة من فول الصويا) و"غوتشوجانغ" (صلصة كورية تقليدية حارة) و"كي-بوب" (الموسيقى الكورية الشعبية الحديثة) عام ٢٠١٦، "تشيبول" (الشركات العائلية العملاقة الكورية) عام ٢٠١٧، "جوتشي" (فلسفة الحكم لحكومة كوريا الشمالية) عام ٢٠١٩.

캡처.PNG

كلمات مستعارة جديدة
ثمة كلمات كورية جديدة استعارتها اللغة الإنجليزية من اللغة الكورية في الطبعة المحدثة لقاموس أكسفورد الإنجليزي التي صدرت في شهر سبتمبر عام ٢٠٢١، ومنها كلمة "ديباك" التي ورد ذكرها أعلاه، و"هاليو" و"موجة كورية" و"كي-دراما" والكلمات الأخرى التي تبدأ بحرف "كي".

ومن الكلمات المدرجة الجديدة التي تتعلق بـ"كي-بوب" ويستخدمها المعجبون في شتى أنحاء العالم؛ "ووبا" و"ووني" و"نونا" التي يستخدمها معجبو فرق آيدول الكورية لمناداة أعضاء الفرق، وكلمة "أيغيو" يستخدمها المعجبون كثيرا عندما يتواصلون مع أعضاء الفرق. كما أن كلمة "تروت"، وهي اسم النوع الموسيقي الشعبي الكوري الذي شهد نهضة جديدة في السنوات الأخيرة، أُدرجت في القاموس أيضا.

ومن الكلمات التي تتعلق بـ"كي-دراما"؛ كلمة "هانبوك" التي تدل على اللباس الكوري التقليدي الذي ظهر عدة مرات في المسلسلات الكورية التاريخية، وكلمة "تشيميك" التي تعني أكل الدجاج المقلي مع البيرة، وكلمة "بي سي بانغ" التي تعني مقاهي الإنترنت للألعاب الإلكترونية. بالإضافة إلى ذلك، أُدرجت كلمة "مانهوا" التي تعني القصص المصورة الكورية في القاموس فضلا عن كلمة "ويبتون" التي أُدرجت عام ٢٠١٥. وجدير بالذكر أن كثيرا من أعمال "مانهوا" تحولت إلى مسلسلات تلفزية كورية في هذه الأيام.

فضلا عن ذلك، يبدو أن الأطعمة الكورية جذبت أنظار محرري قاموس أكسفورد الإنجليزي لأن عددا كبيرا من الكلمات المتعلقة بها أُدرجت في القاموس في هذه المرة، ومنها؛ كلمة "تشيميك" وكلمة "بانتشان" التي تعني الأطباق الجانبية التي يتم أكلها مع الأرز، و"دونغ تشي مي" التي تعني نوعا من الكيمتشي، و"جابتشي" التي تعني المعكرونة المخلوطة بالخضراوات واللحم، و"غيم باب" و"غالبي" و"بولغوغي" و"سامغيوب سال". وتظهر هذه الأطعمة في معظم المسلسلات التلفزية الكورية وتجذب أنظار المشاهدين.

كما أن كلمة "تانغ سودو" التي تعني نوعا من الفنون القتالية الكورية يشبه الفن القتالي الياباني ويظهر كثيرا في مشاهد المسلسلات التلفزية الكورية، أُدرجت في القاموس بجانب كلمة "تايكوندو".

ومن المثير للاهتمام أن "فايتينغ" و"سكينشيب" وغيرهما من الكلمات الإنجليزية التي يستخدمها الكوريون بمعانٍ مختلفة عن معانيها الأصلية في اللغة الإنجليزية التي تُقابل باحتقار من بعض الناس، حتى صار يُطلق عليها اسم "الكونغليزية"، قد أُدرجت في قاموس أكسفورد. ومن المثير للدهشة أن كلمة "موكبانغ" التي تعني محتويات اليوتيوب التي تركز على الأطعمة، أُدرجت في القاموس. وجدير بالذكر أن كلمتي "موكبانغ" و"تشيميك" لم تُدرجا في القواميس الكورية حتى الآن لأنهما تُعتبران من الألفاظ العامية.

قاموس علمي تاريخي
صدرت أول طبعة لقاموس أكسفورد عام ١٨٨٤ ولم تصدر طبعته الثانية إلا بعد مضي ٦١ عاما. وذلك يعني أن مكتب تحرير القاموس بذل وقتا طويلا في تأليفه. ومن جهة أخرى فإن عملية تحديثه بدأت منذ عام ٢٠٠٠ لإصدار طبعة جديدة له على شكل كتاب رقمي وليس على شكل كتاب ورقي. بالطبع فإن عملية التحديث هذه تستغرق سنوات عديدة مثل الأعمال الأخرى التي قام بها مكتب تحريره.

ويُعد قاموس أكسفورد الإنجليزي ضمن المؤلفات العلمية، ولا يحتوي القاموس على معاني الكلمات التي تأتي من مختلف المصادر مثل الكتب والمجلات الدورية والأفلام والأغاني وكتب الطبخ فحسب، بل إنه يحتوي على تاريخ ظهور الكلمة والمعاني المختلفة التي تؤديها الكلمة على مرّ العصور أيضا. لذلك، يتناول القاموس أصول الكلمات وغيرها من البيانات المتنوعة المتعلقة بالكلمات. ويبلغ عدد المقتبسات التي تُستخدم لشرح مئات آلاف الكلمات ملايين الجمل.لقد حصلتُ على فرصة مراجعة الكلمات الكورية الجديدة قبل إدراجها في قاموس أكسفورد في هذه المرة بوصفي مستشارة للغة الكورية، وعملت مع الدكتورة جيون كاير التي تعمل أستاذة في جامعة أكسفورد في بريطانيا. ولقد أرسلت إليّ الدكتورة سالازار ملف بي دي إف يحتوي على جدولين؛ وكان الجدول الأول يَضمّ قائمة الكلمات الجديدة والأسئلة المتعلقة بها، في حين كان الجدول الثاني يحمل قائمة الكلمات المدرجة في القاموس التي من المقرر تعديلها والأسئلة المتعلقة بها. كما أن السيدة كاترين ثير، وهي خبيرة في أصول الكلمات، أرسلت إليّ ملف بي دي إف آخر يحمل الأسئلة المتعلقة بأصول الكلمات المختارة.

من الصعب معرفة أصول الكلمات بناء على الوثائق المكتوبة باللغة الإنجليزية دون معرفة اللغة التي تعود إليها هذه الكلمات. لذلك، مشاركة الخبراء الناطقين بتلك اللغة ضرورية جدا.

وكان من أسئلتهم، أسئلة تتعلق بتعديل ١٢ كلمة مدرجة في القاموس. فعلى سبيل المثال، طلبوا مني أن أقدم معلومات عن التركيب المقطعي لكلمة "غيسينغ" التي أُدرجت في القاموس عام ١٩٧٦، وسألوني عن أصل كلمة "كيمتشي". وقد كانت معظم الأسئلة تتعلق بكيفية تشكيل الكلمات. وعلى سبيل المثال، سألوني عن العلاقة بين "بان" في كلمة "بان تشان" و"باب" في كلمة "كيمباب" وغيرهما من القضايا المتعلقة بهيكل الكلمات، فضلا عن أصول كل مقطع لفظي ذي معنى.وقد سألوني أن أراجع نتائج بحوثهم المتعلقة بالكلمات الجديدة وسألوا عن كيفية استعمالها من الناطقين باللغة الكورية والفرق بين اللغة الكورية التي تُستخدم في كوريا الجنوبية وتلك التي تُستخدم في كوريا الشمالية. وكان هناك سؤال مثير لاهتمامي كثيرا، وهو هل كلمة "نونا" التي تعني "أخت" باللغة الكورية تُستخدم للإشارة إلى "حبيبة" مثلما تُستخدم كلمة "ووبا" التي تعني "أخ" للدلالة على "حبيب" بشكل عام.

علاوة على ذلك، فقد استفدت معلومات كثيرة وجديدة أثناء مشاركتي في المشروع. وعندما سُئلتُ عن الأطعمة التي تُباع في مقهى الإنترنت الكوري المسمى بـ"بي سي بانغ"، لم أستطع أن أُعطي جوابا واضحا لأني لم أكن أعرف "بي سي بانغ" جيدا، فبحثتُ عن ذلك عبر الإنترنت ووجدتُ أن "بي سي بانغ" يبيع مختلف الأنواع من الأطعمة في هذه الأيام حتى أصبح يُطلق عليه اسم "بي سي تورانغ"، وهذا الاسم مركب من كلمتي "بي سي" و"ريستورانغ".

캡처.PNG

شروط الإدراج
لقد كان يخطر ببالي سلسلة متطاولة من الأسئلة، مثل: لماذا كان عدد الكلمات الكورية التي أُدرجت في قاموس أكسفورد قليلا؟ ولماذا أُضيف إليها هذا العدد الكبير من الكلمات الكورية هذه المرة؟ من صاحب القرار في إدراج الكلمات في القاموس؟ ما معنى إدراج هذا العدد الكبير من الكلمات الكورية؟ ماذا سيحدث في المستقبل؟لا يحتوي قاموس أكسفورد الإنجليزي إلا على عدد قليل من الكلمات ذات الأصل الكوري ويعود السبب في ذلك إلى أن الثقافة الكورية لم تكن معروفة بين الناطقين باللغة الإنجليزية بشكل عام، ولم تظهر الكلمات أو العبارات الكورية في النصوص المكتوبة باللغة الإنجليزية إلا في مرات نادرة. وثمة شروط ومعايير لإدراج أي كلمة في قاموس أكسفورد، أهمها أن تكون الكلمة معروفة بين الناس حتى يعرفها محررو القاموس، ويشترط أن تظهر هذه الكلمة في النصوص المكتوبة باستمرار، وتُستخدم في سياقات محددة وواضحة.

ماذا سيحدث في المستقبل؟ أعتقد أن إدراج ٢٦ كلمة كورية جديدة في القاموس يمثل بداية جديدة وجيدة. فهذه الكلمات أُدرجت في القاموس لأن الناطقين باللغة الإنجليزية يستخدمونها باستمرار لما يزيد على ١٥-٢٠ عاما على الأقل. ونشهد اليوم ارتفاع مكانة الثقافة الشعبية الكورية في العالم بشكل غير مسبوق. وعلى وجه الخصوص، أصبحت اللغة الكورية مألوفة بين مستخدمي خدمات البث الحي العالمية مثل موقع نتفليكس الذي يبث مسلسل "لعبة الحبار" الكوري. أرى أن اللغة الكورية آخذة في الوصول إلى المزيد من الناس في أرجاء العالم باستمرار. وذلك سبب يدعوني إلى التفاؤل بمستقبل اللغة الكورية.kf 로고

سين جي-يونغ أستاذة في قسم اللغة الكورية بجامعة كوريا

전체메뉴

전체메뉴 닫기