메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

On the Road > 상세화면

2020 SUMMER

على الطريقطريق تتقاطع عليه خطوط الماضي والحاضر والمستقبل

في عصر مملكة جوسون (١٣٩٢-١٩١٠م) كان طريق غيونغ-هونغ الكبير طريقا وحيدا يربط بين العاصمة سيول والمنطقة الحدودية الشمالية الشرقية من محافظة هام-غيونغ التي تشكل جزءا من كوريا الشمالية حاليا. ولم يبقَ من هذا الطريق الآن غير جزء يسير، لكنه يثير المشاعر والذكريات المختلطة.

كشفت شركة نتفليكس الترفيهية الأمريكية عن مسلسل الزومبي الكوري «مملكة» الذي يُعرّف المشاهدين في أرجاء العالم بشبه الجزيرة الكورية في القرن السابع عشر التي كانت تحكمها آنذاك مملكة جوسون. ويتناول الموسم الثاني من المسلسل الذي انطلق عرضه عام ٢٠٢٠، المعارك الضارية في الطريق الجبلي الوعر المسمى بـ”مون غيونغ ساي جاي” الذي كان جزءا من طريق يونغ نام الكبير. كان “مون غيونغ ساي جي” يُعتبر حصنا مهما للدفاع عن العاصمة، إلا أن القوات الكورية المرابطة فيه فشلت في صدّ هجوم الغزاة اليابانيين الذين كانوا يتقدمون إلى العاصمة بعد احتلالهم مدينة بوسان، بسبب قرار خاطئ اتخذه أحد القادة العسكريين الكوريين. غادر الملك سونجو قصره في وقت مبكر من الصباح فور تلقيه هذا الخبر السيئ، فاتجه إلى الشمال ليكون في منأى عن أيدي الغزاة. وبعد ثلاثة أيام من ذلك، احتل اليابانيون عاصمة المملكة “هان يانغ”، وهو الاسم القديم لمدينة سيول.

يبدو أن هذه الذكريات المؤلمة التي شهدها الطريق الجبلي “مون غيونغ ساي جاي” شدّت انتباه كاتبة سيناريو المسلسل كيم أون-هي وجعلتها تؤلّف السيناريو لهذا المسلسل الذي تتداخل فيه الأحداث التاريخية مع الخيال الفني. في مسلسل «مملكة»، يبذل الناجون كل ما في وسعهم لمنع وصول حشد من الزومبي إلى العاصمة. وربما يرى هواة التاريخ أن هذه المقاومة الباسلة التي أبداها هؤلاء الناجون تذكّر بالمحاولة الأخيرة للقوات الكورية الجنوبية لمنع تقدم القوات الكورية الشمالية إلى العاصمة بعد ٣٥٨ عاما على ذلك الحدث، حيث كان طريق “مون غيونغ ساي جاي” الجبلي أهم نقطة للدفاع عن العاصمة.

الطرق المنسية
غالبا ما تكون القلاع مسرحا رئيسا لأحداث الأفلام والمسلسلات التي تصوّر التاريخ الأوروبي، وفي مقابل ذلك، فإن مسلسلات التاريخ الكوري تسلط الضوء على الطرق وتجعل منها مسرحا للأحداث. وعادة ما يرمز السير على الطرق الجبلية والمرور ببواباتها إلى الصعوبات أو التحولات التاريخية الكبيرة. ومن الطرق الجبلية التي لا تزال موجودة حتى الآن وتُعد معالم تاريخية مهمة، طريق “مون غيونغ ساي جاي” الذي يشتهر بأهميته التاريخية ومناظره الطبيعية الخلابة. إلا أن بعض الطرق الجبلية أصبحت منسية تماما في الوقت الحالي. وفي رحلتنا هذه، سنزور واحدا من هذه الطرق المنسية التي لم تبقَ فيها أي لافتة أو علامة خلافا للطرق المشهورة الأخرى التي لا تزال موجودة وأُنشئت فيها المتنزهات الجميلة أو القاعات التذكارية.

في عصر مملكة جوسون، كان طريق غيونغ-هونغ الكبير طريقا بريا وحيدا يربط بين الحدود الشمالية الشرقية والعاصمة سيول ويمتد على مسافة تزيد على ٥٠٠ كيلومتر معظمها تطل على البحر الشرقي. اليوم، لا يزال الجزء الجنوبي من الطريق في كوريا الجنوبية يُستخدم كطريق وطني إلا أنه ينقطع عند المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين. ويشير ذلك إلى أن العديد من الكوريين الذين سلكوا هذا الطريق للفرار من الشمال قبل الحرب الكورية أو خلالها لم تتح لهم فرصة العودة إلى مواطنهم الأصلية. وبالتالي، يمكن القول إن هذا الطريق يرمز إلى الرغبة في العودة إلى الموطن أو الرغبة في إعادة اكتشاف النفس أو الرغبة في العودة إلى شيء ما.

كما أن هذا الطريق الذي يربط بين الشمال الشرقي والجنوب من شبه الجزيرة الكورية يحكي قصصا عن الشجاعة والأبطال. وقد ذكر لي جونغ -هوان أحد علماء الكونفوشيوسية من مذهب سيلهاك الذي ظهر في أواخر عصر مملكة جوسون، في كتابه «الدليل الجغرافي لشبه الجزيرة الكورية» أن سكان محافظة هام-غيونغ أقوياء وشرسون لأنهم يعيشون في المنطقة الحدودية التي تُحاذي أرض البرابرة.

كما أن هذه المنطقة هي التي احتضنت الانتصار الكبير الذي حققته مجموعة من المحاربين المدنيين البالغ عددهم ثلاثة آلاف محارب بقيادة جونغ مون-بو (١٥٦٥-١٦٢٤م) أحد الموظفين الحكوميين، في معركة شرسة ضد الغزاة اليابانيين الذين وصل عددهم إلى حوالي ٢٨ ألف مقاتل. وفي وقت لاحق، أقام الملك سوكجونغ (حكم من ١٦٧٤-١٧٢٠م) نصبا تذكاريا في مدينة غيل-جو لتكريمهم وتخليد انتصارهم، إلا أن أحد القادة العسكريين اليابانيين استولى على هذا النُّصب التذكاري ونقله إلى اليابان، حيث وضعه على ضريح ياسوكوني في طوكيو خلال الحرب الروسية اليابانية (١٩٠٤-١٩٠٥م). ومنذ ذلك الحين، ما فتئت كوريا تبذل جهودها المستمرة لاستعادته، حتى تحقق لها ذلك عام ٢٠٠٥، فعاد النُّصب إلى كوريا بعد مرور قرن على سرقته. وفي العام التالي، أرسلته حكومة كوريا الجنوبية إلى مكانه الأصلي في كوريا الشمالية.

وقد اجتذبت منطقة راسون الاقتصادية أنظار العالم كونها أول منطقة تجارية حرة في كوريا الشمالية تقع بجوار خليج صغير في جنوب نهر دومان الذي يشكل الحدود الطبيعية بين شبه الجزيرة الكورية وروسيا. ومن المفترض أن الطرف الشرقي من الخليج يُعد موقعا لميناء سوسورا القديم إلا أننا لا نجد أي علامة أو إشارة تدلّ عليه في خرائط غوغل اليوم. كان موقع الميناء يُعد نقطة عسكرية مهمة وبنت فيه مملكة جوسون أول برج عسكري كانت تُشعل فيه نيران التحذير في حالات الغزو الأجنبي.

كان طريق غيونغ-هونغ الكبير ينطلق من ميناء سوسورا ثم يمرّ بمنطقة غيونغ-هونغ التي تُسمى اليوم باسم أون-دوك ونهر دومان ثم يتجه نحو الجنوب ويتبع الطريق الضيق الذي كان يمتد بين الجبال المهيبة ثم يعبر منطقتي هام-هونغ وأون-سان حتى يصل إلى جبل تشول-ريونغ الواقع في محافظة غانغ-أون. وكما تشير الخرائط، فإن الطريق في جبل تشول-ريونغ متعرج وَعِر جدا، مما جعل مملكتي غوريو وجوسون تنشآن حصنا فيه للدفاع عن المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية. وتُسمى محافظة هام-غيونغ التي تقع شمال حصن تشول-ريونغ باسم غوان-بوك الذي يعني شمال الطريق الجبلي، وأما محافظة بيونغ-آن الواقعة غربه فتُسمى بمنطقة غوان-سو الذي يعني اسمها غرب الطريق الجبلي. وبعد عبور الطريق الجبلي في تشول-ريونغ، يؤدي الطريق إلى جبل غوم-غانغ في الجنوب الشرقي، والذي يعني اسمه جبل الألماس ويشتهر بجمال مناظره الطبيعية.

لا يمكن رؤية أي شيء وراء جبل غوم-غانغ على خرائط غوغل، وذلك يعني أن المنطقة المنزوعة السلاح قريبة من تلك النقطة. لقد كان طريق غيونغ-هونغ يمتد إلى جنوب خط الهدنة ليصل إلى مدينة أوجونغ بو مرورا بسهل غيم-هاي ومدينة بو-تشون. وبجانب مدينة أوجونغ بو، يقع جبل بوكهان الذي يحيط بالحدود الشمالية للعاصمة سيول. وتبعد هذه المدينة عن وسط العاصمة مسافة ٤٠ دقيقة بالمترو.

السفر من العاصمة
كانت نقطة الانطلاق الرسمية لطريق غيونغ-هونغ الكبير بوابة دونغ داي مون، وهي البوابة الشرقية الرئيسة للعاصمة هانيانغ القديمة، إلا أن المبعوثين الرسميين من قبيلة جورشن الصينية كانوا يفضّلون بوابة هاي هوا مون التي كانت تقع شمالا وتُعد من البوابات الصغيرة الأربع في العاصمة. ويعني اسم البوابة “التهذيب الرحيم” الذي يعني بتعبير آخر “تهذيب قبيلة جورشن”. كان من الضروري عبور تل صغير يقع بين جبلي بوكهان وغاي أون للاتجاه من بوابة هاي هوا مون إلى مدينة أوجونغ بو. ويُسمى هذا التل الصغير تل دون آم دونغ واسمه الأصلي “دوي نو مي” الذي يعني “التل الذي يعبره البرابرة من الشمال الشرقي”. ويرتبط هذا الاسم بقبيلة جورشن التي كانت تسلك هذا الطريق ويعود سبب ذلك جزئيا إلى الملك تايجو مؤسس مملكة جوسون ( حكم من ١٣٩٢-١٣٩٨).

في أواخر عصر مملكة غوريو، ساهم والد الملك المؤسس مساهمة كبيرة في استعادة المنطقة الشمالية الشرقية التي كانت تحت حكم مملكة يوان الصينية حوالي مائة عام. واكتسب ولده، الملك مؤسس مملكة جوسون، سمعة طيبة بعد وراثة منصب والده ودفاعه المستمر عن المنطقة ضد الغزو الأجنبي. كما أنه أقام علاقات ودية مع قبيلة جورشن التي تُعد من العوامل الرئيسة التي ساعدته على بناء مملكة جديدة. وذهب الملك المؤسس إلى عاصمة مملكة غوريو، غاي-غيونغ التي تُسمى حاليا بـ”غي-سونغ” وتقع في كوريا الشمالية، عبر طريق غيونغ-هونغ الكبير لمحاربة مَن كانوا يسمون بـ”المتمردين ذوي العمائم الحمراء” وانتصر عليهم. وبعد تنازله عن العرش، أمضى بقية حياته يسافر ذهابا وإيابا على طريق غيونغ-هونغ الكبير.

تل يتلو سردية الحزن
تل دون آم دونغ له اسم آخر وهو تل مي آري ، حيث أخذ التلّ اسمه من حي “مي آري” الذي يقع خلفه. اليوم، وينتمي حي دون آم إلى منطقة سونغ بوك في الشمال الأوسط من العاصمة سيول، إلا أنه كان جزءا من ضواحي العاصمة قبل التوسع الحضري العشوائي في أعقاب انتهاء الحرب الكورية. كما أنه كان يمثل جبهة رئيسة للدفاع عن العاصمة حيث قاتل الجنود الكوريون الجنوبيون الذين تراجعوا إلى هذا الحي بسبب التقدم السريع للفيلق الأول من القوات الكورية الشمالية، قتالا شرسا في جبل غاي أون لمنع الدبابات الكورية الشمالية من التقدم إلى العاصمة.

ومع ذلك، انهار خط الدفاع عن العاصمة سيول في الساعات الأولى من صباح يوم ٢٨ من يونيو عام ١٩٥٠ بعد ثلاثة أيام منذ بدء الغزو الكوري الشمالي. وصلت بعض الدبابات الكورية الشمالية إلى وسط العاصمة سيول إلا أن الجنود الكوريين الجنوبيين في تل مي آري لم يدركوا ذلك. وأصبح جبل غاي أون عاريا من الأشجار عقب هذه المعركة، غير أن المجمعات السكنية الحديثة حلّت اليوم محل الأشجار، وما عاد أحد يتذكر دخان البنادق ولا دَوِيّ المدافع الذي كان يملأ الجبل.

بعد أشهر، تغيرت اتجاهات الحرب الكورية فبدأت القوات الكورية الشمالية تتراجع عن الأراضي الكورية الجنوبية، وأخذت قوات الأمم المتحدة تطاردها على طريق غيونغ-هونغ الكبير حتى وصلت إلى ميناء تشونغ-جين الصناعي الذي يُعد من الموانئ الرئيسة في كوريا الشمالية وأصبح عاصمة لمحافظة هام-غيونغ الشمالية اليوم.

في عام ١٩٥٦، بعد ثلاث سنوات من انتهاء الحرب الكورية، حظيت أغنية شعبية بعنوان “مي آري، تل الحزن الأليم” بشعبية كبيرة، مما جعل اسم التل “مي آري” مشهورا في أرجاء كوريا مرة أخرى. ومع ذلك، فضّل السكان المحليون تسمية التل باسم “تل دون آم دونغ” بدلا من “تل مي آري” لأن الأخير يثير في النفس الشجن والذكريات الحزينة المؤلمة. وفي الواقع، لا نستطيع أن نجد أي أثر لاسم “مي آري” في المشروع الحكومي الذي تنفذه بلدية المنطقة لإحياء الطريق القديم وبناء المتنزه الثقافي.

لعل السكان المحليين غير راضين عن الانطباع السلبي لمنطقتهم لدى الآخرين كما تشير كلمات أغنية “مي آري” “أتذكرك وهم يَسْحَلُونك ويداك مقيدتان بالأسلاك الشائكة”. ولا أحد يعرف بالضبط ما إذا كان هذا الشخص الذي جرى سَحْلُه يمينيا قبضت عليه القوات الشمالية ثم قتلته، أم شخصا عاديا كان يلتزم بتعليمات الحكومة الكورية الجنوبية بالبقاء في العاصمة لكنه أُعدم بتهمة الوقوف مع العدو الشيوعي. وفي الحقيقة، بعد استعادة العاصمة، اعتُقل حوالي ٥٠ ألف شخص بهذه التهمة وأُعدم حوالي ١٦٠منهم.

انهار خط الدفاع عن العاصمة سيول في الساعات الأولى من صباح يوم ٢٨ من يونيو عام ١٩٥٠ بعد ثلاثة أيام من بدء الغزو الكوري الشمالي. وأصبح جبل غاي أون عاريا من الأشجار عقب هذه المعركة، غير أن المجمعات السكنية الحديثة حلّت اليوم محل الأشجار، وما عاد أحد يتذكر دخان البنادق ولا دَوِيّ المدافع الذي كان يملأ الجبل.

ذكريات بعيدة
ينطلق الطريق الوطني رقم ٣ من مفرق مي آ ثم يمر بتل سويوري ونهر جونغ ريانغ ثم يصل إلى الشمال الذي تقع فيه مدينة أوجونغ بو. ويبدو أن هذا الطريق يتبع طريق غيونغ-هونغ الكبير القديم رغم أنه يختلف عنه في بعض النقاط. إذا أردتَ أن تتمتع بجمال الطريق القديم بشكل أكثر فيمكنك أن تسلك الجزء المتبقي من الطريق القديم، وهو طريق قصير يمتد على مسافة ثلاثة كيلومترات ويبلغ عرضه حوالي عشرة أمتار، ويقع بجانب الطريق الكبير الذي يربط بين مفرق بانغ هاك ومدينة أوجونغ بو وينتهي عند محطة دوبونغ سان. وتصطف بجانبه المتاجر ومحلات البقالة وتقع وسطه مدرسة بوك سيول الإعدادية. ومن المدهش أن هذا الطريق القديم الذي يتجاوز عمره خمسمائة عام لا يزال يضطلع بدوره حتى اليوم كجزء من الحياة اليومية بدلا من بقائه كموقع أثري. ولا يهتم الناس الذي يعيشون بجواره بما شهد هذا الطريق في الماضي من أحداث تاريخية قد تثير الدهشة أو السعادة أو الحزن، بل يمارسون مهامهم اليومية مثل ترتيب فناء البيت وبيع البضائع وشرائها. وتشير القليل من اللافتات التي تقع على طول الطريق إلى اتجاه مسار دوبونغ الجبلي للتنزه ومقابر أفراد العائلة الملكية والنبلاء من مملكة جوسون.

كان تل مي آري يُعد بوابة ينبغي عبورها للذهاب إلى العاصمة بالنسبة للسكان الذين يعيشون في شمال شرقي العاصمة أو مدينة أوجونغ بو. وكان لا أحد يستطيع أن يشتري شيئا جيدا أو يشاهد شيئا يثير الاهتمام أو الدهشة، إذا لم يعبر تل مي آري. كان الناس يشعرون أن الشوربة البسيطة من فول الصويا تكون ألذّ وأفضل إذا تذوقوها في سوق جي إيل الواقعة في حي دون آم الذي كان يضم آخر محطة القطار الذي كان يرمز إلى الحداثة. وفي الواقع، فإن خط القطار الذي تم مده من وسط العاصمة إلى حي دون آم عام ١٩٣٩ واستمر عمله حتى عام ١٩٦٨، ترك انطباعا كبيرا عند سكان المنطقة. وشهدت هذه المنطقة تغيرا تاريخيا بعد أن قررت بلدية العاصمة سيول تطويرها في إطار مشروع التنمية الحضرية، مما غيّر الصورة النمطية لدى عامة الناس تجاه المنطقة تماما. وتُعد الحديقة العامة المسماة بـ”غابة الأحلام” خير مثال على ذلك. وإذا دلفتَ إلى المرصد فيها، استطعت أن تطلّع على ماضي العاصمة سيول وحاضرها ومستقبلها في آن معا.

إن الطريق الذي يمتد شمالا من محطة أوجونغ بو ينقسم إلى اتجاهين. والطريق الذي على اليمين المُتّجه نحو الشمال الشرقي هو طريق غيونغ-هونغ الكبير الذي يمر بخط الهدنة ثم يصل إلى نهر دومان في كوريا الشمالية. أتخيل وأنا أقف هنا قبائل مختلفة من الناس؛ هذا شاب من عائلة نبيلة يركب على بغل مُجْهَد يتعثر في خطواته، وهؤلاء خدم صغار تظهر السعادة في وجوههم رغم أنهم يحملون أمتعة ثقيلة على ظهورهم، وذاك جندي شاب يحمل بندقية طويلة على كتفه ويغني أغنية عسكرية بصوت خشن. آه، ما أبعد جبل غوم-غانغ! أنا أقف هنا منذ فترة طويلة دون أن أستطيع أن أحدد أي الاتجاهين ينبغي عليّ أن أسلكه.

لي تشانغ-غي شاعر وناقد أدبي
آن هونغ-بوم مصور فوتوغرافي

전체메뉴

전체메뉴 닫기