메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features > 상세화면

2018 SUMMER

موضوع العدد

جيجو ... جزيرة احلجارة – ِعرب وأساطري موضوع العدد 4فَخَّار من الحجارة والنار

الأواني الفخارية المسماة بـ»أونغكي جيجو» تصنع في أفران من الحجر وليس من الطين. فمنذ آلاف السنوات، كانت هذه الأواني الفخارية التقليدية جزءا لا يتجزأ من حياة سكان الجزيرة البركانية التي لا يُنتج الحديد فيها. ومع ذلك، تلاشت أونغكي جيجو تدريجيا عبر التاريخ بعد ظهور المواد الصناعية الحديثة التي مكنت من إنتاج الأواني بكميات كبيرة في الستينيات من القرن الماضي. وفي عام ٢٠٠٠، نجح بعض الحرفيين في ترميم الفرن التقليدي المصنوع من الحجر وبفضل الجهود المستمرة منذ سنوات واُستؤنف مرة أخرى إنتاج الأواني التقليدية في الجزيرة وإن كان بكميات قليلة.

يقوم " كانغ تشانغ-أون"رئيس مركز خزف جيجو شار ومؤسسه بإشعال النار فوق الفرن األصفر.و يُ إلى أن درجة الحرارة داخل الفرن تبلغ ذروتها بعد أربعة أيام من إشعال النار.وهذه هي المرحلة دخل حطب الوقود إلشعال النار عبر النهائية حيث يُ الفتحات الموجودة على الفرن.وتجعل هذه العملية سطح الوعاء الفخاري المعا كما لو كان مزججا

إبريق " كاهينا"التقليدي للشاي، ٦.٧ x ٥.٨١ سم
ص ُ نع إبريق " كاهينا"التقليدي للشاي بأسلوب خاص اخترعه مركز خزف جيجو وحصل على براءة اختراع له.واعترفت اليونسكو بها كمنتجات حرفية مميزة في عام ٧٠٠٢.وتتسم أباريق " كاهينا"التقليدية للشاي بسطحها الخشن مثل حجر البازلت نتيجة الستخدام الطين الخاص الذي أنتجه مركز صنع الفخار

خلال انتفاضة جيجو في الثالث من أبريل عام ١٩٤٨ التي تُعتبر من إرهاصات الحرب الكورية المأساوية، فرّ سكان الجزيرة من المجزرة التي ارتكبتها القوات الحكومية الوحشية تحت شعار مطاردة العصابات الشيوعية محملين بالأواني الفخارية. ويدل ذلك على مدى أهميتها في حياة سكان جيجو.
تمتد جذور «أونغكي جيجو» في التاريخ الكوري طويلا، حيث نجد السجلات التاريخية القديمة تتحدث عنها. فهذه قصيدة بعنوان «تامنا» تصف امرأة تذهب إلى البئر لجلب الماء حاملة جرة كبيرة مصنوعة من الفخار. ألفها الموظف المدني في مملكة جوسون تشوي بو (١٤٥٤-١٥٠٤)، وهو الشاعر المشهور بكتابه «يوميات تشوي بو؛ سجل الانجراف عبر البحر» الذي يُسمى بـ»بيوهايروك» ويُعتبر تحفة من أدب الرحلات الكورية القديمة. ويحتوي عليها كتاب « يوميات من الجزيرة الجنوبية» المسمى بـ»نامسا إيلوك» الذي كتبه موظف حكومي آخر في مملكة جوسون المعروف باسم لي جونغ (١٦٢٨-١٦٨٦) أثناء أداء مهمته في الجزيرة. كما أن «جريدة جيجو» التي تعرف باللغة الكورية بـ»جيجو أوبجي» التي كانت تصدر في القرن الثامن عشر لاحظت أن «هناك متجرا متخصصا في بيع أونغكي في دايجونغ.»
ويُشار إلى أن نوعين من الفخار في عصور ما قبل التاريخ كانا يمثلان النموذج الأصلي لـ»أونغكي جيجو»، وهما الوعاء الفخاري الخالي من النقوش والوعاء الفخاري المزين بأشكال بارزة. واُكتشف هذان النوعان من الفخار في الموقع الأثري بقرية كوسان التي تقع في بلدة هانكيونغ ويعود تاريخهما إلى ما قبل ١٠ آلاف عام. ويُعتبر الوعاء الفخاري الخالي من النقوش ومن الزينة من أقدم الآثار الفخارية للعصر الحجري الحديث التي اُكتشفت في كوريا حتى الآن. وأما الوعاء الفخاري المزين بأشكال بارزة ويتميز بالأشكال المتموجة فإنه يُمثل جوهر الأواني الفخارية القديمة لجزيرة جيجو.

جرة حجرية، ٨٢ x ٣.٢٢ سم هي وعاء فخاري مصنوع
من الطين.وخالل عملية التشكيل على العجلة باستخدام الحجر، يصبح سطح الوعاء خشنا مشابها لحجر البازلت.

ترميم الفرن الحجري التقليدي
وصلت صناعة الفخار «أونغكي» في جيجو إلى ذروتها في أوائل القرن العشرين. ومع ذلك، تدهورت تماما في أواخر الستينيات من القرن الماضي، لأن المنتجات البلاستيكية الرخيصة التي أُنتجت في المصانع بكميات كبيرة حلت محل الأواني التقليدية «أونغكي» التي تُعتبر عملية صناعتها أقل إنتاجية مقارنة بالمواد الحديثة. لكن السيد كانغ تشانغ-أون رئيس مركز خزف جيجو ومؤسسه، نجح في إحياء «أونغكي جيجو» التقليدية.
في سبعينيات القرن الماضي حين كان شابا، زار كانغ المواقع المهجورة والمهملة التي فيها أفران فخارية. وفحص شظايا الأواني الفخارية التقليدية عن كثب ليكتشف الخصائص الفريدة لها. وفي أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، ترك عمله ليتفرّغ لإجراء الدراسات الميدانية وقام بزيارات متكررة للقرى الساحلية والمناطق الجبلية. ووجد حينذاك حوالي ٥٠ فرنا حجريا في الجزيرة. وفي نهاية المطاف، التحق كانغ بمتحف جامعة جيجو الوطنية وبدأ تبادل المعلومات وإجراء الدراسات المنتظمة مع العلماء والباحثين من داخل البلاد وخارجها، بعد أن كانت موجة التحديث التي اجتاحت البلاد ابتداء من عقد السبعينيات قد أدت إلى تعرض مواقع الأفران المتبقية لأضرار بالغة.
وخلال العقد الأخير من القرن الماضي، تُوفي العديد من الحرفيين ذوي الخبرة في صناعة الفخار التقليدي ومع موتهم تلاشت الأدوات التي كانوا يستخدمونها أيضا. فشعر كانغ بقلق شديد فشرع يبحث عن الخزافين الذين ما يزالوا على قيد الحياة. لكنه وجد أن كثيرا منهم غيروا مهنهم بسبب الصعوبة في كسب العيش وأصبحوا مزارعين. حاول كانغ إقناعهم بالمشاركة في جهوده لإحياء «أونغكي جيجو». لكنه في البداية لم يلقَ استجابة مشجعة منهم.
كان كانغ بحاجة ملحة للمساعدات من الحرفيين المهرة من أجل ترميم الفرن الحجري التقليدي. ولحسن الحظ، التقى كانغ ببعض الحرفيين ومنهم هونغ تاي-كون وسونغ تشانغ-سيك، وقدموا له الدعم الكامل. وفي عام ١٩٩٦، استثمر كانغ كل ثروته في تأسيس مركز خزف جيجو الذي يتخذ من قرية يونغناك في بلدة دايجونغ مقرا له. وبعد أربع سنوات، بدأ إنتاج «أونغكي جيجو» بالأسلوب التقليدي.

طريقة إنتاج مختلفة ومتميزة
في جزيرة جيجو، تطورت صناعة الفخار على نحو مختلف عن البر الكوري الرئيس منذ فترة طويلة. وطريقة صناعة «أونغكي جيجو» تختلف عن الطريقة العادية في صنع الأواني الفخارية، والفرق الرئيس يكمن في الفرن الذي تُصنع فيه، فإن «أونغكي جيجو» تصنع في فرن حجري من حجر البازلت، في حين أنّ الأواني الفخارية الأخرى تُصنع في أفران عادية من الطوب الطيني. أي أن، طريقة الإنتاج في جزيرة جيجو مختلفة تماما عن الطريقة العادية التي تُستخدم في المناطق الأخرى في كوريا وكذلك في الصين واليابان. وعلى مستوى العالم، ونادرا ما نشهدها في دول أخرى.
وميزة أخرى لدى أونغكي جيجو وهي أنها غير مزججة. وهذا لأنها مصنوعة من التربة الخاصة التي تتكون من الرماد البركاني بدلا من الطين الأبيض أو الأحمر اللذين يشيع استخدامهما في البر الكوري لصناعة الفخار. واتخذ سكان الجزيرة هذه الطريقة لأن المواد الترابية العادية للخزف كانت نادرة جدا في الجزيرة. وتحتوي التربة الرمادية البركانية على المواد المعدنية الكثيرة التي تذوب عند درجة حرارة عالية خلال عملية صنع الفخار وتتغلغل في سطح الوعاء الفخاري مما يجعله لامعا مثل الوعاء المزجج. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم حرفيو جيجو أغصان الأشجار المجففة لإشعال الفرن، خلافاً للمناطق الأخرى حيث يُستخدم الخشب العادي لإشعال الفرن الفخاري.
كما أن أونغكي جيجو مصنوعة بالجهود المشتركة لعدة حرفيين، أي تنقسم عملية صنع الفخار إلى عدة مراحل ومنها إشعال النار في الفرن وتشكيل الوعاء، وفي كل مرحلة يتولى حرفي متخصص مهمة خاصة به. فعلى سبيل المثال، يجمع كونآيكون التربة وأغصان الأشجار ويشكل أونغكيدايجانغ الأواني ويتولى بولدايجانغ عملية إشعال النار ويشرف كولدايجانغ على جميع المراحل لعملية صنع الفخار. وبعبارة أخرى، تُجرى عملية صنع الفخار في جيجو بناء على مبدأ التخصص والتعاون. ويُقال إن أونغكي جيجو تمثل ثمار الثقافة المجتمعية المحلية.
وفي كثير من النواحي فإن الجزيرة لم تتمتع بالبيئة المناسبة لصنع الفخار، حيث يتكون معظم أرضها من التربة الرمادية البركانية المنخفضة اللزوجة وكان من الضروري سحب المياه ونقلها بالجرار الكبيرة. وقد قال الخزاف الراحل شين تشانغ-هيون، وهو صاحب الرقم ١٤ من قائمة التراث الثقافي غير المادي لجزيرة جيجو، إن عملية صنع الفخار صعبة للغاية حتى أنها تتطلب الرحلات من وإلى العالم السفلي. ويُقال إن الأواني والجرار التي بُذلت الجهود القصوى لصناعتها بسبب الظروف القاسية تمثل جزءا مهما في الحياة اليومية لسكان جيجو منذ زمن طويل.

أوعية فخارية معروضة في غرفة العرض بمركز خزف جيجو.وعلى الرغم من أن هذا النوع من األوعية الفخارية غير معروف على نطاق واسع بسبب عملية صنعها المعقدة وتكلفتها العالية، تحظى المنتجاتالفخارية في المركز بإقبال كبير من محبي الفخار من اليابان والصين.

حرارة الفرن ولون الفخار
يُسمى فرن الفخار بـ»كول» في جزيرة جيجو الذي يعني الكهف باللغة الكورية. سقف الفرن شبه أسطواني بسبب المنحدر الطبيعي للأرض مما يجعل شكل الفرن يتشابه مع شكل الكهف. وهناك نوعان من الأفران؛ فرن أصفر وفرن أسود. وسُميا كذلك نظرا للون الأواني التي تُصنع في كل منهما ويظهر اللون الأصفر أو الأسود حسب الفرن. ويأتي الاختلاف في اللون من الاختلاف في درجة الحرارة.
وفي الفرن الأصفر، ترتفع درجة الحرارة إلى ما بين ١١٠٠ و١٢٠٠ درجة مئوية. وخلال هذه العملية، يتم أكسدة التربة ويصبح سطح الوعاء لامعا كما لو كان مزججا ويتحول لونه إلى اللون البني المُصْفرّ أو المُحْمرّ. وتترك درجات الحرارة العالية على سطح الوعاء أشكالا متنوعة يسميها كانغ بـ»أشكال اللهب». وتتميز هذه الأوعية الفخارية بأنها قوية وتمنع الأغذية من التلف. ولهذا، تُستخدم أساسا لاحتواء الطعام أو حمل المياه.
أما الفرن الأسود، فإن درجة الحرارة فيه ترتفع إلى ما بين ٧٠٠ و٩٠٠ درجة مئوية. وخلال العملية، يسد الحرفيون الفتحات الموجودة في الجزء الأمامي والخلفي من الفرن لتقليل مستويات الأوكسجين. ويؤدي ذلك إلى الاحتراق غير المكتمل ويؤثر الدخان تأثيرا كبيرا في لون الوعاء فيتحول إلى اللون الرمادي أو الأسود. وتُستخدم هذه الأوعية الفخارية لتخزين المواد الغذائية المجففة أو لطهي الطعام على البخار.

طريقة صناعة «أونغكي جيجو» تختلف عن الطريقة العادية في صنع الأواني الفخارية، والفرق الرئيس يكمن في الفرن الذي تُصنع فيه، فإن «أونغكي جيجو» تصنع في فرن حجري من حجر البازلت، في حين أنّ الأواني الفخارية الأخرى تُصنع في أفران عادية من الطوب الطيني.

كان " كانغ تشانغ-أون"يخشى أن تنقرض األفران الحجرية التقليدية لجزيرة جيجو، لذلك بذل كل جهوده حتى استطاع عام ٠٠٠٢، ترميم بعض األفران التقليدية

فضيلة الانتظار
في مركز خزف جيجو، بُنيت الأفران الصفراء والسوداء من حجر البازلت على الأنماط التقليدية. اختار كانغ أحجارا مناسبة في الحجم وقطعها إذا لزم الأمر. وسد الفجوات بين الأحجار بشظايا البازلت أو الطين.
يبلغ طول الفرن الأصفر ١٢ مترا. وينقسم الفضاء الذي يمتد بين فتحة النار ومخرج الدخان إلى غرفة الاحتراق وغرفة إشعال النار. وتوجد فتحة النار في الجزء السفلي من الواجهة الأمامية للفرن متصلة بسطح الأرض، وتبدو فتحة النار هذه على شكل قوس، لكنها في الواقع مربعة، ويدعم العمادان الحجريان في الجانبين الأيمن والأيسر سقف الفتحة المصنوعة من الحجر. ويُذكر أن الأفران الحجرية في جيجو تتميز بضيق فتحة النار، ويمكن أن نرى ذلك في الأفران المهجورة في قرية سيندو في غرب جيجو الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ١٠٠ عام فضلا عن الأفران في مركز خزف جيجو.
أما السطح الخارجي للسقف فهو مغطى بالتربة الرملية. وفي كلا الجانبين الأيمن والأيسر منه، توجد ١٥ فتحة واقعة على مسافات منتظمة يبلغ قطرها ١٥ سم. وتُستخدم هذه الفتحات لرؤية الداخل وتوفير الوقود. ولا توجد مدخنة في الجزء الخلفي للفرن. وبدلا من ذلك، توجد أربع فتحات صغيرة تسمح بخروج لهب النار.
والفرن الأسود أصغر من الفرن الأصفر ويبلغ طوله ٧ أمتار. كما أن الفرن الأسود لا ينقسم إلى غُرَف منفصلة. ويتم إدخال الأوعية وإخراجها عبر المدخل الموجود في الجزء الخلفي من الفرن. وبعد إخراج الأوعية من الفرن، يسد الحرفيون هذا المدخل بالحجارة بصورة غير كاملة.
ومن الميزات التي تتسم بها «أونغكي جيجو» وجود منطقة خاصة تُسمى بـ»بوجانغجاينغي» أمام فتحة النار، حيث يحيط بها الحاجز المنخفض المصنوع من حجر البازلت. ويأتي اسمها من العشب الذي يغطيها لمنع دخول الأمطار والرياح القاسية في الجزيرة.

جرة فخارية سوداء( "األمام)، ٤.١٤ x ٠.٣٣ سم و"جرة فخارية صفراء"، ٥.٧٣ x ٠.٩٢ سم تأخذ الجرة الفخارية السوداء " شكل اللهب"الذي تسببه درجة الحرارة العالية داخل الفرن.وأما الجرة الصفراء، فلها ظل أخف حول فمها وكتفها وهو أيضا ما تتركه درجة الحرارة العالية أثناء عملية الحرق

وتبدأ عملية صناعة «أونغكي جيجو» بتشكيل الأوعية باستخدام التربة الرمادية البركانية الخشنة. وبعد ذلك، يضعها الحرفيون في الكوخ لمدة عشرة أشهر قبل صنعها بالفرن. وهذا الكوخ مصنوع من حجر البازلت ويملأ الحرفيون جميع فجواته بالتربة بكل عناية لمنع دخول الضوء والهواء إلى داخله. وهذا أيضا من الميزات البارزة لأواني «أونغكي جيجو»، حيث يعلمنا فضيلة التحلى الصبر على طول الانتظار.

جون أون-جاباحث، معهد تامنا للبحوث الثقافية جبامعة جيجو الوطنية
آن هونغ-بوم مصور فوتوغرايف

전체메뉴

전체메뉴 닫기