메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Image of Korea

2020 AUTUMN

الأدب

جمال كوريا الطريق إلى معبد بوسوك البوذي

معبد بوسوك هو معبد بوذي قديم يقع في مسقط رأسي مدينة يونغ جو. اسمه يعني "الصخرة المُعَلَّقَة" وقد بُني في القرن السابع الميلادي.

كانت جدتي، على الرغم من أنها لم تكن بوذية متدينة، تتردد على معبد بوسوك البوذي بشكل منتظم، للصلاة من أجل سعادة أحفادها، وبخاصة من أجل سعادتي أنا بوصفي أكبر حفيد لها. وكلما حل عيد ميلاد بوذا في شهر مايو من كل عام، ذهبتُ معها إلى المعبد، وكان الطريق إليه طويلا جدا. وكان عليّ أن أقطع ثمانية كيلومترات مشيا على قدميّ الصغيرتين حتى الوصول إلى المعبد، وكانت سوق بوسوك، التي تقع على منتصف الطريق، تشكّل نقطة انطلاق للمسار الجبلي الضيق المحاط بالأودية التي يطبق عليها الصمت. لا تنتهي محنتي حتى بعد الوصول إلى بوابة المعبد الرئيسة ذات الدعامتين اللتين

© آن هونغ-بوم

تدعمان السقف الذي تعلو واجهته الأمامية لافتة مكتوب عليها "معبد بوسوك البوذي في جبل تايبيك"، لأن الطريق من البوابة إلى المبنى الرئيس للمعبد كان حافلا بالعقبات. وكان عليّ أن أتسلق مئات الأمتار من المنحدر المحاط بشجر الجنكة وبساتين التفاح. وبالتالي، كنت أصعد السلالم الحادة المتجهة إلى بوابة الملوك السماويين ثم أمُرّ بسُرادِقَين فيهما جرس بوذي كبير، وأصعد سلسلة من السلالم الأخرى حتى أصل إلى سُرادِق آن يانغ الذي يعني اسمه "الجنة البوذية". ويبلغ عدد درجات السلالم التي أتسلقها في كل مرة من البوابة الرئيسة حتى سرادق آن يانغ ١٠٨ درجات، وهذا الرقم يرمز إلى جميع الهموم والآلام لدى البشر في الفلسفة البوذية. واستمر بالمشي صاعدا السلم الأخير الواقع تحت السرادق حتى يستقبلني الفانوس الحجري الأنيق الذي يعود تاريخه إلى عصر مملكة شيلا، ثم يظهر أمامي المبنى الرئيس الذي يُسمى بـ"مو ريانغ سو جون" الذي يعني "جناح الحياة اللانهائية"، ووجدته يمد حواف سقفه مثل جناحيْن كأنه طائر على وشك الانطلاق نحو السماء. كنت دائما أدخل هذا المبنى من الباب الجانبي مع جدتي التي أحبها كثيرا، وأصبحت العلاقة بيني وبين جدتي مثل المُريد والشيخ، بل صِرْتُ أطلق على نفسي "مُرِيدها"، وصلّيت أمام تمثال بوذا أميتابها ثلاث مرات.

وفي الجانب الأيسر خلف الجناح، ثمّة صخرة أسطورية كبيرة تُسمى "الصخرة المُعَلَّقَة". تشتهر هذه الصخرة بأسطورة العذراء "سون ميو" المذكورة في كتاب التاريخ الكوري القديم "سام غوك يوسا" الذي تم تأليفه في القرن الثالث عشر، إلا أني أفضّل عليها القصة التي ترويها جدتي.

تقول جدتي:" قرر ملك مملكة شيلا أن يبني معبدا بوذيا لحماية المنطقة الحدودية بقوة بوذا وبعث كبير الرهبان البوذيين المدعو "إي سانغ" لإيجاد موقع مناسب للبناء. تجوّل هذا الراهب الكبير عدة أيام باحثا عن موقع مناسب، وذات يوم رمى صخرة كبيرة إلى السماء باستخدام سبابته. وتحولت هذه الصخرة إلى سحاب أسود غطّى السماء وأخذ يمطر أمطارا غزيرة مدة سبعة أيام. وفي نهاية المطاف، نزلت إلى الأرض مرة أخرى لترشده إلى الموقع المبارك المناسب لبناء المعبد، إلا أنها لم تلمس الأرض. تستمر رواية هذه الأسطورة حتى اليوم، وإذا أدخلتَ خيطا تحت الصخرة وشددته، تلاحظ أن الخيط لا يزال في حالته الأصلية دون ضرر".

أحب المنظر الذي يمكن أن أراه واقفا بجانب الباغودا ذات الطوابق الثلاثة التي تقع خلف ضريح العذراء؛ حواف السقف لجناح الحياة اللانهائية التي تبدو على وشك الانطلاق إلى السماء والفانوس الحجري الأنيق وسلسلة التلال من جبل سوبيك التي تتموج وراء سرادق الجنة البوذية حتى تتلاشى، فضلا عن منظر الغروب وخيوط الشمس الذهبية الجميلة التي تخطف الأنفاس وهي تغرق خلف قمم التلال.

يتجه الدرب الضيق وراء الباغودا إلى مبنى بسيط هادئ وله سقف ذو جانبين منحدرين. يُسمى هذا المبنى بـ"جو سا دانغ" الذي يعني "جناح الأسلاف" وتوجد فيه صورة الراهب الكبير "إي سانغ". أجلس عند مدخل الجناح غير المزخرف وأتخيل الصخرة المعلقة التي يُقال إنها تطلع إلى السماء كل ليلة هادئة وتنظر في وجوه الأطفال وهي تبتسم، وأنا أشتاق إلى جدتي العزيزة.

كيم هوا-يونغ ناقد أدبي وعضو الأكاديمية الوطنية للفنون

전체메뉴

전체메뉴 닫기