메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Interview > 상세화면

2017 SPRING

عازف الهارمونيكا جون جي-دوك،الذي يسعى إلى صوت أعمق وأكثر دفئا

دون معلّم أو خلفية تعليم موسيقي، علّم "جون جي-دوك" نفسه العزف وحده على آلة النفخ الهارمونيكا، وذلك من خلال الاستماع. منذ أول ظهور له سنة 2004، استمر في بناء عالمه الموسيقي الخاص به، مكتسبا الإعجاب والتقدير، ومحوّلا هذه الآلة الموسيقية البسيطة إلى آلة عزف منفرد رئيسية.

عازف آلة الهارمونيكا الجاز "جون جي-دوك" علّم نفسه العزف على الآلة عن طريق السمعفقط دون مساعدة معلم أو ورقة نوتة موسيقية.

أصيب جون جي-دوك بالحمى بعد 15 يوما من ولادته وفقد بصره. منذ ذلك الوقت كان يعايش العالم فقط من خلال الصوت. وبطريقة مماثلة، يتصل مع العالم بأداة الهارمونيكا الصغيرة التي هي بحجم اليد. عندما يضع الهارمونيكا على شفتيه، تلمع النجوم، وتتفتح الزهور. ويطير عبر السماء غير عابئ. حوّل هذه النشوة إلى أغنية ووضعها في ألبومه.

عندما أضع الهارمونيكا على شفتيّ
تلمع النجوم في قلبي
وتتفتح الزهور فوق الصوت المنفرد
متتبّعة نغمات آلتي الهارمونيكا
هل عليّ أن أصبح سحابة وحيدة في السماء؟
- من "آلتي الهارمونيكا" في ألبومه الأول-

في نوفمبر 2016، بالضبط بعد 20 عاما من أول التقاط له لهذه الآلة الموسيقية، أصبح جون جي-دوك أول فنان كوري يعزف على الهارمونيكا ماركة هوهنير. علما بأن هذه الماركة مركزها ألمانيا، وهي أشهر ماركة هارمونيكا عالمية. عازف هارمونيكا الجاز توتس ثيليمانس، وعازف الهارمونيكا الكلاسيكية الأسطوري تومي ريلي، والمغني الشعبي بوب ديلان، والفنان جون لينون من فرقة البيتلز، هؤلاء كلهم فنانون يعزفون على هارمونيكا هوهنير. في مقهى في سيول، التقيت مع جون جي-دوك، الذي يتربع على مرتبة من مصاف هؤلاء الموسيقيين العالميين المشهورين.

النجاح والفشل

سوه جونغ-مين: تهانينا لك لاختيارك فنانا من فناني هوهنير.

جون جي-دوك: شكرا. التقدير شيء جيد. ومع ذلك، فإنني أشعر بشيء من الحزن. كان من الأفضل لو جاء ذلك في وقت مبكر، عندما كانت ألبوماتي تلقى اهتماما ومستمعين أكثر.

التقدير شيء رائع وبالتأكيد هو مكافأة. ولكن جون، لم يبد أنه تملّكته الإشارة بشكل مفرط لاختياره فنان آلة هوهنير. في الواقع، كان يبدو غير سعيد شيئا ما، كما لو كان يتساءل لماذا جاء التقدير الآن ولم يأت قبل عشر سنوات عندما كان تحت الأضواء؟ علمت عنه من خلال ألبومه الأول، الذي أطلقه في 2004. أتذكّر الاستماع برهبة وأسأل نفسي، "هل هذه هي الهارمونيكا حقا؟" حتى مما هو مدهش أكثر حقيقة أن الشخص المعاق بصريا تغلب على إعاقته وأوجد ألبوما بجودة عالية جدا.

سوه: أتذكّر أنّ ألبومك الأول سنة 2004 استحوذ على كثير من الاهتمام.

جون: في تلك الأيام، لم يكن أي ألبوم يضم الهارمونيكا، وعماي أيضا كان يثير فضول الناس. في جميع الأحوال، أجريت معي 13 مقابلة في الصحف اليومية، وتلقيت جائزة في قسم الجاز في الجوائز الشعبية الموسيقية الكورية. كنت سعيدا جدا، وكدت أطير من الفرحة. كما أنني سمعت بأن أعدادا كبيرة من هذه الآلة قد بيعت. كان وقتا رائعا.

سوه: بعد نجاح ألبومك الأول، أظهر ألبومك الثاني بعد سنتين تحولا كبيرا. قدمت الصوت الإلكتروني، وأشركت معك مغني الراب، وموسيقيين يعزفون موسيقى السود. كانت اتجاها كبيرا وتجريبا عمليا، ولكن الجمهور والصحافة لم تكن مستجيبة. كأنه كان نحسا.

جون: لماذا يجب أن تعزف الهارمونيكا فقط مع البيانو أو الباس؟ ألن يكون مثيرا أن نقدم صوتا إلكترونيا؟ عملت على هذه الأفكار. ولكن التغيير ربما كان كبيرا جدا. كنت مقتنعا، ولكن الجماهير لم تكن متقبلة لذلك بشكل كبير. أعتقد أن الموسيقى هكذا. إن البقاء على نوع واحد أكثر نفعا في تقبل الجمهور، ولكن كموسيقيّ لا أريد أن أقع في التكلف. حاولت التغيير، ولكن لسوء الحظ لم تأت الأمور بما نشتهي.

من "سامولنوري" إلى الهارمونيكا

جون فنان يحلم دائما بتحويل نفسه وموسيقاه، حتى بين الألبومات، بغض النظر عن نجاحها أو فشلها. في الواقع، كانت حياته والموسيقى دائما موضوع تغيير دائم. قبل أن يتعرف على آلة الهارمونيكا، كان أول تناوله للموسيقي من خلال السامولنوري، وهي عرض موسيقي إيقاعي تقليدي لأربع آلات موسيقية. في إحدى المدارس الخاصة للمعاقين، عزف له أحد المعلمين على السامولنوري، واقترح عليه أن يتعلم العزف عليها أيضا.

سوه: تلقيت شيئا من التقدير كعازف السامولنوري، أليس كذلك؟

جون: على الرغم من عماي، استطعت أن أضرب على الطبلة ذات الرأسين، وهي الجانغو، عندما كنت جالسا. دربت نفسي طويلا حتى أنني فزت بجائزة في إحدى المسابقات. ولكن العزف في وضع الجلوس كان يمثل قيدا وسلبية بالنسبة لي. في القسم الأول من الأداء، يمكنني أن أظل جالسا، ولكن في القسم الثاني، يفترض أن أنهض وأرقص وأتحرك وأكون ذا حيوية، أدور بشريط قبّعتي للجمهور. لم أستطع عمل ذلك. وهذا كان في النهاية سبب توقفي عن العزف.

سوه: هل كنت مهتما بموسيقى أخرى أثناء فترة عزفك في فرقة السامولنوري؟

جون: عندما سمعت أول مرة "العمل الخرافي" لستيف ووندر كشاب مراهق، لم أنم على مدى عدة أيام. بالكاد أستطيع وصف ما شعرت به: كانت الموسيقى رائعة. كانت موسيقى من عالم مختلف. تساءلت إن كنت أستطيع أن أعزف على تلك الآلة إذا ما ظللت أعزف في فرقة "السامولنوري".

سوه: إن جون جي-دوك الذي أعرفه فنان يملك الكثير من الحماس. أنت تحب الموسيقى الإيقاعية الظريفة. أعتقد أن هذا الميل جعلك تتحول من طبل السامولنوري إلى الهارمونيكا. حتى مع الهارمونيكا، عندما تعزف، بالكاد تستطيع السيطرة على حماسك، وتريد أن تجعل الناس يرقصون. أستطيع الإحساس بهذا في موسيقاك. نظرا لأننا في هذا الموضوع، هل لك أن تفسر كيف أصبحت مغرما بالعزف على الهارمونيكا.

جون: في 1996، تصادف أن سمعت من الراديو فنان الجاز البلجيكي وعازف الهارمونيكا توتس ثيليمانس وهو يعزف موسيقى الأغاني الراقصة الدافئة الحلوة. لم يكن لها صوت الهارمونيكا الحاد الذي عرفته، وتساءلت، “هل الهارمونيكا لها حقا مثل هذا الصوت؟ إذا كانت الموسيقى بطيئة كهذه، ألا أستطيع أن أتعلم عزفها؟ لذا فقد اشتريت هارمونيكا. لم أحلم بأن أحاول شيئا ما سريعا، ولكن عندما بدأت العزف، اكتشفت أن الموسيقى البطيئة لم تكن سهلة.

سوه: ولكنك لم تستسلم.

جون: علّمت نفسي كيفية العزف عليها. كانت شفتاي تنتفخان، وكان لساني يعاني من الاحتكاك والجفاف أثناء العزف. فيما عدا ذلك عندما كنت أعزف السامولنوري، كنت أمارس الهارمونيكا في جميع الأوقات. وفي مرحلة معينة، لم أتمكن من الاستمرار أكثر مع السامولنوري، وانتقلت عاطفتي كليا إلى الهارمونيكا.

يؤدي "جون جي-دوك"مع فرقته في حفلةموسيقية غنائية بعنوان"جون جي-دوك، آلةالهارمونيكا" التي أقيمتفي مركز إنتشون للثقافةوالفنون في 15 ديسمبر.2015

يقول وداعا توتس ثيليمانس

بعد أن انحلت فرقة جيون التي كانت تعمل على السامولنوري، عمل كعازف حلقات هارمونيكا للمؤثرات الصوتية للدراما وألبومات فنانين آخرين. مرت سنتان وانضم إلى مطرب الجاز مالو صاحب تسجيلات الألبومات. وكان ذلك عندما اقترح عليه أحدهم بأن ينتج ألبوما خاصا به. أنتج ألبومه الأول والثاني المنفردين لفترة، ثم كسر صمته فقط لتقديم ألبوم من موسيقى البوب التي أعيدت معالجتها وذلك لتروق لجماهير أوسع.

سوه: كيف أمضيت السنين الطويلة حتى سنة 2014، عندما أطلقت ألبومك الثالث؟

جون: كتابة الموسيقى لم تكن بالأمر السهل، وتساءلت إذا كان من الضروري أن أصنع ألبومات تضم كل المقطوعات الجديدة فقط. وجدت ذلك في أداء حركات مفرحة، لذا ركزت على ذلك. بهذا العمل، طوّرت رغبة قوية من أجل التعبير عن مشاعري للطبيعة بصوت أعمق. كما أنني حاولت جاهدا الحصول على صوت عبقري موسيقى الجاز العازف البلجيكي توتس ثيليمانس. هذا الصوت الدافئ، هذا ما أردته، وما زلت أريده.

سوه: إنه الشخص الذي جعلك على ما أنت عليه الآن. هل التقيت به أبدا؟

جون: عندما زار كوريا سنة 2004 لإحياء حفلة موسيقية، التقيت به لفترة قصيرة في الكواليس بعدها. شجعني وقال لي، "أهو أنت؟ أعط هذا الأمر أفضل ما عندك من جهد. الهارمونيكا آلة جيدة." كان لقاء قصيرا، ولكنه كان عظيما.

سوه: بعد وفاة ثيليمانس في أغسطس 2016، أقمت حفل تحية وتكريم له في 30 ديسمبر/كانون أول، أليس كذلك؟

جون: كان عنوان الحفل "وداعا يا توتس." أردت أن أقول وداعا لفنان محبوب بطريقتي الخاصة. بغض النظر عما يفكر به الآخرون، شعرت بأنني أرسلت الفنان الذي أحببته إلى السماء من خلال أدائي. كنت لمدة 20 عاما أقتات على الموسيقى عبر موسيقى توتس ثيليمانس. بالطبع سوف يبقى مصدر إلهامي في المستقبل.

سوه: ما الشيء المميز جدا في الهارمونيكا؟

جون: تملك الهارمونيكا الدفء والنعومة، وحتى أنها تملك صورة لطيفة. هذا ما علمني إياه توتس. عندما كان يعزف، كنت أشعر به يهمس إلى جانبي. عازفو الهارمونيكا في فرقة بلوز أقوياء جدا بحيث يمكن أن يتفوّقوا على الجيتار الإلكتروني. بالمقارنة، عندما كان توتس يعزف، كان كأنه يقوم بدردشة ودية معي. هذا النوع من الموسيقى هو ما أهدف له.

سوه: كيف تكون حالتك العاطفية عندما تؤدي؟

جون: أثناء أداء حفلة موسيقية، خصوصا عندما أعزف، أتحوّل من وضع إلى آخر، غالبا ما أتذكر الأوقات عندما كنت أذهب إلى نادي الموسيقى للعزف الحي، وكنت أعزف كما يشتهي لي دون أن أعرف الكثير حقا عن هذه الموسيقى. لم تكن مهاراتي عالية، ولكن كانت لدي العاطفة والرغبة في الموسيقى. عندما أعزف الأغاني الشعبية أو الروائية الراقصة، عادة كنت أفكر في الطبيعة. كنت أعزف كما لو أنني كنت في الخارج في ضوء الشمس الدافئ أو تحت الثلج المتساقط بنعومة عليّ.

سوه: لو قدّر لك أن يرتد إليك بصرك، فهل تعتقد بأن تعبيرك الموسيقي سوف يختلف؟

جون: لو كان الأمر كذلك، لتلقيت المزيد من المعلومات. ولكن لم أفكر أبدا بأن ذلك سيجعل موسيقاي أفضل. تعبّر موسيقاي عما يشعر به جسدي، وترسل من خلال الصوت ما أفكر به.

سوه: هل لديك حلم طيلة الحياة كعازف هارمونيكا؟

جون: أريد أن أصنع الموسيقى في المكان الذي يتكلم فيه الصوت عن القصص. حتى ولو بمقطوعة مدتها خمس دقائق فقط، ولكن بمقدمة وعرض واضح، وبتطور تدريجي، وذروة ثم ختام. أريد من الناس أن يسمعوا قصة قصيرة أو إحساسا من الدراما الموسيقية. بالنسبة لي، هناك أصوات تخبر قصصا. على سبيل المثال، عندما يقع حادث سيارة، يهرع الناس حول الحادث، وتأتي سيارة الإسعاف. يمكن صنع قصة من هذا. أريد أن أعبر عن مثل هذه الأشياء بطريقة فلسفية من خلال الموسيقى. أريد تقديم حفلة موسيقية مليئة بهذا النوع من الموسيقى؟

"طوّرت رغبة قوية من أجل التعبير عن مشاعري للطبيعة بصوت أعمق. كما أنني حاولت جاهدا الحصول على صوت عبقري موسيقى الجاز العازف البلجيكي توتس ثيليمانس. هذا الصوت الدافئ، هذا ما أردته، وما زلت أريده."

أصوات تسرد قصصا

تبدو عيناه من وراء النظارة السوداء وكأنهما تتلألآن. أصبح أكثر انفعالا عندما تحدّث عن حلمه. عند بداية المقابلة، كان يبدو حزينا إلى حد ما، كأنه يشتاق ويتوق إلى زمانه عندما كان في الأضواء، ولكنه الآن أصبح مختلفا تماما. بالنسبة لهذا الرجل، الذي يبكي ويضحك من خلال آلته الموسيقية، الهارمونيكا، يبدو أن الهارمونيكا التي في النهاية تعطيه أحلامه وآماله. مرة أخرى، أذكره وهو يغني أنه عندما يضع شفتيه على الهارمونيكا، فإن النجوم تلمع، والأزهار تتفتح، ويطير في السماء. لعله يطير في السماء الآن، أعتقد ذلك.

بالنسبة له، ربما كان إقفال عينيه ليس إلا لكي يصبح عازفا لآلة الهارمونيكا.

سوه جونغ-مينكاتب عمود عن الموسيقى الشعبية، ورئيس "سيني بليّه"

전체메뉴

전체메뉴 닫기