메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features > 상세화면

2020 WINTER

ضوع العدد

«مين هوا» .. لوحات فنية تنثر التفاؤل والسعادةموضوع العدد 1حراس الفرح
والسلام

تحمل لوحات الفن التشكيلي الشعبي الكوري المسماة «مين هوا» أمنيات الأسلاف الكوريين الذين رسموها بالسعادة والصحة، وتشير إلى تفاؤلهم رغم حياتهم الصعبة. ولا تزال لوحات«مين هوا» تبث السعادة في قلوب الكوريين حتى هذه الأيام.

كثيرا ما يُعد انتشار الأمراض المعدية من الكوارث الكبيرة منذ زمن بعيد. وفي الماضي، كان الكوريون يرون أن الأرواح الشريرة تسبب أمراضا معدية. وكلما حل رأس السنة القمرية الجديدة، علّق الكوريون لوحات البطل «تشو يونغ»، وهو ابن إله البحر في الأسطورة الكورية، لمكافحة الأرواح الشريرة التي تنشر الأمراض المعدية.

يعود أصل هذا التقليد إلى عصر الملك هون غانغ (فترة حكمه ٨٧٥-٨٨٦م) أحد ملوك مملكة شيلا الموحدة حيث شهد ذروة الازدهار الحضاري منذ توحيد هذه المملكة شبه الجزيرة الكورية لأول مرة في التاريخ الكوري. ذات يوم، زار الملك هون غانغ ميناء غاي وون الواقع في مدينة وول سان التي تطل على البحر الشرقي. فجأة، تلبّدت السماء بالغيوم وشكلت طبقات كثيفة تحجب أشعة الشمس. شعر الملك بأن شيئا غير عادي يحدث، وسأل أحد الفلكيين عن رأيه فقال، «ذلك بسبب غضب إله البحر، وعلينا أن نهدئ غضبه». ولذلك، وعد الملك ببناء معبد تكريما لإله البحر، وسرعان ما تلاشت الغيوم من السماء.

أرسل إله البحر ابنه «تشو يونغ» إلى المملكة للتعبير عن شكره فزوجه الملك بامرأة جميلة ومنحه وظيفة رسمية. كانت عروسه جميلة جدا لدرجة أن شبح الروح الشريرة الذي يسبب الأمراض المعدية وقع في حبها. ذات ليلة، رجع «تشو يونغ» إلى بيته تحت ضوء القمر الساطع وضبط زوجته وهي تنام مع شبح الروح الشريرة. لكنه سامحهما قائلا، «لا بأس يا عزيزي، لقد خسرت امرأتي». فوجئ الشبح بكرمه ووعد بأنه لن يدخل البيت الذي تُعلق على بابه لوحة «تشو يونغ».

"أربع لوحات متسلسلة لزهر الفاوانيا"، القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بالحبر واللون على الحرير،قياس ٢٧٢ x ٥.١٢٢ سم )لكل لوحة(، متحف القصر الوطني الكوريُستخدم لتزيين األثاث واألزياءُستخدم كموضوع فني شائع فحسب، بل إنه يُعد زهر الفاوانيا رمزا للثراء والشرف منذ زمن بعيد. وال ييأيضا. وعادة ما يضع الكوريون ٤ أو ٦ أو ٨ لوحات متسلسلة لزهر الفاوانيا لتزيين بيوتهم أو في االحتفاالت مثل حفل الزفاف.

مين هوا .. الأصل والمعنى
تدل هذه الأسطورة التي سُجلت في كتاب تاريخي قديم على أن لوحة «تشو يونغ» تمثل أول لوحات «مين هوا» وكانت منتشرة بين عامة الشعب الكوري. يمكن القول إن أصل لوحات «مين هوا» يعود إلى عصر ما قبل التاريخ، إلا أن أول وثيقة مكتوبة تشير إليها هي أسطورة «تشو يونغ». ومن المثير للاهتمام أن شبح الأمراض المعدية يغادر بيت «تشو يونغ» ليس بسبب الخوف منه، بل بسبب التسامح الذي أبداه.

في عصر مملكة جوسون (١٣٩٢-١٩١٠م)، كان أفراد الشعب الكوري يعلّقون لوحتي التنين والنمر على أبواب بيوتهم فضلا عن لوحة «تشو يونغ». وفي رأس السنة القمرية الجديدة، كان الكوريون يعلقون لوحة التنين على جانب الباب ولوحة النمر على جانبه الآخر ليس لحماية بيوتهم من الأشرار فحسب، بل لاستقطاب الأخيار أيضا، خلافا للوحة «تشو يونغ» التي كانت تُعلق على الباب لحماية البيت من الأشرار فقط. وكانوا مؤمنين بأن النمر يطرد الأرواح الشريرة والتنين يسمح للأرواح الطيبة بدخول البيت. وذلك من المعتقدات الشامانية التي كان الكوريون يؤمنون بها للحفاظ على السلام والسعادة في بيوتهم وأسرهم.

صبحت لوحات «مين هوا» أكثر تنوعا من حيث الموضوعات وأساليب الرسم في القرن التاسع عشر حيث ازداد الطلب على اللوحات من جميع الطبقات الاجتماعية نظرا لازدهار التجارة وتحسن الأوضاع الاقتصادية. وعلى وجه الخصوص، من المثير للاهتمام أن معظم لوحات «مين هوا» رُسمت لتمني السعادة في تلك الفترة. ولهذا السبب، اقترح الدكتور فوميكازو كيشي في جامعة دوشيشا اليابانية تسمية لوحات «مين-هوا» الكورية بـ»لوحات السعادة».

والشيء اللافت للانتباه أن لوحات الفن التشكيلي الشعبي في الصين واليابان وفيتنام وغيرها من دول شرق آسيا رُسمت لتمني السعادة والخير مثل لوحات «مين هوا» الكورية. وتحتوي هذه اللوحات الشعبية الآسيوية على آمال شعوب شرق آسيا بالسعادة والخير وطول العمر. وعلى سبيل المثال، ترمز زهرة الفاوانيا وزهرة اللوتس والتنين وطائر العنقاء والخفاش إلى السعادة. ويشير البطيخ والرمان والعنب وثمار زهرة اللوتس إلى الرغبة في كثرة الأبناء الذكور. وكذلك، تعكس زهرة الخيط وذيل طائر الطاووس والكتاب وسمك الشبوط تمنيات النجاح المهني وترمز شجرة الخيزران وطائر الكركي والشمس والقمر والسلحفاة والأيل والعشب الأسطوري إلى طول العمر. في المقابل، تتضمن لوحات الفن التشكيلي في الدول الغربية جميع المشاعر الإنسانية مثل الحب والخوف والسعادة.

وتُعد زهرة الفاوانيا رمزا للثراء أيضا لأن عالِم الكونفوشيوسية الجديدة الصيني زو دوني في عصر مملكة سونغ الشمالية الصينية ذكر في كتابه أن زهرة الفاوانيا رمز للشخص الغني وزهرة الأقحوان رمز للناسك وزهرة اللوتس ترمز للشخص الحكيم. لكن هذه الفكرة لم تعجب العلماء الكوريين في عصر مملكة جوسون لأنهم كانوا يمتنعون عن إبداء رغبتهم في الثراء تأثرا بالعالم العظيم الصيني كونفوشيوس الذي يبجلونه كثيرا. وقال كونفوشيوس في أحد كتبه، «أجد السعادة في الأرز الخشن والماء وأظل سعيدا حتى لو نمت دون وسادة. ولا يهمني الثراء والجاه لأنني أراهما كالغيوم التي تسبح في السماء». ولذلك، كان العلماء الكوريون يخجلون من أن يتحدثوا عن الثراء والجاه واعتبروهما من الرغبات الدنيوية المبتذلة.

قناع "تشو يونغ" الذي يرتدي قبعة مزخرفةبزهر الفاوانيا والخوخ.صور القناع واألزياء لرقصة "تشو يونغ" فيالكتاب الفني القديم "قانون الموسيقى" الذيأصدرته األكاديمية الملكية للموسيقى عام ١٤٩٣خالل عصر مملكة جوسون.

لوحة "تشيك غوري"، القرن التاسع عشر،بالحبر واللون على الورق، قياس ٣.٤٥ x٣.٣٢ سم، مجموعة شخصية.لوحات "تشيك غوري" مليئة بالرموز المتنوعةللسعادة والخير؛ يرمز الكتاب إلى النجاحالمهني، ويرمز البطيخ إلى كثرة األبناء، ويرمزالخوخ إلى طول العمر، فيما يرمز زهر اللوتسإلى السعادة.

الأخلاق الكونفوشيوسية
في القرن التاسع عشر، تغيرت الأجواء الاجتماعية في مملكة جوسون وأصبحت زهرة الفاوانيا تحظى بشعبية واسعة بين أفراد الشعب الكوري حيث كانوا يضعون لوحات زهرة الفاوانيا في البيوت ويزينون بها الحفلات انطلاقا من إيمانهم بأنها تبث السعادة والفرح في المكان الذي تكون فيه. وذلك نتيجة للتغير في الوعي لدى العلماء الكوريين بعد أن شهدوا مآسي الحروب التي شنتها اليابان والصين على كوريا واحدة تلو الأخرى. وقبل الحروب، كان العلماء الكوريون يصرون على الحفاظ على ضوابط الأخلاق الكونفوشيوسية الصارمة ويميلون إلى الأشياء الفلسفية، غير أن الحروب جعلتهم يدركون رغباتهم العلمانية. وكانت آمالهم بالسعادة أقوى من شعوب شرق آسيا الأخرى رغم أنهم تأخروا في إدراك رغبتهم في السعادة.

لكن ذلك لا يعني أن المجتمع الكوري تخلى عن الأخلاق الكونفوشيوسية تماما، بل إن الكوريين حينها كانوا يسعون إلى الجمع بين تحقيق السعادة والالتزام بالأخلاق الكونفوشيوسية التقليدية. وتشير لوحات «مين هوا» إلى جهودهم الدؤوب لترجمة أمنياتهم بالخير والسعادة على الطريقة الكونفوشيوسية الأخلاقية. ولوحات الخط المصورة المسماة «مونجا دو» خير مثال على ذلك. كانت لوحات الخط المصورة التي تحمل في الغالب الآمال بالسعادة والنجاح وطول العمر منتشرة في دول شرق آسيا، بينما لوحات الحروف المصورة التي سادت في المجتمع الكوري سلطت الضوء على القيم الكونفوشيوسية الرئيسة، وهي البر بالوالدين والصداقة بين الإخوة والولاء للملك والإخلاص والتمسك بالعادات والعدالة والنزاهة والإحساس بالخجل عند اقتراف فعل مَعيب.

مع ذلك، فقدت القيم الكونفوشيوسية تدريجيا أهميتها في لوحات الخط المصورة مع مرور الوقت، وحلت رموز الأزهار والطيور محلها. بعبارة أخرى فإن الرسامين ركزوا جهودهم على تزيين الحروف بأشكال متنوعة ملونة ترمز إلى السعادة والخير بدلا من إبراز المعاني الأخلاقية التي تمثلها الحروف. وبالتالي، أصبحت لوحات الخط المصورة الكورية فريدة من نوعها لأنها تعرض رغبات الناس في تحقيق السعادة والحفاظ على القواعد الأخلاقية في آن واحد.

أصبحت لوحات «مين هوا» أكثر تنوعا من حيث الموضوعات وأساليب الرسم في القرن التاسع عشر حيث ازداد الطلب على اللوحات من جميع الطبقات الاجتماعية نظرا لازدهار التجارة وتحسن الأوضاع الاقتصادية.

جزء من "لوحتي التنينوالنمر"، القرن التاسععشر، بالحبر واللون على٥٩الورق، قياس ٥.٩٨ xسم، مجموعة شخصية.هذا هو جزء من العملالمكون من لوحتين؛ وتصوراللوحة األخرى نمرا. يبدوالتنين والنمر في هاتيناللوحتين مضحكين وليسامخيفين. ويؤمن الكوريونبأن التنين يطرد األرواحعد التنين، بشكلُالشريرة، ويخاص، حارسا لنظام الكونالمسمى بدارما في البوذيةستخدم لتزيينُوكثيرا ما يالمعابد والمواد البوذية.

مشاعر إيجابية
تتسم لوحات «مين هوا» الكورية التي رُسمت للتعبير عن الأمنيات بالسعادة بالألوان الفاتحة وبالمشاعر الدافئة التي تحملها. مما جعل مشاهدي هذه اللوحات المبهجة يشعرون بالسعادة والفرح.

في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت مملكة جوسون تتدهور سياسيا واقتصاديا لأن القوى الغربية، وعلى رأسها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، حاولت أن تسيطر عليها وتسلبها سيادتها، فضلا عن اليابان التي في نهاية المطاف ضمت كوريا بشكل غير قانوني، واعتبرتها جزءا من الأراضي اليابانية. ومع ذلك، لم تؤثر هذه الأجواء الكئيبة على لوحات «مين هوا» التي رُسمت في تلك الحقبة، بل ظلت تحمل مشاعر السعادة والفرح. ويشير ذلك إلى أن هذه اللوحات تعبر عن مشاعر الكوريين المتفائلة وإرادتهم القوية للتغلب على المصاعب والمشاق التي كانوا يواجهونها. بعبارة أخرى، كانت «اللوحات مبهجة وسط التاريخ المظلم».

في هذه الأيام، عادت لوحات «مين هوا» تحظى باهتمام كبير من جديد مع ازدياد الحنين إلى الماضي لدى الكثير من الكوريين، واستقرت كنوع من أنواع الفنون التشكيلية الحديثة. في البداية، أولت ربات البيوت اهتماما بلوحات «مين هوا» كنوع من الهواية التي يمارسنها في وقت فراغ، إلا أنها أخذت تشهد تطورا مستمرا وازداد عدد الفنانين المتخصصين فيها بشكل كبير. ويعود سبب ذلك بشكل رئيس إلى اعتقاد الناس بأنها تجلب السعادة والفرح. انبثقت لوحات «مين هوا» من المعتقدات الشامانية، إلا أن صورها المبهجة السعيدة تثير المشاعر الإيجابية من الفرح في قلوبنا. وأعتقد أن ذلك هو سبب قوة لوحات «مين-هوا» التي تعيش اليوم عصرها الذهبي الثاني.

مهندس شغوف..يبعث الحياة في لوحات «مين هوا»

انبعثت لوحات «مين هوا» من جديد في العصر الحديث بفضل جهود «جو جا-يونغ» الذي كرّس حياته لجمع لوحات «مين هوا» والبحث فيها وسعى إلى نشرها بين عامة الناس. درس «جو» الهندسة المعمارية والهندسة المدنية في جامعة أمريكية، وظلت حياته تسير بشكل اعتيادي حتى ذلك اليوم الذي صادف فيه لوحة النمر في أحد متاجر التحف في منطقة إنسا دونغ التراثية من العاصمة الكورية سيول، هنالك تغيرت حياته وانقلبت رأسا على عقب.

جونغ بيونغ-مو أستاذ زائر في قسم التراث الثقافي بجامعة غيونغ جو

 

إذا نظرنا إلى السيرة الذاتية للمهندس «جو جا-يونغ»، سنتساءل من أين أتى اهتمامه بلوحات «مين هوا»، وهو الطالب الذي ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٤٧ لدراسة الهندسة المدنية في جامعة فاندربيلت وحصل على شهادة الماجستير في الهندسة المعمارية من جامعة هارفارد.

رجع «جو» إلى كوريا عام ١٩٥٤ حيث كان المجتمع الكوري آنذاك يحاول التعافي من الدمار والخراب الذي خلّفته الحرب الكورية. وشارك في مشاريع معمارية عدة، منها مشروع مصنع الإسمنت الذي نفذته وكالة الأمم المتحدة لإعادة إعمار كوريا في منطقة مون غيونغ.

ذات يوم، رأى بوابة معبد «بوم وو» البوذي فتركت انطباعا قويا لديه لبنيتها المعمارية الفريدة من نوعها التي تتسم بوضع أربع دعائم في صف واحد لدعم السقف الثقيل. وأثارت تلك الخبرة اهتمامه بالمعمار الكوري التقليدي وجعلته يقوم بجولة على عدة المناطق من كوريا للبحث في المباني الكورية التقليدية. كما أنه كان مشغولا في جمع بلاط الأسقف الكورية التقليدية التي تُستخدم لبناء المباني الكورية تقليديا.

اشترى «جو» قوالب كعك الأرز التقليدية من متجر تحف في منطقة إنسا دونغ التراثية، فأعجبته ورقة الغلاف التي كانت تغلفها. وجد في هذه اللوحة لمسة الحداثة مثل لوحات بيكاسو. وأحب صورة النمر الذي تصوره اللوحة بطريقة فكاهية بقصد التسلية رغم أن النمر حيوان مفترس مخيف للغاية. اليوم، أصبحت لوحة النمر وطائر العقعق تمثل لوحات «مين هوا» الكورية. وتُعد صورة النمر في هذه اللوحة أصل التميمة الرسمية لأولمبياد سيول لعام ١٩٨٨ التي تُسمى بـ»هودولي».

بالإضافة إلى ذلك، لاحظ السيد «جو» مفهوم الكون لدى الأسلاف الكوريين وأسلوب الرسم المميز في اللوحات الكورية القديمة عندما رأى لوحة «جبل غوم غانغ». ورأى أن هذه اللوحة لا تهتم بوصف المناظر بدقة بل تركز على مفهوم الكون الذي ترمز إليه ١٢ ألف قمة جبل شاهقة. بعبارة أخرى، فإنه رأى في هذه اللوحة الفلسفة والمعتقدات الإحيائية التي تحملها.

لوحة النمر وطائر العقعق"، أواخر القرن التاسع عشر، بالحبر واللونُوم سامسونغ للفنون.على الورق، قياس ٥.٩١ x ٥.٥٤ سم، متحف ليُشارهذه هي اللوحة التي غيرت حياة "جو جا-يونغ" رأسا على عقب. ويإلى أن التميمة الرسمية ألولمبياد سيول لعام ١٩٨٨" ُ هودوري" صممت علىأساس شكل النمر في هذه اللوحة.

جزء من "ثماني لوحات متسلسلة لجبل غوم غانغ"، مجهولة التاريخ،بالحبر واللون على الورق، قياس ٣.٥٩ x ٤.٣٣ سم )لكل لوحة(،متحف الفلكلور الوطني الكوري.تصور هذه اللوحة شالل التنانين التسعة المسمى "غوريونغ بوغبو" وتعكساألسلوب الفريد لرسم المناظر الطبيعية الذي ابتكره جونغ سون )١٦٧٦-١٧٥٩م( الفنان الملكي في مملكة جوسون.

لوحات ذات وظائف عملية
بذل «جو» كل جهوده في إثارة اهتمام عامة الناس بلوحات «مين هوا» ونظم المعارض المتعلقة بها ١٧ مرة في كوريا و١٢ مرة في خارجها. وجدير بالذكر أنه أقام العديد من المعارض في الولايات المتحدة الأمريكية، منها معرض « آثار جبل غوم غانغ» (١٩٧٦م، مركز الشرق والغرب التابع لجامعة هاواي) ومعرض «روح النمر» (١٩٨٠م، متحف جامعة واشنطن في سياتل) ومعرض «التنين الأزرق والنمر الأبيض» (١٩٨١م، متحف أوكلاند للفنون) ومعرض «عين النمر» (١٩٨٠م، متحف لاهويا العام في لوس إنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية) ومعرض «حراس السعادة» (١٩٨٢م، متحف لوس أنجلوس العام)، وتشير عناوين هذه المعارض إلى ما أراد أن يؤكده من سمات لوحات «مين هوا» الكورية. كما أنه نشر الكثير من الكتب المتعلقة بها وترجمها إلى الإنجليزية واليابانية.

اعتقد «جو جا-يونغ» أن لوحات «مين هوا» تسلط الضوء على كون الإنسان الحقيقي هو ذلك الذي لا يمكن حصره بالمفاهيم الاجتماعية الهيكلية، واعتبر كل اللوحات التي تصور حياة الإنسان ومشاعره تنتمي إلى لوحات الفن التشكيلي الشعبي. ووفقا لنظريته هذه، تشمل لوحات «مين هوا» اللوحات الملكية التي رُسمت للأغراض العملية مثل التزيين أو التسجيل أو ممارسة الطقوس، فضلا عن اللوحات الدينية مثل اللوحات البوذية أو الشامانية. وجدير بالذكر أن مفهوم اللوحات الشعبية عند «جو» يختلف عن مفهومها عند الفنانين الآخرين، ومنها مفهوم «فن الشعب» للفنان البريطاني ويليام موريس ومفهومها عند الفنان الياباني ياناغي مونيوشي، ورأى «جو» أن اللوحات الشعبية تشمل جميع اللوحات الفنية ذات الوظائف العملية التي لا تنتمي إلى الفنون الجميلة. في الواقع، لقد سعى «جو» إلى تعزيز مكانة اللوحات الشعبية بتوسيع نطاق مفهومها، إلا أن رأيه لم يلق القبول ووجه له النقاد والمتخصصون الكوريون في الفنون الذين يميزون بين اللوحات الملكية واللوحات الشعبية سهام نقدهم.

س جو جا-يونغ كلكرحياته إليجاد أصل الثقافةالكورية التقليدية منذوقوعه في حب لوحةالنمر التي رسمها فنانمجهول، رغم أنه درسالهندسة المدنية والهندسةالمعمارية في الوالياتالمتحدة األمريكيةوشارك في المشاريعالمعمارية المميزة بعدعودته إلى كوريا.

الإيمان بالإله سامسين
أصبح «جو» يحب جميع أنواع لوحات «مين هوا» منذ أن صادف لوحة النمر وطائر العقعق وبدأ يفكر في الروح التي تحملها هذه اللوحات. وحاول الوصول إلى أصل الفنون الكورية بالبحث في لوحات «مين هوا»، وفي نهاية المطاف استنتج أن أصل الفلسفة الكورية التي تعتمد عليها الفنون الكورية يعود إلى الإيمان بالإله سامسين، إله الولادة، الذي يُعد من المعتقدات الشامانية القديمة. وقال «جو» عن رحلته لإيجاد أصل الفنون الكورية ما يلي:

«بحثت في دو قاي بي، وهو كائن خرافي كوري، والنمر وإله الجبل والسلحفاة للوصول إلى أصل ثقافتنا التي تعبر عن نفسها في الثقافة الشعبية. سافرت كثيرا لجمع الكتب القديمة والبيانات المتنوعة وأسست متحفا وذهبت إلى خارج البلاد للترويج لها وأخيرا أنشأت معبد سامسين ونظمت حركة إحياء الثقافات القروية المفقودة. وكل ذلك لإيجاد أصل ثقافتنا.» (جو جا-يونغ، «البحث عن أصل ثقافتنا»، ٢٠٠٠م، دار آنغرافيكس للنشر)

في عام ٢٠٠٠، أقام معرض «دو قاي بي الكبير والتنين والنمر» للأطفال الذي حلم به مدة طويلة. لكن وافته منيته في هذا المعرض المليء بلوحات «مين هوا» بسبب نوبة قلبية. في هذه الأيام، تنظم مؤسسة «جو جا-يونغ» التي أُسست تكريما له عام ٢٠١٣، مهرجان «داي غال» الثقافي كل سنة في مركز غانا للفنون الواقع في منطقة إنسا دونغ في سيول. سعى «جو جا-يونغ» إلى البحث عن أصل الثقافة الكورية من خلال لوحات «مين هوا» وكرّس حياته للترويج لها داخل البلاد وخارجها ليترك لنا آثارا لا تُنسى من تاريخ الفنون الكورية.  

جونغ بيونغ-موأستاذ زائر في قسم التراث الثقافي بجامعة غيونغ جو

전체메뉴

전체메뉴 닫기