메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features > 상세화면

2020 SUMMER

موضوع العدد

ما قبل كي-بوب: الموسيقى الشعبية خلال الحرب الكوريةموضوع العدد 5الموسيقى الشعبية الكورية
في عصر الإعلام الجديد

شهدت البيئة المحيطة بالموسيقى الشعبية الكورية تغيرا كبيرا في القرن الحادي والعشرين لتصبح أكثر تنوعا من أي وقت مضى. وفي عصر الهواتف المحمولة هذا، لا يقتصر نطاق وسائل الإعلام على القنوات التلفزية وغيرها من وسائل الإعلام التقليدية، بل إنه يشمل وسائل الإعلام الجديدة، بما فيها شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع البث الحي الإلكترونية المعروفة بالوسائط المتدفقة.

تتسم الموسيقى الشعبية الكورية اليوم بالتعدد في الأنواع والتنوع في الأساليب، كما أنه لا معنى لتحديد الأنواع السائدة في عصرنا الحالي الذي يُدعى بعصر الإعلام الجديد. واليوم يستخدم معظم محبي الموسيقى المواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات البث الحي. وقوائم ترتيب الأغاني التقليدية التي تحصي مبيعات الألبومات لا تعكس اتجاهات سوق الموسيقى الشعبية بدقة. ومن ناحية أخرى، فإن قوائم ترتيب الأغاني التي تقدمها المواقع الإلكترونية للبث الحي تفتقر إلى الدقة والمصداقية لأن نتائجها قد تكون مشوهة نظرا لتدخّل المعجبين لفرق آيدول فيها الذين يستمرون بالاستماع إلى أغاني نجومهم على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع على هذه المواقع لكي تحتل أغانيهم مراكز متقدمة في القائمة. ولهذا السبب، تُعد هذه القوائم مجرد «ملعب فرق آيدول» بالنسبة للموسيقيين الذين ليس لديهم معجبون متحمسون.

مع ذلك، ما زال هناك موسيقيون غير فرق آيدول يحتلون مراكز متقدمة في قوائم ترتيب الأغاني الشعبية. ويشير ذلك إلى أن الظهور المتكرر في برامج التلفزة ووجود المعجبين المتحمسين ليسا من العوامل الأساسية في احتلال المراتب المتقدمة في القوائم الموسيقية ما دام الموسيقيون يمتلكون مواهب حقيقية. هناك ثلاثة عوامل رئيسة ينبغي أخذها بعين الاعتبار لفهم أوضاع الموسيقى الشعبية الكورية اليوم، وهي برامج المسابقات التلفزية التي تشهد صعودا وهبوطا منذ ظهورها، والوكالات الموسيقية الكبيرة التي تحتضن فرق آيدول، ووسائل الإعلام الجديدة وانتشار شبكات الإنترنت.

التغير في اتجاهات سوق الموسيقى الشعبية
أقامت قناة إم بي سي التلفزية الكورية الدورة الأولى من المهرجان الموسيقي الجامعي عام ١٩٧٧. وكان الشباب الكوريون يرون أن هذا المهرجان الموسيقي يمثل نافذة الأمل لهم لأنه بث حيوية جديدة في الثقافة الشعبية الكورية التي شهدت تراجعا حادا بعد فضيحة تعاطي الحشيش عام ١٩٧٥ التي تورط فيها العديد من الموسيقيين. وفي الدورة الأولى، ذهبت الجائزة الأولى إلى فرقة «ساند بيبلز» التي قدمت أغنيتها «ماذا عليّ أن أفعل». وخلال السنوات التالية، كانت الجائزة الأولى في هذا المهرجان مفتاح النجاح والشهرة للعديد من الشباب والفرق الفنية.

لقد فقد المهرجان الموسيقي الجامعي تميّزه وبَريقه بحلول منتصف التسعينيات من القرن الماضي عندما ظهرت العديد من الوكالات الترفيهية التي غيرت اتجاهات سوق الموسيقى الشعبية الكورية بشكل تام. والآن يذهب الشباب الكوريون الذين يريدون أن يصبحوا نجوما إلى الوكالات الترفيهية ويتلقون التدريب فيها لسنوات طويلة منتظرين أن يتمّ اختيارهم أعضاء في فرقة الفتيان أو الفتيات. في حين، يتجه بعض الشباب الذين يرفضون القيود والتدريب النمطي إلى الأندية الموسيقية في حي «هونغ داي» الثقافي لأداء موسيقاهم الخاصة.

كما أن انتشار خدمات الإنترنت أحدث تغيرا جذريا في سوق الموسيقى الشعبية الكورية. وحلت الملفات الصوتية المعروفة بـ»إم بي ٣» محل الأقراص المدمجة أو أقراص السي دي. وأصبح الناس لا ينفقون نقودا كثيرة على شراء الألبومات المادية لأن ملفات إم بي ٣ سهلة التحميل عبر الإنترنت ودون مقابل مالي، ويستخدمون الملفات الموسيقية التي ينزلونها من الإنترنت كموسيقى خلفية لحساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو نغمات الرنين في الهواتف المحمولة.

بالتالي، شهدت مبيعات الألبومات المادية تراجعا مستمرا بسبب وجود الوسائل غير القانونية لتحميل الموسيقى عبر الإنترنت. لكن الهواتف الذكية التي بدأ انتشارها بحلول عام ٢٠١٠ غيرت اتجاهات السوق مرة أخرى، فأصبح الناس يستمعون إلى الأغاني الشعبية على المنصات الإلكترونية التي توفر خدمات البث الحي للأغاني بدلا من تنزيل الملفات الصوتية عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، بدأت سوق الموسيقى الرقمية تنمو تدريجيا.

أصبح الناس يستمعون إلى الأغاني الشعبية على المنصات الإلكترونية التي توفر خدمات البث الحي للأغاني بدلا من تنزيل الملفات الصوتية عبر الإنترنت. ونتيجة لذلك، بدأت سوق الموسيقى الرقمية تنمو تدريجيا.

أسماء غير مشهورة تتصدر قائمة ترتيب الأغاني
أصبحت المنصات الإلكترونية للبث الحي وسيلة سائدة للاستماع إلى الأغاني الشعبية الكورية منذ منتصف العقد الثاني من هذا القرن ولكل منها قائمة لترتيب الأغاني الخاصة بها. ومن اللافت للاهتمام أن بعض الموسيقيين الذين يظهرون في القائمة ليسوا من فرق آيدول ولا من الضيوف المنتظمين على البرامج التلفزية. وغالبا ما يغني هؤلاء الموسيقيون أغاني البالاد أو أغاني الاكوستيك ويتسمون بالأصوات الحلوة الجذابة. بعبارة أخرى فإن هؤلاء الموسيقيين الذين يُطلق عليهم لقب «ذوي الأصوات الحلوة» يمثلون «موسيقى الاستماع» خلافا لفرق آيدول التي تمثل «موسيقى المشاهدة». ويشير ذلك إلى أنهم ورثوا تقاليد «نجوم البث الإذاعي».

ومن أمثلة هؤلاء الموسيقيين، المغنية «هايز» التي طرحت أول أغنياتها عام ٢٠١٥ واكتسبت شعبية بشكل تدريجي حتى احتلت المركز الأول في قائمة ترتيب الأغاني الشعبية بأغنيتيها «لا ترجع إلي» و»تلك النجمة»، وفرقة «بول بال غان ٤» المكونة من فتاتين التي لم تحظ باهتمام كبير في البداية لكنها تصدرت القائمة بأغنيتها «أعطيك الفضاء».

يعود السبب الرئيس لنجاح هؤلاء الموسيقيين إلى تداول أسمائهم على الألسنة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن سر نجاحهم يكمن في أغانيهم التي تتسم بالألحان اللطيفة والكلمات الجميلة والأصوات التي تلقى صدى طيبا في القلوب على عكس فرق آيدول التي تجذب أنظار الناس بأداء العروض الفاخرة. ويقول البعض إن عصر الراديو والبث الإذاعي انتهى، إلا أنني أعتقد أن الطلبات التي يتم تلبيتها من خلال البث الإذاعي ما تزال موجودة على المنصات الجديدة. ووجود هؤلاء الموسيقيين الذين يتصدرون قوائم الأغاني خير دليل على ذلك.

عودة برامج المسابقات الغنائية
عادت برامج المسابقات الغنائية إلى شاشات التلفزة عام ٢٠٠٩ ببث البرنامج التلفزي «سوبر ستار كي» في شبكة «إم نت» للموسيقى. وكان يتيح المشاركة في المسابقة لجميع الفئات العُمْرية ولم يركز البرنامج على قدرتهم على الغناء فحسب، بل سلط الضوء على قصصهم الشخصية التي قد تثير الشجن والدموع أيضا. كما أن هذا البرنامج تبنى نظام التصويت فأصبح بإمكان المشاهدين أن يصوتوا لصالح المشاركين المفضلين لديهم وانعكست أصواتهم على النتيجة إلى جانب قرار لجنة التحكيم. وحظي الفائز في الموسم الأول من البرنامج «سو إين-غوك» بشعبية كبيرة. وكذلك، حصل الفائزون الآخرون في المواسم التالية على الشهرة الكبيرة بفضل هذا البرنامج.

لقد أدى النجاح الكبير الذي حققه برنامج «سوبر ستار كي» إلى ظهور سلسلة من البرامج التلفزية للمسابقات الغنائية، ومنها برنامج «كي-بوب ستار» الذي بثته قناة «إس بي إس» منذ عام ٢٠١١ وبلغ عدد مواسمه ٦ ، وبرنامج «أريني المال» الذي بثته شبكة «إم نت» للموسيقى وبلغ عدد مواسمه ٨ مواسم حتى عام ٢٠١٩. كما أن برنامج «إنتاج ١٠١» الذي بدأ موسمه الأول عام ٢٠١٦ حقق نجاحا كبيرا وظهر نوع جديد من المشاهدين خلال بثه. إذ لم يبقَ المشاهدون جالسين في بيوتهم يتابعون فقرات المسابقة من خلال الشاشة، بل إنهم ذهبوا إلى المسرح الذي تجري عليه المسابقة ورفعوا اللافتات لتشجيع المشاركين المفضلين لديهم، وفوق ذلك نشطوا في المجتمعات على المواقع الإلكترونية منوهين بنقاط القوة والموهبة لدى المشاركين المفضلين لديهم لتشجيع الآخرين على التصويت لصالحهم.

وقد أدى هذا الربط الوثيق بين المعجبين والموسيقيين والقنوات التلفزية إلى تحويل المسرح الموسيقي إلى ساحة للمنافسة الشرسة كالرياضة، فأصبح الموسيقيون الذين لا ينتمون إلى الوكالات الترفيهية الكبرى ينافس بعضهم بعضا مثل المصارعين على المدرجات الرومانية. كما أن المشاهدين يتفرجون على منافساتهم وهم يهتفون بصوت عال تشجيعا لهم. وهذا من مشاهد الموسيقى الشعبية الكورية اليوم.

نهضة أغاني «التروت»
لم تكن أغاني «التروت» من الأنواع السائدة من الموسيقى الشعبية الكورية حتى وقت قريب. ولم تزد حصتها في سوق الموسيقى الرقمية عن واحد في المائة عام ٢٠١٩. وفي العادة كانت ألبومات «التروت» تُباع في محطات الاستراحة التي تقع على الطرق السريعة وليس في متاجر الموسيقى. كما أن الفضاء الذي كانت تتحرك فيه أغاني «التروت» كان يقتصر على المهرجانات المحلية الصغيرة. ومع ذلك، شهدت أغاني «التروت» نهضة غير متوقعة ويعود الفضل في ذلك جزئيا إلى قوة الإنترنت.

بدأت نهضة أغاني «التروت» بالممثل الكوميدي المشهور «يو جاي-سوك» الذي يمثل الشخصية التلفزية الأكثر شعبية في كوريا. وفي عام ٢٠١٩، تحوّل «يو» إلى مغني «تروت» باسم مستعار هو «يو سان-سول» في البرنامج التلفزي بعنوان «اقض وقتك مع يو» الذي تبثه قناة إم بي سي وكشف عن أغاني التروت الجديدة وقدم عروضا أمام الجمهور. وبفضل نجاح هذا البرنامج، فاز بجائزة أفضل فنان جديد في حفل توزيع الجوائز الذي أقامته قناة إم بي سي عام ٢٠١٩ بصفته «يو سان-سول» وليس «يو جاي-سوك». كما أن أغانيه حققت نجاحا مذهلا واحتلت مرتبة متقدمة في قوائم الموسيقى الرقمية وأشارت إلى القدرة الكامنة لأغاني «التروت» على أن تصبح نوعا صاعدا في صناعة الترفيه.

علاوة على ذلك فإن البرنامج التلفزي لمسابقة الغناء «السيدة تروت» الذي تم بثه في قناة «تي في جوسون» عام ٢٠١٩ أضاف زخما جديدا لنهضة أغاني «التروت». وتحولت الفائزة «سونغ غا-إين» من مغنية مغمورة إلى نجمة مشهورة بين عشية وضحاها. وتسعى هذه المغنية الشابة التي تتحدى الاتجاهات السائدة لأغاني التروت إلى الحفاظ على أسلوبها الأصلي، وتركت انطباعا طيبا في قلوب المشاهدين وجذبت الكثير من المعجبين المتحمسين لها وكان معظمهم في منتصف العمر أو من كبار السن. ويسعى هؤلاء المعجبون إلى تشجيع نجمتهم «سونغ غا-إين» مثل المعجبين المتحمسين لفرق آيدول.

وطرحت قناة «تي في جوسون» التلفزية نسخة مُذَكَّرَة من برنامج مسابقة الغناء وبثته من يناير إلى مارس من هذا العام تحت عنوان «السيد تروت». وشهد البرنامج ميلاد النجم الجديد «إيم يونغ-وونغ». وقد حقق «السيد تروت» نجاحا أكبر من النجاح الذي حققته «السيدة تروت» لأنه جذب أنظار الكوريين منذ البداية خلافا لبرنامج «السيدة تروت» الذي فشل في البداية في لفت الانتباه بسبب عدم التنوع في المشاركات. وأظهر المشاركون في «السيد تروت» مهاراتهم المتنوعة التي تتناسب مع اتجاهات العصر وجذبوا أنظار المشاهدين بأداء الغناء والرقص معا. وسجلت نسبة المشاهدة للحلقة الأخيرة منه رقما قياسيا تجاوز ٣٥ في المائة. وتشير هذه النسبة إلى أن مشاهدي البرنامج التلفزي لم يكونوا من فئة الأشخاص في منتصف العمر ومن كبار السن فحسب، بل شاهده الشباب أيضا.

وللفائزيْن في كلتا المسابقتين نقطة التقاء، وهي الابتعاد عن اتجاهات «التروت» المعاصرة التي تتسم بتبني خصائص الأنواع الموسيقية الأخرى في أغاني «التروت». وسعى هذان المغنيان إلى اتباع أساليب «التروت» الكلاسيكية التي سادت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حيث وصلت أغاني «التروت» إلى ذروتها بظهور النجوم الأسطوريين مثل المغنية «لي مي-جا» والمغني «نا هون-آه». ولاقت تقنياتهما الغنائية التي تُعد قديمة صدى كبيرا في قلوب المشاهدين.

وتشهد أغاني «التروت» نهضة جديدة بفضل ظهور النجوم الشباب الذين يحظون بإقبال كبير ليس من الجيل القديم فقط، بل من الجيل الجديد أيضا. ومن ناحية أخرى فإن النجوم المنسيين يجدون معجبين جددا على الفضاء الرقمي بفضل موقع اليوتيوب الذي يجعل الناس يتخطون الفارق الزمني الذي يفصل بينهم في الحاضر وبين المغنين في الماضي. وبذلك أصبحت أغاني «السيتي بوب» التي كانت سائدة في الثمانينيات من القرن الماضي تحظى بشعبية في وقتنا الحالي، كما أن الأغاني الراقصة التي كانت مشهورة في التسعينيات من القرن الماضي تعود للظهور على مسرح الإنترنت.

كيم جاك-غاناقد موسيقي وعضو لجنة التحكيم في جائزة الموسيقى الكورية

전체메뉴

전체메뉴 닫기