메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features > 상세화면

2020 SUMMER

موضوع العدد

ما قبل كي-بوب: الموسيقى الشعبية خلال الحرب الكوريةموضوع العدد 4من مغني الروك الأسطوري سين
جونغ-هيون إلى الفرق المستقلة

واجهت أغاني الروك الكورية تحديات كبيرة وصعوبات بالغة منذ نشوئها واستمرت معاناتها لسنوات طويلة، لكنها أصبحت الآن ضمن أنواع الموسيقى الشعبية الكورية الرئيسة. ويعود الفضل في ذلك إلى الجهود المستمرة لفرق الروك الكورية المتنوعة التي كانت ولا تزال تطرح أغاني جميلة تشير إلى تميزها الموسيقي.

في عام ١٩٦٤، شهدت فرقة البيتلز البريطانية إقبالا كبيرا من الولايات المتحدة الأمريكية حتى أُطلق على نجاحها ذاك نَعْت «الغزو البريطاني»، في حين فشلت فرق الروك الكورية في جذب أنظار الشعب الكوري رغم محاولاتها الجريئة. حينئذ، شكّل المغني «سين جونغ-هيون» الذي يُطلق عليه حاليا لقب «أبو الروك الكوري» فرقة الروك المسماة بـ»ذي إد فور» وطرحت أول ألبوم لها من أغاني الروك الكوري إلا أنه لم يجد إلا الفشل وتجاهل الجمهور.

لم يهتم الشعب الكوري بموسيقاه الجديدة إلا أنه حظي بشعبية كبيرة منذ ظهوره الأول في عروض الجيش الأمريكي الثامن عام ١٩٥٥ وكان يُعرف عنه بأنه تعلّم تقنية عزف الجيتار على نفسه. في وقت لاحق، أعاد المغني «سين» إصدار الألبوم الأول مُجدَّدا بالتعاون مع المغني «سو جونغ-غيل»، لكن ردود فعل الجمهور عليه ظلت فاترة ومخيّبة للآمال. وكان من ضمن أغنيات الألبوم أغنية «امرأة تحت المطر» و»فنجان من القهوة»، وعلى الرغم من أن أغاني هذا الألبوم تُعتبر حاليا من الأغاني المهمة التي فتحت عهدا جديدا في تاريخ الموسيقى الشعبية الكورية، فإنها لم تنلْ اهتمام الجمهور الكوري إلا بعد مرور وقت طويل. بعبارة أخرى فإن موسيقى الروك الكورية بدأت من الفشل.

الروك على الطراز الكوري
في ذلك الوقت، لم تكن تُسمع أغاني الروك إلا في الأندية الموسيقية داخل معسكرات القوات الأمريكية أو عدد قليل من المقاهي الموسيقية الكورية. كما أن القائمين على صناعة الموسيقى الشعبية وصناعة البث والإذاعة لم يفهموا أغاني الروك وكانوا يفتقرون إلى التقنيات المطلوبة لتسجيل الصوت بشكل جيد. حينئذ، شعر المغني «سين» بإحباط كبير حتى أنه فكّر في أن يغادر إلى فيتنام لتقديم العروض أمام الجنود الأمريكيين الذين يفهمون موسيقاه ويستمتعون بها. لكنه لم يغادر كوريا، بل شارك في إنتاج ألبوم لفرقة «بيرل سيستارز»، يعني اسمها حرفيا «أخوات اللؤلؤ»، فحقق ألبومها نجاحا كبيرا، مما كان سببا بأن يُطلق عليه «أبو الروك الكوري» اليوم.

في عام ١٩٦٧، بعد ثلاث سنوات من الظهور المخيّب للآمال لفرقة «ذي إد فور» ، عُقدت مسابقة الغناء بين الفرق الموسيقية في حلبة «دونغ داي مون» للتزلج على الجليد لأول مرة برعاية المجلة الموسيقية «بوبس كوريانا» التي تُعد أول مجلة كورية متخصصة في شؤون الموسيقى الشعبية. كما أن مجموعة «بلاي بوي» للإنتاج الموسيقي أقامت كأس «بلاي بوي» لمسابقة الغناء خلال الفترة ما بين عامي ١٩٦٩ و١٩٧١م في قاعة مواطني سيول التي تحول اسمها فيما بعدُ إلى مركز سيجونغ للفنون المسرحية . وحققت المسابقة التي شاركت فيها ١٧ فرقة موسيقية وحضرها ٤٠ ألف متفرج نجاحا كبيرا وبثت حيوية جديدة في الموسيقى الشعبية الكورية. وقدمت هذه المسابقات فرصة لمن صقلوا مهاراتهم في الغناء خلال عروض الجيش الأمريكي الثامن وساعدتهم في الوصول إلى الجمهور. وفي هذه الأجواء، أخذت فرق الروك تتحلى بقدرة تنافسية تدريجيا.

شكّل المغني «سين جونغ-هيون» فرقة جديدة تُسمى «سين جونغ-هيون والأصدقاء» عام ١٩٧٤ وفي الربيع التالي أصدرت الفرقة أول ألبوم لها ويحتوي على أغنية «الجميلة» التي تتسم كلماتها بالبساطة والسهولة وألحانها قصيرة عذبة. وقد بلغت مبيعاته ١٠٠ ألف نسخة رغم أن سوق الموسيقى الشعبية كانت تعاني من ركود ملحوظ في ذلك الوقت. كما أن فرقة «الفراشة السوداء» أطلقت ألبوما يحتوي على أغنية «أنت لا تعرف» ووصلت مبيعاته إلى أكثر من ٥٠ ألف نسخة. ويشير ذلك إلى الصعود المذهل الذي حققته أغاني الروك الكورية خلال عشر سنوات لتعزز مكانتها في صناعة الموسيقى الشعبية الكورية.

وكانت فرق الروك الكورية التي ظهرت في تلك الفترة تتميز بجودة العزف والغناء ولا يقلّ مستواها عن فرق الروك الغربية المشهورة. وأظهر أعضاء فرقة «كويس تونس» التي أنشأها «سين جونغ-هيون» عام ١٩٧٠ مهاراتهم في العروض حيث قدّموا ترجمتهم الفريدة لأغنية «في حديقة الجنة» التي طرحتها في الأصل فرقة «الفراشة الحديدية» الأمريكية. كما أن فرقة «ذا مان» التي تم تشكيلها عام ١٩٧٢ كانت تشتهر بالعزف السريع الرائع. وعلاوة على ذلك، سعت العديد من فرق الروك الكورية إلى الاطلاع على كل جديد في اتجاهات أغاني الروك العالمية واستيعابه وصقلت مهاراتها لتخلق نوعا كوريا خاصا من الروك يميز بينها وبين الأنواع الأخرى. بعبارة أخرى، فإن أغاني الروك الكورية وصلت إلى ذروتها في النصف الأول من عقد السبعينيات من القرن الماضي.

الأيام المظلمة والنهضة الجديدة
مع كل هذا التقدم الذي أحرزته أغاني الروك الكورية، فقد شهد هذا النوع من الفن الكوري تراجعا كبيرا لأن الحكومة العسكرية الدكتاتورية لـ»باك جونغ-هي» فرضت قيودا صارمة عليها بذريعة «تنقية العروض والأغاني الشعبية» منذ عام ١٩٧٥. واُعتقل المغني «سين جونغ-هيون» بتهمة تعاطي الحشيش فأصبحت معظم أغانيه محظورة. واقعيا، طُرد «سين» من صناعة الموسيقى الشعبية تماما. كما أن العديد من الموسيقيين الآخرين عانوا من القمع والتضييق، مما جعل النصف الأخير من السبعينيات من القرن الماضي أياما مظلمة لأغاني الروك الكورية. وأدى هذا التراجع الكبير الذي استمر لسنوات طويلة إلى تخلي الكثير من مغني الروك الكوريين عن العمل الموسيقي تماما.

لكن بعد مرور بعض الوقت، ظهرت فرق الروك الجديدة ثم جذبت أنظار الجمهور من جديد. وحظيت هذه الفرق بشعبية خلال مسابقات الغناء بين الطلاب الجامعيين التي تم بثها على التلفاز الكوري. ولفتت فرق الروك الجديدة انتباه الجمهور بفضل الكلمات والألحان البسيطة الصادقة التي ميزتها عن فرق الروك القديمة. وتُعد فرقة «سان وول ليم» التي ظهرت عام ١٩٧٧ خير مثال على ذلك. وتتكون هذه الفرقة من ثلاثة أشقاء؛ كيم تشانغ-وان (عازف جيتار ومغنٍ) وكيم تشانغ-هون (عازف جيتار البيس ومغنٍ) وكيم تشانغ-إيك (ضارب الطبل وضابط الإيقاع). وأزاحت الفرقة الظلام الذي كان يخيم على أغاني الروك الكورية وفتحت صفحة جديدة في تاريخها. وسجلت مبيعات ألبومها الأول حوالي ٤٠٠ ألف نسخة خلال عشرين يوما،واصطف الكثير من المعجبين بها في طابور طويل بلغ طوله حوالي خمسمائة متر لشراء التذاكر عندما أقامت حفلتها الموسيقية الأخيرة في فبراير عام ١٩٧٩. كما أن فرقة «الحب والسلام» التي تُعد من أفضل الفرق في أواخر السبعينيات من القرن الماضي حظيت بشعبية كبيرة أيضا. وأضحى من المستحيل ألا يختار النقاد الموسيقيون ألبومها الأول «لقد مر وقت طويل» لعام ١٩٧٨ ضمن قائمة أفضل ١٠٠ ألبوم موسيقي شعبي كوري.

لقد نجحت أغاني الروك الكورية في السبعينيات من القرن الماضي في تحقيق نهضة جديدة على الرغم من أنها شهدت أياما مظلمة في منتصف السبعينيات، ووضعت أساسا جديدا لازدهار أغاني الروك الكورية في الثمانينيات من القرن الماضي.

التنوع والتميز
شهدت ثمانينيات القرن الماضي ظهور أنواع مختلفة من الموسيقى الشعبية، منها نيو ويف والفانك وفيوزن وهارد روك وهيفي ميتال فسعى موسيقيو الروك الكوريون إلى مواكبة هذه المستجدات. وعلى وجه الخصوص، نالت فرقة «سونغ غول ماي» التي يعني اسمها « الصقر» شعبية واسعة بسبب أغانيها التي تتناغم فيها خصائص الموسيقى الشعبية الكورية مع الموسيقى الأمريكية. وظهرت هذه الفرقة في البرامج التلفزية والإذاعية عدة مرات، مما ساهم مساهمة كبيرة في رفع مكانة أغاني الروك الكورية.

من ناحية أخرى فإن فرقة «دول غوك هوا» التي يعني اسمها «زهر الأقحوان البري»، ومع أنها لم تظهر في البرامج التلفزية والإذاعية كثيرا إلا أنها أصبحت رمزا للموسيقى الشعبية الكورية في الثمانينيات من القرن الماضي. وغالبا ما كانت الفرقة تؤدي عروضها على المسارح الصغيرة وجذبت الكثير من المعجبين لها. وجدير بالذكر أن مزاياها لم تقتصر على قدرتها على تأليف الأغاني البارعة التي تتبنى خصائص الأنواع المختلفة من الموسيقى الشعبية كالروك والبلوز والبوب والفولك، بل إن كلا من أصوات الغناء الخشنة التي تلقي صدى في القلوب وإيقاعات البيانو الكلاسيكية وإيقاعات الطبل الثقيلة كانت تشعل حماس الشباب الكوريين الذين كانوا يشعرون بالإحباط من استمرار القمع السياسي. وقد احتل ألبوم الفرقة الأول بعنوان «مسيرة» صدارة قائمة أفضل ١٠٠ ألبوم موسيقي شعبي كوري نشرتها وسائل الإعلام الكورية المختلفة لأطول فترة.

فضلا عن ذلك، نشأت العديد من فرق الروك الكورية التي تحلت بخصائص فريدة ومهارات مميزة وقامت بتجارب متنوعة مثل المزج بين البوب والروك واختراع فيوزن الجاز والبلوز على الطراز الكوري.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، كان الموسيقيون ينقسمون إلى نوعين؛ نوع حافظ على أنماط الروك القديمة ونوع آخر طرح أساليب تختلف اختلافا تاما عن الأساليب القديمة. ووقفت أغاني فولك روك جنبا إلى جنب مع الأغاني العصرية التي تؤكد على الفردية وروح التحدي لدى الجيل الجديد.

فرق الموسيقى المستقلة المسماة بـ»إين دي»
تُعد المنطقة المحيطة بجامعة هونغ إيك في العاصمة سيول مكانا ثقافيا خاصا يزدحم بورشات العمل والمعاهد وصالات العرض. قد بدأ الفنانون والشباب الذين أحبوا الأجواء الفنية ينتقلون إلى هذه المنطقة بعد أن اُفتتحت فيها محطة المترو عام ١٩٨٤ وأصبحت المنطقة منصة ثقافية مشهورة تُسمى بـ»هونغ داي»، وهو اسم مختصر لجامعة هونغ إيك. كما أن الكثير من أندية الموسيقى كانت تتخذ من المنطقة مقرا لها لأن الإيجارات في تلك المنطقة كانت منخفضة نسبيا، ولعبت هذه الأندية دورا مهما في نقل الأنواع الجديدة من الروك إلى كوريا منها فانك روك وموردن روك. وكان مَن دفع هذا التطور هم الموسيقيون الذين تجمعوا فيها ورفضوا أنظمة إنتاج الموسيقى للوكالات الترفيهية الكبيرة وأصدروا الأغاني التي أرادوها بشكل مستقل. وأحدث هؤلاء الموسيقيون تغييرا كبيرا في الموسيقى الشعبية الكورية.

واستفاد هؤلاء الموسيقيون الشباب الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «الموسيقيين المستقلين»، من انتشار الإنترنت آنذاك. ومن أمثلة ذلك، فرقة «ديلي سبايس» التي خاضت تجارب موسيقية جديدة من نوع موردن روك لأن أعضاءها التقوا إلكترونيا في غرفة الدردشة على موقع «هاي تيل» الإلكتروني وقرروا تشكيل الفرقة. وتُعد أغنيتها «تشاو تشاو» التي يحتوي عليها ألبومها الأول وأغنية «اركض يا حصان» لفرقة «كراينغ نوت» من نوع بانك روك، رمزا للمجتمع الموسيقي الجديد الذي ظهر في منطقة «هونغ داي» التي رفعت لواء الموسيقى المستقلة الكورية وثورتها.

وفي العقد الماضي، ساهمت مختلف فرق الروك ، ومنها غراج روك وموردن روك وهارد كور روك، في تعزيز مكانة أغاني الروك في الموسيقى المستقلة وجذبت الكثير من المعجبين لها. ونتيجة لذلك، اُستخدم مصطلح «الموسيقى المستقلة» كمرادف لـ»موسيقى فرق الروك» لفترة طويلة. وظهر هنا كثير من فرق الروك المشهورة منها فرقة «التنورة السوداء» وفرقة «حتى أنت يا بروكلي» وفرقة «جانغ غي-ها والوجوه». وفي العقد الثاني من هذا القرن، ظهرت فرقة «جان نابي» وفرقة «هيوك أو» اللتان تراوحان بين الموسيقى المستقلة والموسيقى التجارية. واليوم، ليس من العجيب أن نرى فرق الموسيقى الكورية المستقلة تتعاون مع فرق الموسيقى في جنوب شرق آسيا وتدخل أسواق الموسيقى الغربية.

تتأثر الموسيقى المستقلة والموسيقى التجارية السائدة بعضهما ببعض ويتعلّم بعضهما من بعض. وتتطور موسيقى الروك الكورية باستمرار رغم أن فرق الروك لا تُعد مكوّنا جوهريا من مكوّنات الموسيقى الشعبية الكورية اليوم. ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه موسيقى الروك في العقد القادم.

تتطور موسيقى الروك الكورية باستمرار رغم أن فرق الروك لا تُعد مكونا جوهريا من مكونات الموسيقى الشعبية الكورية اليوم. ولا أحد يعرف إلى أين ستتجه موسيقى الروك في العقد القادم.

أصول الموسيقى الأمريكية الإفريقية في
الموسيقى الشعبية الكورية

كيم جاك-غاناقد موسيقي وعضو لجنة التحكيم في جائزة الموسيقى الكورية

 

كانت أغاني «الهيب هوب» ثقافة فرعية للشباب الأمريكيين ذوي الأصل الإفريقي المقيمين في مدينة كومبتون في ولاية كاليفورنيا وحي ذا برونكس في مدينة نيويورك، إلا أنها أصبحت اتجاها سائدا في الموسيقى الأمريكية الإفريقية التي كانت تقودها أغاني «آر أند بي» بعد ظهور العديد من نجوم «الهيب هوب» في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي. كما أن هذا التيار الموسيقي الجديد ترك تأثيرا قويا على الشباب الكوريين في ذلك الوقت أيضا وأصبحت أغاني «الهيب هوب» تسيطر على الساحة الفنية في كوريا الجنوبية.

الهيب هوب
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، كانت أغاني الروك تسود بين الشباب الكوريين، إلا أن المجتمع الصغير الذي يلتقي فيه محبو الموسيقى الأمريكية الإفريقية نشأ في أزقة منطقة إيه تاي وون في العاصمة سيول. وكان مركز المجتمع هو الملهى الليلي المسمى بـ»مون نايت» الذي كان يعرض أحدث الأنواع من الأغاني الشعبية الغربية. في الماضي، كان دخول الملهى الليلي يقتصر على الجنود الأمريكيين المتواجدين في كوريا الجنوبية إلا أنه سُمح فيما بعد للكوريين بدخوله، مما أتاح للشباب الكوريين الذين يحبون الرقص فرصة التمتع بالأنواع التقليدية من الموسيقى الأمريكية الإفريقية مثل الديسكو والفانك فضلا عن أحدث اتجاهاتها مثل الهيب هوب ونيو جاك سوينغ.

وكان هذا الملهى الليلي مسرحا لبزوغ نجوم الغناء والرقص الذين كانوا يتصدرون البرامج التلفزية والإذاعية الكورية في التسعينيات من القرن الماضي. وبرهنتْ فرقة «سو تاي-جي والفتيان» التي كان أعضاؤها الثلاثة يحبون الرقص في هذا الملهى الليلي على أنه من الممكن أداء أغاني الراب باللغة الكورية بصورة طبيعية. وأدى ظهور هذه الفرقة التي كانت تتميز بالحركات الراقصة القوية التي لا قِبَل لفن الغناء الكوري بها إلى احتلال الأغاني الراقصة مكانة الصدارة في الأغاني الموسيقية الشعبية الكورية وبدأت الوكالات الترفيهية تجمع الراقصين الموهوبين في الملهى الليلي «مون نايت» لتشكيل فرق جديدة. وعندما حققت أغنية «ارجع إلى البيت» (١٩٩٥م) التي كانت ضمن الألبوم الرابع لفرقة «سو تاي-جي والفتيان» نجاحا كبيرا في أرجاء كوريا، بدأت أغاني الهيب هوب في ترسيخ جذورها في الموسيقى الشعبية الكورية.

في الوقت نفسه تقريبا، اضطلعت المجموعة المسماة بـ»بلاكس» التي تم تشكيلها في غرف الدردشة لمحبي الموسيقى الأمريكية الإفريقية على موقع «هاي تيل» الإلكتروني بدور هام في تطوير أغاني الهيب هوب في كوريا أيضا. وسجّل أعضاء بلاكس أغاني الراب ذات الإيقاعات الخاصة التي صنعوها بأنفسهم على أشرطة أو حوّلوها إلى نغمات رنين لأجهزة المناداة اللاسلكية (بيجر) ليشاركوا فيها. كما أن هذه المجموعة وفّرت أساسا مهما في نمو أغاني الهيب هوب على الأرض الكورية بجمع البيانات المتنوعة من خارج البلاد ومراجعتها بدقة. علاوة على ذلك، فإن نادي الموسيقى المسمى بـ»ماستر بلان» الموجود في منطقة هونغ داي وفّر مسرحا لمغني الهيب هوب بانتظام وساهم في رفع اهتمام الكوريين بها.

آر أند بي
وإذا كانت أغاني الهيب هوب نشأت في كوريا بشكل تلقائي كما ألمحنا سابقا، فإن أغاني «آر أند بي» دخلت كوريا على أيدي الموسيقيين الأمريكيين الذين ينحدرون من أصول كورية. وفي البداية، كان معظم المغنين الذين غنوا أغاني «آر أند بي» باللغة الكورية من الأمريكيين ذوي الأصل الكوري الذين نشأوا في الولايات المتحدة الأمريكية ثم طرحوا ألبومهم الأول في كوريا، باستثناء «يو يونغ-جين» الذي ألف أغنية «عطرك» وغناها بنفسه. ويمثلهم فرقة «سوليد» التي تتكون من ثلاثة أمريكيين كوريين، ومنهم المغني المشهور «كيم جو-هان». وقد أسهم النجاح الكبير الذي حققته أغنية «أتمسك بطرف من هذه الليلة» (١٩٩٥م) التي يحتوي عليها ألبومهم الثاني في استقرار أغاني «آر أند بي» في الموسيقى الشعبية الكورية.بعد فترة قصيرة، ظهرت المغنية الأمريكية الكورية «لينا بارك»، وشهدت أغنيتها «ملاحظة: أنا أحبك» (١٩٩٨م) إقبالا كبيرا من الشعب الكوري، مما أدى إلى رسوخ أسلوب «آر أند بي» في أغاني «البالاد». وكان من الطبيعي أن يكون معظم مغني أغاني «آر أند بي» من الأمريكيين ذوي الأصل الكوري لأنهم استطاعوا أن يتواصلوا مع أغاني «آر أند بي» ويستوعبوها بصورة طبيعية لنشوئهم في الولايات المتحدة الأمريكية خلافا للمغنين الكوريين الأصليين الذين لم تتحْ لهم فرصة لتلقي التدريب المنهجي على الأغاني الشعبية آنذاك.وفي العقد الأول من القرن الحالي أصبحت الموسيقى الأمريكية الإفريقية تحتل مكانة رئيسة في الموسيقى الشعبية الكورية بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنية «بالفعل مرّ عام» لفرقة «براون أيز» وأغنية «أفكر فيك» لفرقة «آسوتو يونيون». ولم يكتفِ الموسيقيون الكوريون بتقليد الأساليب الغنائية الغربية، وإنّما حققوا نجاحا كبيرا في التعبير عن المشاعر الكورية بأغاني «آر أند بي»، مما أدى إلى ظهور نوع جديد من أغاني «البالاد» وهو «بالاد ذو إيقاع متوسط» اُشتهر في الموسيقى الشعبية الكورية في منتصف العقد الأول من هذا القرن.

مايكل جاكسون
الإعجاب الشديد الذي يبديه الكوريون بالموسيقى الأمريكية الإفريقية يعود إلى العاملين التاليين: وجود مؤلفين موسيقيين يركزون على الإيقاع بدلا من اللحن، وتطور الواجهة الرقمية للآلات الموسيقية المعروفة اختصارا باسم «ميدي» التي تمكّن من إنتاج الأصوات المتنوعة التي لا يمكن أن تُنتجها الآلات الموسيقية الحقيقية.

وتُعد أغاني الهيب هوب جزءا لا يتجزأ من موسيقى الكي-بوب المعاصرة إلى جانب الأغاني الراقصة الإلكترونية. وتحتل أغاني الهيب هوب الصدارة في قائمة ترتيب الأغاني الكورية وقائمة العروض في المهرجانات الجامعية، ولا سيما بعد نجاح البرنامج التلفزي «أريني المال» الذي عزز شعبية أغاني الهيب هوب منذ منتصف العقد الثاني من هذا القرن. كم تغيرت الأمور منذ ما قبل التسعينيات من القرن الماضي حيث كانت تُقابل أغاني الهيب هوب انتقادات عنصرية ساخرة من قبيل نَعْتِها بـ»أغاني الفحم». ومع ذلك، كان هناك استثناء، وهو المغني الأمريكي مايكل جاكسون.

ترك مايكل جاكسون تأثيرا كبيرا على الشباب الكوريين الذين كانوا يحلمون بأن يصبحوا نجوما في الموسيقى الشعبية فجعلهم يرقصون طوال الليل في الملهى الليلي «مون نايت» في حي إيه تاي وون وأصبح بعضهم مغنين مشهورين في الأغاني الراقصة. وفي هذا السياق، يمكن القول إن ظهور مايكل جاكسون وأغانيه يمثّل نقطة تحول كبير في تاريخ الموسيقى الشعبية الكورية.

كاتب موسيقيسوجونغ مين-غاب

전체메뉴

전체메뉴 닫기