메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Features

2021 SUMMER

كيم سو-هي | ناقدة سينمائية

محتويات الثقافة الشعبية تواكب الاتجاهات العالمية

أصبح السرد النسائي من الاتجاهات الرئيسة التي تسود في الثقافة الشعبية الكورية في السنوات الأخيرة. وتعكس مختلف المحتويات الثقافية، ومنها الأفلام والمسلسلات التلفزية والبرامج الكوميدية والويبتون، أصوات النساء ورؤيتهن.

في فيلم «ميناري» الذي أخرجه المخرج “لي أيزاك تشونغ” عام ٢٠٢٠، تظهر مرأة مسنة تفضل ألا تطبخ شيئا في البيت، بل تحب أن تلعب اللعبة الكورية “البطاقات”، وتشاهد مباريات مصارعة المحترفين، ولا تتوقف عن كَيْل الشتائم في كل اتجاه. في الماضي، كان المجتمع الكوري يعتبر المرأة التي تبذل كل ما في وسعها في خدمة زوجها وأطفالها وبيتها امرأة مثالية. لكن المرأة المسنة في فيلم «ميناري» بعيدة عن هذه الصورة النمطية التقليدية للنساء الكوريات.

.لقد فازت الممثلة “يون يو-جونغ” بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مساعدة عن دورها هذا في الفيلم. والأدوار التي مثّلتها هذه الممثلة في الأفلام المختلفة بعيدة عن الصورة النمطية التقليدية للنساء الكوريات. ظهرت الممثلة “يون” أمام الجمهور بدور “امرأة شريرة” خلافا للممثلات الشابات الأخريات في ذلك العصر اللواتي عادة ما يظهرن أمام الجمهور بدور فتاة ذات مصير مأساوي أو فتاة لطيفة. وفي أول فيلم لها «امرأة من نار» (١٩٧١م) للمخرج “كيم غي-يونغ” (١٩١٩-١٩٩٨م) الذي يُعد مخرجا رائدا لأفلام الإثارة النفسية، لعبت الممثلة “يون” دور خادمة المنزل التي ترتكب جريمة قتل نتيجة لهوسها بصاحب المنزل الذي اغتصبها وبدأت حياتها في التدهور نتيجة ذلك. وحصلت الممثلة بهذا الفيلم على جائزة أفضل ممثلة من عدة مهرجانات سينمائية داخل كوريا وخارجها.

سينمائية داخل كوريا وخارجها.بعد ذلك، لعبت دور البطولة في فيلم «المرأة الحشرة» (١٩٧٢م) للمخرج نفسه، وهو الجزء الثاني من فيلم «امرأة من نار» وهو فيلم من نوع الإثارة النفسية يصور العشق والكراهية والغيرة أيضا. كما أنها لعبت دور البطلة الشريرة في المسلسل التلفزي «جانغ هيبين» (١٩٧١-١٩٧٢م) أيضا. وهكذا، لعبت الممثلة “يون” أدوار شخصيات قوية تظهر رغباتها دون تردد. وابتعدت هذه الممثلة عن الصناعة السينمائية مدة طويلة بعد زواجها، إلا أنها عادت إلى الشاشة في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وما زالت مستمرة باختيار شخصيات غير عادية تكسر الصورة النمطية للمرأة الكورية.

أفلام تجارية
أقام أرشيف الأفلام الكورية معرض “تاريخ الأفلام الكورية خلال مائة عام؛ التركيز على الشخصيات الأنثوية” تحت شعار “امرأة شريرة، امرأة غريبة، امرأة خطيرة” للاحتفال بالذكرى المئوية للأفلام الكورية عام ٢٠١٩. وكما يشير شعار المعرض فإن الصناعة السينمائية الكورية كانت تعتبر إظهار المرأة رغبتها أو إرادتها شيئا غريبا أو شيئا غير مرغوب فيه. كما أن المخرجين الذكور ساهموا في تشويه صورة المرأة في الأفلام.

مع ذلك، ظهرت المخرجات والمنتجات في الصناعة السينمائية الكورية منذ التسعينيات من القرن الماضي بالتزامن مع الارتقاء بوعي المرأة بحقوقها، مما أدّى إلى ظهور أفلام السرد النسائي ومختلف الشخصيات الأنثوية. واليوم، لا يُعد السرد النسائي ضمن الاتجاهات الرئيسة في الأفلام التجارية الكورية فحسب، بل في جميع أنواع المحتويات الثقافية الشعبية الكورية أيضا.

وحظيت الكثير من الأفلام النسائية بإقبال حار من المشاهدين والنقاد السينمائيين، ومنها فيلم «كيم جي-يونغ المولودة عام ١٩٨٢» (٢٠١٩م) للمخرجة “كيم دو-يونغ” الذي يصور الرواية المشهورة ذات العنوان نفسه للكاتبة الروائية “جو نام جو”، وفيلم «عش الطائر الطنان» (2018م) للمخرجة “كيم بو-را” الذي حقق نجاحا تجاريا، وفاز بجوائز من كثير من المهرجانات السينمائية الدولية المشهورة، وفيلم «تشان-سيل المحظوظة» (2019م) للمخرجة “كيم تشو-هي”، وفيلم «المضي قدما» (2019م) للمخرجة “يون دان-بي”، وفيلم «صوت الصمت» (٢٠٢٠م) للمخرجة “هونغ إي-جونغ”.

تشير هذه الأفلام التجارية إلى تنوع المواضيع في الأفلام النسائية، مثل النسوية وضحايا الاسترقاق الجنسي الياباني وكفاح العاملات ضد فساد الشركة وبطلات يحاربنَ ضد الجرائم. بالإضافة إلى ذلك، تشهد الأفلام النسائية الكورية توسيع نطاقها لتشمل مختلف أنواع الأفلام، ومنها الكوميديا والجريمة والرومانسية.

المسلسلات التلفزية والويبتون
ومن المثير للاهتمام أن هذا الاتجاه الجديد لا يظهر في الصناعة السينمائية فحسب، بل إنه يظهر في كافة أنواع الثقافة الشعبية أيضا. وتشير التحولات في اتجاهات المسلسلات التلفزية إلى كيفية تطور الشخصيات الأنثوية على الشاشة. في الماضي، كانت المسلسلات التلفزية التي تركز على مأساة الشخصيات أو الحب والمودة بين أفراد العائلة تحظى بإقبال حار، لكنها كانت تُقدم المرأة التي لا تلعب دورا رياديا في المجتمع، بل تخضع للنظام الأبوي. كما أن معظم البطلات في المسلسلات التلفزية الرومانسية كنّ يمثلنَ شخصية امرأة فقيرة تقع في حب رجل غني وتنجح في رفع مكانتها الاجتماعية بالزواج منه مثل سندريلا في القصة الرومانسية العالمية.

مع ذلك، بعد أن أصبحت المسلسلات التلفزية ذات مواضيع خاصة، وتعبّر عن اتجاه جديد في الدراما الكورية، ظهرت الشخصيات الأنثوية المتنوعة على شاشة التلفاز، منها بطلة مسلسل «ملكة المكتب» (٢٠١٣م، قناة كي بي إس ٢)، وهي امرأة غير متزوجة ماهرة في المجالات المتنوعة ويعتبرها الآخرون تهديدا لهم. ترفض البطلة العمل بدوام كامل الذي ترغب فيه معظم النساء غير المتزوجات وتفضِّل أن تبقى موظفة بدوام جزئي. لعبت النجمة الكورية “كيم هي-سو” دور البطولة، وحصلت على عدة الجوائز عن دورها في هذا المسلسل التلفزي. كما أن بطلة مسلسل «الفتاة القوية بونغ-سون» (٢٠١٧م، قناة جي تي بي سي) الذي حصل على تقدير عال من النقاد تستحق التنويه والذكر. وتدور قصة المسلسل حول امرأة شابة تعمل حارسة شخصية وتحارب ضد البلطجية. وفي مسلسل «السيد المشرق» (٢٠١٨م، قناة تي في إن)، تظهر قناصة كورية تنتمي إلى قوات تحرير كوريا وتكافح ضد الاحتلال الياباني. وبالإضافة إلى ذلك، في مسلسل «ضبع» (٢٠٢٠م، قناة إس بي إس)، تظهر محامية لا تتوقف حتى تكسب ما تريده.

بالإضافة إلى ذلك، ظهرت المسلسلات الدرامية التي تسلط الضوء، عن عمد، على صور التمييز ضد المرأة التي تعرضها المسلسلات العائلية التقليدية دون قصد، وتثير هذه المسلسلات تعاطفا واسعا بين المشاهدات. وعلى سبيل المثال، يتحدث مسلسل «عالم المتزوجين» (٢٠٢٠م، قناة جي تي بي سي) الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة من بين المسلسلات التلفزية التي بثتها قنوات الكابل، عن الخيانة بين الزوجين والألم النفسي الناتج عنها، ويتناول مسلسل «مركز الرعاية بعد الولادة» (٢٠٢٠م، قناة تي في إن) التأثيرات السلبية في الحياة المهنية التي تواجهها النساء بعد الإنجاب والولادة والصراعات الناتجة عنها، ويرسم مسلسل «لا، شكرا لك» (٢٠٢٠م، موقع كاكاو تي في) صور التمييز ضد المرأة الذي يرتكبه أفراد عائلة زوجها للتأكيد على مأساة المرأة الناتجة عن النظام الأبوي الكوري. ومن المعروف أن المسلسل الأخير مبني على قصة الويبتون المشهورة.

فضلا عن ذلك، تزداد شعبية السرد النسائي في الويبتون أيضا. وتُعد قصة «جونغ-نيون» (٢٠١٩-٢٠٢٠م، موقع نيفر) خير مثال على ذلك. ويكسر هذا الويبتون الصورة النمطية لدور المرأة الاجتماعي بسرد قصص عضوات الفرقة المسرحية التي كانت تحظى بشعبية كبيرة في الخمسينيات من القرن الماضي.

“ظهرت المخرجات والمنتجات في الصناعة السينمائية الكورية منذ التسعينيات من القرن الماضي بالتزامن مع الارتقاء بوعي المرأة بحقوقها، مما نتج عنه صدور أفلام السرد النسائي ومختلف الشخصيات الأنثوية.”

تطور السرد النسائي
في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حققت كوريا نموا سريعا في ظل المجتمع الذي كان يؤكد على الولاء للوطن والعائلة بناء على النظام الأبوي، مما أدى إلى إهمال الكثير من الحقوق والقيم الإنسانية. لكن الشعب الكوري انتفض لاحقا، وأخذ يطالب بتحقيق الديمقراطية، حتى نجح في الثمانينيات من القرن الماضي في تحقيق الديمقراطية السياسية، وفي التسعينيات من القرن الماضي تحققت له الديمقراطية الاقتصادية. واليوم، تتطور الحركة الديمقراطية لتدعو إلى تحقيق “الديمقراطية في الحياة”. وفي هذا السياق، يرفع أفراد الشعب الكوري الآن أصواتهم لتحقيق المساواة بين الجنسين في المجتمع.

تطورت الثقافة الشعبية الكورية بمواكبة التغيرات الاجتماعية وتلبية احتياجات الجمهور حتى وصلت إلى ازدهار السرد النسائي في هذه الأيام. ومن المثير للاهتمام أن هذا الاتجاه لا يقتصر على كوريا، بل يمكن أن نشهده في أرجاء العالم أيضا. وعلى سبيل المثال، فاز فيلم «صورة فتاة تحترق» للمخرجة سيلين سياما بجائزة أفضل سيناريو وجائزة “كوير بالم” من مهرجان كان السينمائي الدولي وغيرهما من الجوائز الكثيرة من المهرجانات السينمائية الدولية الأخرى. ويمكن القول إن السرد النسائي يحظى باهتمام واسع اليوم مقارنة بأي وقت مضى.

جونغ دوك-هيون | ناقد ثقافة شعبية

전체메뉴

전체메뉴 닫기