메인메뉴 바로가기본문으로 바로가기

Art Review

2017 SPRING

ثقافة و فن

عرض فني مناظر طبيعية داخلية من وجهة نظر أستاذ الفن الكوري التجريدي

يعتبر الفنان "يو يونغ-كوك" (1916-2000) من الفنانين الرواد الذي عكست لوحاته روح الجبال باستخدام عناصر أساسية من النقط، والخطوط، والمسطحات، والشكل واللون عندما كان التجريد ما زال مفهوما غير شائع في عالم الفن الكوري. وبمناسبة الذكرى المئوية لولادته، فقد أقيم معرض استرجاعي في فرع "دوكسوغونغ" للمتحف الوطني للفنون الحديثة والمعاصرة (4 نوفمبر 2016 حتى 1 مارس 2017). ومن عنوانه "يو يونغ-كوك، الحقيقة المطلقة والحرية"، فهو يشتمل على ما يقارب 100 عمل تمتد على مدى 60 عاما والتي تسلط الأضواء على أستاذ الفن الكوري التجريدي.

"تركيب بخطوط مستقيمة" ( 1949 )، لوحة على الكنفاه، مقاس 45.5×53 سم.

يتلألأ الجبل السحيق الأحمر مثل ماسة. تبرز الجبال الخضراء، والبرتقالية، والزرقاء عالية، وتمتد على الكنفاة القوية المنتظمة. مليء بهذا اللون الأحمر شديد الوضوح الذي يبدو وكأنه مستعد للانفجار، فإنه يملأ الكنفاة كلها. رسمت الجبال بأشكال مثلثة بسيطة من ألوان متنوعة تنبض بالكثافة والشدة. تجذب حدة الجبال المثلثة المشاهد لها. تمتلئ ألوان الحقول الخلابة بكل من العاطفة ورباطة الجأش.
قال يو ذات مرة: "الجبل ليس أمامي، ولكنه في داخلي." وهذا يتقاطع مع كلمات الرسام الهولندي "بييت موندريان"، الذي كان يعجب به يو أشد الإعجاب. "علينا أن نحرر أنفسنا من الهوس بالأشياء الخارجية. عندئذ فقط يمكننا التغلب على المأساة، ونقف ونتأمل بوعي الطمأنينة والسكينة داخل كل الأشياء." بالنسبة لهذا الفنان، كان رسم الجبل داخل ذاته استكشافا للروح البشرية. وبظهوره في عدة أشكال وألوان مختلفة، فإن الجبل مثل المنظر الطبيعي الداخلي للبشر الذين رآهم وأحسّ بهم. رسّام الجبال ولد يو في بلدة أولجين، محافظة كيونغسانغ الشمالية (التي سميت في الماضي محافظة كانغوون) سنة 1916، وهي مكان ذو أودية عميقة حيث يقع جبل أونغبونغ. كانت هذه الجبال أرض اللعب لهذا الفنان. وكانت جزءا منه، تمثل له الأصدقاء الصامتين منذ الطفولة، ومادة كانت تظهر بشكل ثابت في كل لوحاته طيلة حياته.
قال يو: "رسمت العديد من اللوحات التي حملت اسم "الجبل". ربما لأنني نشأت في الجبال. وبطريقة مماثلة فإن لوحاتي عن الغابة كانت مستلهمة من الذكريات القديمة لغابة القرية حيث كنت ألعب عندما كنت صغيرا. كان للشمس المشرقة على العشب عبر الأوراق والأغصان البديعة جمال فطريّ أصيل ومنعش. أحب أن أعبّر من خلال رسوماتي ولوحاتي عن المشاعر التي كانت في هذه الأماكن التي أعرفها جيدا، الأماكن التي يمكنني دائما أن أركض إليها عندما أريد."
مثل الفنان الفرنسي "بول سيزان" الذي كانت لوحته عن جبل سانت فيكتور مصدر إلهام، فإن الجبل بالنسبة لـ"يو" كان موضوعا حميميا قدم له العديد من الاحتمالات والإمكانيات والتركيب والألوان. في ستينات القرن العشرين، بعد أن استقر به المقام في سيول العاصمة، كان يو كثير الذهاب لتسلق جبال "دوبونغ"، و"بوكهان"، وقلعة جبل "نامهان"، مستنشقا قوة الجبال الحيوية، وساعيا إلى تخفيف حدة المعاناة لبلد يتلوى من الألم في عملية التحديث مع مثلثات جبلية حية مشرقة بالسعادة. قال مؤرخ الفنون "لي إين-بوم" بأن أعمال يو الفنية تدعم وتحمي وتحترم كرامة الإنسان واحتمالية التحرر من خلال التجريد."

«الصباح ( 1958 ) » ، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 73×100 سم.

رائد فن التجريد الكوري
يبدو أن يو كان واعيا للصعوبات التي تكتنف اتّباع الفن التجريدي في كوريا خلال خمسينات القرن العشرين. يقول السيد يو جين، وهو ثالث أربعة أبناء للفنان يو ومدير مؤسسة يو يونغ-كوك للفنون، يقول لنا حكاية من أيام دراسته. في المرحلة الثانوية، كان معلمه يجري دراسة مسحية حول وظائف أولياء الأمور. عندما أجاب يو الصغير بأن والده كان فنانا، سأله الأستاذ "أيّ نوع من الفنانين."
"سألت أبي عن أيّ نوع من الرسومات واللوحات يرسم، وطلب مني أن أقول للأستاذ بأنّ أبي يعمل في "الفن التجريدي." قلت بأنهم سوف يسألونني ما هذا الفن، فقال لي أن أجيبهم بأنه "فن حديث." مرة أخرى، أخبرته بأن أحدا لا يفهم ماذا يعني هذا الفن، الذي قاله له بضحكة، "إذن أخبرهم بأنني فنان رائد في فن جديد." بعد تلك الفترة بوقت طويل، عندما اشترى أحدهم لوحات ورسومات والدي في معرضه الذي حوى أعماله منفردا، تبسم وقال، "هل تباع لوحاتي أيضا؟" لن أنسى ذلك أبدا."
في فترة شبابه، ذهب يو إلى اليابان سنة 1935 لدارسة الفن في "بونكا غاكوين". هناك تزامل وتشارك مع فنانين تجريديين مرموقين، مثل "هاسيغاوا سابورو"، والتحق بحركة الفن الريادية الطليعية. وفي سنة 1938، فاز بالجائزة الكبرى في معرض رابطة الفنانين الأحرار" الثاني، وكان فاعلا في مسرح الفنون في طوكيو. حوالي تلك الفترة، درس أيضا التصوير في مدرسة التصوير الشرقية، وقدم صورا رياديّة طليعية للمعارض، وهي شهادة له على طاقته الإبداعية التي تفكر للأمام وتتطلع للمستقبل.
بعد العودة إلى كوريا سنة 1943، كان على يو أن يتخلّى عن الفن خلال السنوات الهائجة المضطربة لتحرير البلاد من الحكم الاستعماري الياباني والحرب الكورية، حيث كان عليه أن ينفق على عائلته الكبيرة؛ فعاد إلى عمل العائلة في صيد الأسماك، وفي مرحلة لاحقة، انخرط في تجارة تقطير البيرة. ولكنه عندما بلغ الأربعين، أعلن لزوجته بشكل قوي راسخ، "أنا لا أريد جبل ذهب أو حقل ذهب، أريد أن أرسم"، وبهذا عاد إلى عمله في الفن مرة أخرى. شارك يو بنشاط وفعالية في مجموعات الفنانين، مثل مجموعة الواقعية الجديدة، وجمعية الفن الحديث، ومعرض بدعوات خاصة للفنانين المعاصرين، وشارك في "سينسانغهوي" (مجموعة الشكل الجديد)، يقود حركة الفن التجريدي في كوريا. ثم وبشكل فجائي تماما، قطع كل أواصره مع مجموعة الفن، وبعد أن أقام معرضه الأول لأعماله منفردا في 1964، عاش في عزلة، مكرسا نفسه لفنه الخاص به منفردا.

"ذوبان الأرض" ( 1961 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 162×130 سم.

"العمل" ( 1967 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 130×130 سم.

"الدائرة أ" ( 1968 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 136×136 سم.

"الجبل والبحيرة" ( 1979 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 65×53 1 سم.

يعمل "يو يونغ-كوك" في الاستوديو الخاص به في "ياكسو- دونغ" في سيول، في هذه الصورة التي التقطها المصور"ليم أونغ-سيك" حوالي 1968 .

فنان بلا أسطورة
يوصف يو بشكل شائع بأنه الفنان قليل الكلام، الزاهد، العنيد والمثابر. إنه فنان بلا أسطورة. مقارنة مع معاصريه من الفنانين مثل "كيم كي-هوان"، و"لي جونغ-سوب"، وبارك سو-كون"، و"جانغ أوك-جين"، أولئك الذين برزوا تحت الظل القاتم للفترة الاستعمارية كفنانين مبدعين بارزين إما كعباقرة أو يوصفون بأنهم أشخاص غير تقليديين. عاش حياة رتيبة متقشفا مستقيما زاهدا. التزم ببرنامج عمل يوم صارم، مثل "عامل الفن" يذهب إلى المرسم الساعة 8 صباحا، ويستمر في الرسم حتى 6 مساء، متجاهلا كل العلاقات الباقية في حياته اليومية، ومبقيا على نفسه فقط "كفنان جيد." رفض يو الاتفاقيات والحلول الوسط، واختار حياة العزلة والانفرادية ممتلئا فقط "بالتوتر الذي كان يشعر به أمام لوحاته."
مثل الجبل في لوحاته، كان يو يطمح إلى روح نقية صافية سامية وغير مسبوقة. قال الفنان "كيم بيوغ-كي"، الذي درس مع يو في اليابان، "كان زميلا ذا روح حرة بمزاج مرح بهيج يمقت الاتفاقيات." تخلّى هذا الفنان عن رتبة الأستاذية- التي هي مطمح للجميع- في جامعة سيول الوطنية بعد سنتين وثلاثة أشهر، وبنفس الطريقة في جامعة هونغيك بعد ثلاث سنوات. وبدلا من الاختلاط مع العامة، فضّل أن يكون وحيدا في مرسمه، ويتحادث مع الجبل داخل ذاته. قال يو: "الرسم هو وضع نفسك في المقدمة"، "مصدر صوري هو الطبيعة وما يحيط بي. أنوي أن أدرس الأساسيات حتى أصل سن الستين، وبعدها أعود للطبيعة بمفهوم وفكرة أكثر نعومة."
قال يو الشيء ذاته لأولاده. "تكلّم والدنا عن دراسة الفن في جميع الأوقات. قال بأنه سوف يركز على دراسات الفن حتى سن الستين. وعندما كان عمره 70 عاما، قال: "الخمسينات هي سن الشباب"، وعندما وصل الثمانين قال: "الستينات هي العمر الرئيسي الأفضل." كما أنني أذكره حين قال: "أنا لم أجرّد الفن كي أصنع عالما أفضل."

بعيدا عن الغطرسة والحشو وفضول الكلام، يبقى فقط جوهر الموضوع على قماش الرسم، والذي يأخذ المشاهد إلى عالم من السكون المطلق، والحرية، والاطمئنان، وهدوء ما وراء الجبل. على السطح قد تشبه رسومات ولوحات "يو" الفن الغربي، ولكنها من الداخل تواصل تقليد لوحات المناظر الطبيعية لمملكة جوسون.

"الجبل-الأحمر" ( 1994 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 96×126 سم.

رسّام المناظر الطبيعية المعنوية
عند الإعجاب بأعمال يو التي انقسمت ضمن أربعة معارض رسم طبقا للفترة، يقفز إلى الذهن المثل الآسيوي القديم، "الرجل المحسن يحب الجبال." الهواء النقي والروح العالية المتدفقة من لوحاته تقود المشاهد إلى التأمل والإنشاد والغناء، كما لو كان في عمق الجبال.
"اعتبر الجبال بشكل خاص روح التراث الكوري، وكان إيمانه دائما مركّزا في إنشاء "الكل المتناسق المتجانس". ولما كان المثال النموذجي للفنان هو التوازن المتناغم للحياة، والفن والطبيعة، وليس مجرد اتباع تناغم وانسجام اللون في عمله، فلا بد أنه قد اعتنق فكرة أن جوهر اللون يتكلم عن قيمة التناغم والانسجام نفسه. ولهذا السبب تعتبر رسومات ولوحات يو عن الجبال "مشاهد طبيعية معنوية". ("جونغ يونغ-موك"، "جبال يو يونغ-كوك: مناظر طبيعية معنوية" في الكتاب الذي يحمل عنوان "يو يونغ-موك، 2012").
يمكن مشاهدة لوحات ورسومات الجبال في الأعمال الاسترجاعية لهذا الفنان بحرّيّة من أي مكان في العالم من خلال الجلوس بكل راحة في المنزل. تعاون المتحف الوطني للفنون الحديثة والمعاصرة مع شركة غوغل لعرض 20 عملا رئيسيا للفنان يو في منصة معرض فن على الإنترنت. وهي منصة غوغل للفنون والثقافة. لأول مرة في كوريا، يتم تصوير أعمال الفنان يو من خلال "كاميرا الفن" التي طوّرها معهد غوغل الثقافي، والتي التقطت وصوّرت أدق التفاصيل للوحاته في صور فائقة الدقة، تتيح للمشاهدين الإعجاب حتى بملمس سطح اللوحة.
يبدو أن الجبل الجليل الذي يقف عاليا والمرسوم بطريقة هندسية دقيقة وحقول ألوان مكثفة، والذي رسم بسكّين بضربات رسم كثيفة ومتجانسة، يبدو أنه يتكلم عن الفنان الذي أراد "أن يعيش بحرية دون تدخّل". بعيدا عن الغطرسة والحشو وفضول الكلام، يبقى فقط جوهر الموضوع على قماش الرسم، والذي يأخذ المشاهد إلى عالم من السكون المطلق، والحرية والاطمئنان وهدوء ما وراء الجبل. على السطح قد تشبه رسومات ولوحات يو الفن الغربي، ولكنها من الداخل تواصل تقليد لوحات المناظر الطبيعية لمملكة جوسون.

"العمل" ( 1989 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 91×65.4 سم.

"العمل" ( 1994 )، لوحة زيتية على الكانفاه، مقاس 91×66 سم.

جونغ جي-سوك كاتبة تحرير وكبيرة المراسلين الثقافيين- جريدة جونغ أنغ اليومية

전체메뉴

전체메뉴 닫기